قضية ام فبركة ؟

أقلام القراء / الكاتب جمال مزراحي

حين ما يتبادر الى الذهن مصطلح القضية الفلسطينية, دون معرفة الأسباب والتفاصيل , التي عملت على تنشأة هذا المصطلح او التسمية, فسنقع في هذه الحالة في خطىء كبير يؤثر علىينا ,فكريا وموضوعيا , وسيقودنا بطبيعة الحال الى المزيد من التضليل ,والإدراك الخاطىء, وبالتالي سنسير بفكرنا الى نفق مسدود, لا يمكن له ان ينتهي دون ان نتيقض وندقق في كل تسمية ومفهوم يمر على عقولنا .

 قلم

هذه التسمية (القضية الفلسطينية), جاءت في حقيقتها, من رحم المجتمعات العربية حديثا بعد اعلان قيام الدولة الإسرائيلية عام ,1948 حيث يعتقد الكثير من العرب والمسلمين بأن فلسطين هي ارض عربية, لا يمكن ان يانازعهم فيها احد, ولا زال هذا الإعتقاد راسخا حتى يومنا!.

قبل ان نصصح مفهوم "القضية الفلسطينية " ,لا بد لنا اولا ان نبين بأن كلمة فلسطين, هي اصلا ليست كلمة عربية من الناحية اللغوية, وانما جاءت هذه التسمية من الإحتلال الروماني في ذلك الزمن, ولا ننسى في نفس الوقت بأن الكنعانيين الذين يدعون الفلسطينيين, بأنهم اجدادهم هم اقوام ليست عربية ايضا , ومن يريد ان يعرف ذلك عليه ان يرجع الى التاريخ القديم , فضلا عن ان كتاب المسلمين (القرآن), يقر بأحقية اليهود بالعيش في فلسطين, في احدى آياته التي تقول (يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم فلا ترتدوا على ادباركم فتقبلوا خاسرين) .

فهذه الآية لها من الدليل الكافي,الذي يقر بأحقية اليهود بإمتلاك الأرض, التي هداها الله لهم اما مفهوم القضية الفلسطينية, الذي نتحدث عنه هو مفهوم فبرك من قبل الأنظمة العربية والإسلاميين, لغرض استمالة شعوبهم وتسييرهم لأجل تحقيق اهداف ومكاسب سياسية معينة, وقد نجحت الماكنة الدعائية العربية, في تجيير هذا المفهوم لصالح انظمتها والقائمين عليها, قافزة على الحقائق والوثائق ومتناسية الهبة الألهية لهذه الأرض, لشعب لا يزال يعاني من عداء المحيط العربي, الذي يتفاقم يوما بعد يوم, فكل شعوب الأرض لها حقها في تقرير مصيرها, واقامة دولة تمثلها , فما بالك بشعب له الحق في تقرير مصيره, في ارض اقرت له ربانيا, لكن للأسف هذه الحقائق قد تعد مرة بالنسبة للكثير, من العرب والمسلمين رغم ظهور اصوات عربية من هنا وهناك, تعترف بأحقية الشعب اليهودي بإمتلاك فلسطين, لكن المشكلة ليست فقط في مفهوم القضية الفلسطينية الخاطىء, و المفبرك وانما هذه الخدعة انطلت على الكثير من العرب والمسلمين, الذين صدقوا هذه الأكذوبة وسلموا بها من حيث لا يشعرون, وليس من الممكن ان يتخلى اليهود عن ارضهم, بمجرد عدم الاعتراف بأرضهم من قبل الاخرين, لكن الموضوع يحتاج الى فتح قنوات معرفية هدفها توضيح الحقائق, وابرازها امام الجميع فضلا عن الرجوع الى التاريخ الصحيح , وترك التاريخ المزيف المصطنع , وان تطلب ذلك جهدا و وقتا .

الفبركات ليست بالأمر الجديد على القادة العرب والإسلاميين, الذين فبركوا من التاريخ ,و الحقائق الكثير الى الدرجة التي يتم فيها كتابة مجلدات ضخمة!, فنتمنى ان يتوقف مسلسل الكذب والفبركات الذي ابتكره , هؤلاء ونتمنى ان يعترف العالم أجمع بأرض اسرائيل, ارض الحضارة والتاريخ, ليظهر صوت الحق الناطق, ليكون كالشمس الساطعة, التي لا تحجبها الغربال مهما طال الزمان.

.

 

כתיבת תגובה

האימייל לא יוצג באתר. שדות החובה מסומנים *