بقلم: جمال مزراحي

"حماس" تلك الحركة التي توجه إليها الكثير من أصابع الاتهام من ابتزازات مالية يفرضها أعضائها بطرق كثيرة , وصفقات مشبوهة تتم في الداخل والخارج وتصفيات جسدية لمعارضيها تتكشف أوراق هذه الحركة اليوم أكثر فهناك مصادر مطلعة تتحدث عن علاقة هذه الحركة التي منشأها الأخوان المسلمين بتنظيم داعش وهذا أمر مؤكد جاء تزامناً مع تصريح لجنرال" يؤاف مردخاي" منسق حكومة إسرائيل في الضفة الغربية الذي قال فيه بأن ناشطاً من التنظيم دخل الى قطاع غزة عبر الأنفاق آتياً من القاهرة من أجل إجراء تدريبات عسكرية في القطاع وذلك بتنسيق مع أحد المقربين من حماس في رفح.

كما أن حماس قدمت يد المساعدة في سيناء من خلال قيام كوادرها بمعالجة أفراد التنظيم في مستشفيات غزة لقاء المال والسلاح وتفيد هذه المصادر أيضاً أن تنسيقاً عسكرياً سرياً يجري على مستوى قادة ميدانيين بين الجانبين بعلم السلطات المصرية!.

في الحقيقة علينا أن لا نستغرب كثيراً من هذه العلاقة بل على العكس تعتبر هذه العلاقة نتيجة طبيعية رغم إن الكثير المغرر بهم قد لا يتقبل هذا الأمر, فلو رجعنا الى المعتقد الديني الذي تتبناه "حماس" لرأينا بأنه لا يختلف عن داعش خاصة و إن فكرة "دولة الخلافة" تدغدغ الكثير من الشباب داخل القطاع بل أن الكثير من هؤلاء سافر من القطاع للتطوع في صفوف التنظيم رغم ان الخلافات الظاهرة بين الطرفين لا تعدو كونها زوبعة إعلامية هدفها ذر الرماد في العيون, ولكن الفرق الوحيد بين الحركتين في الوسيلة وليس الغاية فحماس ربما تحاول أن تحيط نفسها بهالة وردية أمام العالم وتتذرع بمبررات كثيرة وهي تقوم في ذات الوقت بعمليات إرهابية لا تختلف كثيراً عن ما يقوم به عناصر داعش الذين لا يمتلكون هذا الحجم الكبير من التأييد السياسي والإعلامي الذي تحظى به حماس وقادتها أما الغاية فهي واحدة في النهاية فكلنا يعلم هدف هذه الجماعات إقامة دولة شاملة تطبق أحكام الشريعة فحركة حماس قائمة بالأساس على فكرة السلطة الدينية ونفس الأمر ينطبق على داعش التي تسعى الى نفس الهدف بوسائل أكثر دموية , ولا نغفل عن دور المشايخ السلفيين داخل قطاع غزة الذين أبدوا تعاطفهم تجاه ممارسات داعش الوحشية وسارعوا في تأييدهم الى إصدار فتاوى صريحة تؤيد التنظيم وتشجع على الالتحاق في ركبه وما العمليات التي تجري في سيناء في الآونة الأخيرة إلا دليل على وجود تنسيق ممنهج بين الطرفين وأن كان على المستوى الفردي في الظاهر . ولا ننسى بأن عناصر حماس قاموا سابقاً بأفعال مماثلة كالإعدامات الميدانية للمعارضين لهم ووجود سجون سرية تابعة يشرف عليها أتباعها ناهيك عن استخدام المدنيين دروع بشرية وغيرها من الوسائل التي لم تعد خافية على أحد, ومن هنا كان لزاماً علينا أن نعري هذه الحركات التي تدعي المظلومية وتتباكى وما هي في الحقيقية غير مشاريع خبيثة جاءت بعناوين سرعان ما يزول بريقها في المستقبل القريب.