رد على قصيدة محمود درويش "عابرون في كلام عابر" الأنباء 25 .1. 1988

رسالة الى محمود درويش للشاعر بلفور حكاك

ترجمها من العبرية د. نسيم قزاز – بئر السبع

 ——————————————————

يا أيها العابر بين الشعاب بكلمات قصائد الموت والبغضاء

لستُ عابرَ سبيل أنا في هذه الربوع

لستُ غريبا في حقول القمح والشعير

المشتاقة إليّ عند مروري هنا بأرض العبرانيين

فصول الشعر، والآبار المهدمة

آبار النبي من "عنتوت"

يا شاعر ممالك الفناء والهلاك، انت المرسل اليّ رسائل قصائدك، لفائف أسلاك الديناميت، نارا مكبوتة في العظام

آه يا درويش اللحود

كيف هبطت إلى الحضيض في أشعارك لتجمع بين عربات قطار المحرقة والحقائب

تبتغي إبعادي وأشعاري من هنا

فالبغضاء وغزوات جهاد السيف

لن يمحوا روائع خطى داوود عن الأبصار

ولن يمحوا نقوش النفق في سلوان

بصمات أصابع أجدادي شهادة مشعشعة

في المياه الجارية بين شعاب "الحرمون"

وبخور بركة الكهنة الفواحة القديمة

من وادي "هنوم" حقل اللحود

اسمي المنحوت كشفته طوامير الرق

في صحراء يهودا اسمي لن يمحى من رسائل تل لخيش المحروقة وبصمات أصابع آبائي مطبوعة كوثيقة في صحراء يهودا

 

وجرار النقود تتوج رأسي حروفا وعجائب

 

سبي يهودا  (Judaea Capta)، أبدا لن يعودا

أيها الشاعر! يا من تدعو لمحو اسمي ورحيلي

انت الذي يحزم عظام أمواتي إلى البحر

أنت الذي يحاول إبادة اسمي وذكري

ويحول حقولي يبابا أبديا

محمود درويش !

لا ولن تستطيع النكران

لا تستطيع أن تمحو بشعر وبكلمة

أن "عناتا" هي "عنتوت", و"بطين" هي "بيت أيل"

و"سلوان" هي "سيلوان" هي "شيلواح"

فإلى الأزل منحوتة نهائيا والحجر

والكلمات العشر, ترانيم الأنبياء

وأحلام أجدادي الأُوَلِ الساذجة

في الجلوس بسلام تحت الكرمة وشجرة التين

***

لذا فأنا مقيم ها هنا، لست براحل إلى بحر التيه وجهنم,

أنا لست عابر سبيل، يا محمود

سأدّخر، حتى قدوم رسائل السلام والمحبة

أشعارا وآمالا وحديدا

في أكياس ثقيلة

وانت الذي تنتظر جسدي الزائل

ستمدّ لي يد السلام

من وراء الطوامير الدفينة

من بين أسماء آبائي الراقدين

وراء الجنادل وصفائح الحديد.

* أثارت قصيدة الشاعر الفلسطيني الكبير المرحوم محمود درويش، المنشورة في يناير 1988 ضجة كبرى في اوساط الادباء والشعراء في اسرائيل وخارجها. ومن اصداء هذه الضجة، القصيدة التي نظمها باللغة العبرية الشاعر بلفور حكاك ردا على قصيدة "عابرون في كلام عابر". ولد الشاعر بلفور حكاك، في بغداد في يوم ذكرى الفرهود الخامسة مع اخيه التوأم هرتصل حكاك، وقد شغلا بصورة متعاقبة والى اليوم، منصب رئيس جمعية الادباء العبريين في اسرائيل. نقدمها بحلتها العربية، بمناسبة صدور قرار مجلس الأمن بمنح السلطة الفلسطينية مكانة دولة مشرفة، وذلك بعد مرور 65 عاما من الحروب على قرار تقسيم فلسطين لصالح قيام دولة اسرائيل.

כתיבת תגובה

האימייל לא יוצג באתר. שדות החובה מסומנים *