موقع اسرائيل بالعربية

“النكبة الهُراء” الفصل الأول: مشكلة " اللاجئون الفلسطينيون" – من المسؤول؟

الحلقة الاولى : قرار التقسيم وتهديد العرب

 

 

"إن الحرب ستكون ضروسا، وسوف تُروى قصة المجزرة كما تروى قصة حروب المغول والصليبين….."- بهذه الكلمات القاسية واللا إنسانية، أعلن عبد الرحمن عزام، أمين عام جامعة الدول العربية، الحرب على دولة إسرائيل في مؤتمر صحفي في القاهرة، ردا على إعلان استقلالها في 15 أيار 1948.
الشرارة الأولى لحرب الاستقلال هذه، بدأت إثر إصدار الجمعية العامة للأمم المتحدة في 29 تشرين الثاني/نوفمبر 1947 قرار مشروع تقسيم أرض إسرائيل التاريخية إلى دولتين؛ يهودية وعربية.

رفض العرب، متمثلين باللجنة العربية العليا، المنبثقة عن الجامعة العربية، قرار التقسيم وأعلنوا معارضتهم لمشروع تسوية إتُخذ من قبل المجتمع الدولي الذي تمثل آنذاك بالجمعية العامة للأمم المتحدة.

وسرعان ما تحول هذا الموقف المناهض للإرادة الدولية إلى حرب اندلعت نيرانها في اليوم التالي للقرار التاريخي، حاصدة أولى ضحاياها؛ خمس مواطنين يهود قُتلوا في انفجار استهدف حافلة "إيجد" رقم 2094.

لم يكن أمين عام الجامعة العربية عبد الرحمن عزيز_ صاحب القول الذي افتتحنا به سطورنا_ الوحيد الذي بشر بالمجازر والحروب، ولم يكن وحده نصير العنف بين القياديين العرب عام1947:

"فلسطين ستمتلئ دما ونارا إذا اخذ اليهود جزءا منها"، كان هذا وعد جمال الحسيني، عضو اللجنة العربية العليا، لأصحابه في الهيئة العربية المذكورة، مبشرا بانتهاج لغة الدم.

فيما تعهد رجال بن سعود، للجنة العربية، من النيل من اليهود قائلين:" في حال الحصول على الضوء الأخضر من البريطانيين باستطاعتنا رمي اليهود بسهولة ".

ليشاطرهم فوزي قوقاجي، قائد جيش التحرير الإسلامي أو ما عرف حينها بجيش الإنقاذ، بقسمٍ يقضي إلى رمي اليهود في البحر.

لتصدح نبرة عبد القادر الحسيني، قائد العصابات آنذاك، مؤكدا بصرامة أن " مشكلة فلسطين لا يمكن حلها إلا بالسيف وعلى اليهود ترك فلسطين".

الجدير ذكره، إن لهجة التهديد والعنف هذه، جاءت في السنوات التي تلت المحرقة النازية مباشرة، والتي أبادت 6 ملايين يهودي في أبشع مجزرة إنسانية عرفتها البشرية، حينها كان اليهود لا يزالون تحت وطأة فظاعة الحدث فيما الآلاف منهم كان لا يزال رازحا في مخيمات اللاجئين في أوروبا.

كُتب على الشعب اليهودي أن يعاني الإجرام الإنساني وان يكون عرضة لكل أنواع الملاحقات التعسفية والقتل والتعذيب، مما دفعه إلى القبول بقرار التسوية الذي قضى بتقسيم ارض إسرائيل التاريخية (التي عرفت بمنطقة فلسطين) إلى دولتين لشعبين، مرحبا رغم الألم بإرادة المنظمة الدولية. إلا آن ردة فعل العرب كانت له بالمرصاد، فهم لم يرفضوا القرار الدولي وحسب بل توعدوا اليهود بمحرقة ثانية على ارض إسرائيل بعد أفول سنتين على الأولى.

جريمة أخلاقية ارتكبت بحق أبناء الأرض حينها، وظلم لم يشهد التاريخ أمثاله. فقد هُدد اليهود في عقر دارهم وبقساوة قل مثيلها وبإبادة كاملة عام 1947.


 

 
 

כתיבת תגובה

האימייל לא יוצג באתר. שדות החובה מסומנים *