موقع اسرائيل بالعربية / أقلام القراء
الكاتب باريس بحري
قضية فصام

هاهو بايدن يحتار وتتحير دولته في قضية العملية السياسية العراقية , صرحوا بأنه سيزور العراق , وصرحوا بأنه قد لا يزور العراق ابدا", قالوا بأنه سيتدخل في الأزمة الناشبة مابين الشيعة والسُنة , والسُنة والشيعة , والشيعة مع الشيعة والسُنة مع السُنة , وقالوا بأنه سيمر مرور الكرام , حينما نستمع لأخبار محاولات بايدن الحثيثة لزيارة العراق نتصور بأن هناك بايدنان أثنان , واحدٌسيزور والثاني لن يزور , مسكين بايدن لقد انشطر لنصفين , هذا هو مصير كل من يُشارك في العملية السياسية الاسلامية الطاحنة في بغداد العباسية , أنا نفسي أُتهمت بمرض فصام الشخصية بعد كل ساعة متابعة لمجريات وجريانات الاحداث العراقية فكيف ببايدن القادم من سياسة ومجتمع متحضر ؟؟

 

المؤسف في الأمر ,بل السخيف في الأمر , بل اللاعقلاني في الأمر, إن اسرائيل تُذكر بسوء هذه الايام في المشهد السياسي والاعلامي العراقي ,نفط يذهب لاسرائيل ,اموال تأتي من اسرائيل , الاسرائيليون في شمال العراق , كلا كلا هم في بغداد , لا لا أنهم في الجنوب , الوسط , شرق , غرب !!! إن بعض الظن أثم ,(… لايوجد اسرائيليون في اربيل )؛ هكذا قال مقتدى الصدر قبل أيام !!!.. ألتفت المعمم العراقي نحو الشخص الواقف بجانبه وسأله : هل وجدتهم ؟؟ الجواب : !!!!!!! .. لم يفهم المعمم الجواب لأن الذي جاوبه كان يتحدث الفارسية ….. ذهب صاحبنا للنجف ليجد من يُترجم الجواب فوجد الحوزة تبحث عن من يُترجم لها اللغة العربية !!!!وفي بغداد كُثر من السياسيين يتحدثون بلسانين .. والنتيجة إن معمم النفي والاثبات صار مفعولا" به منصوب وإذا ما أمتعض فلسوف يواجه تهمة الانتساب لآل الصدر في لبنان أي أنه فينيقي الأصل ولايمت للعروبة بصلة , العروبة التي لم يرد ذكرها في القرآن إلا للدلالة على لغة لا قوم لها !! قرآن عربي , لسان عربي , وأما إذا ما تحدث عن القوم فهو ينعتهم بالأعراب (( الاعراب أشد كفرا" ونفاقا" وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله والله عليم حكيم …. سورة التوبة 97 ))!!!

أنا أدعو بايدن أن يأخذ بعين الاعتبار هذا النص القرآني عند التعامل مع رجال الدين والقومجية العراقيين ويُطبق عليهم أحكام الشريعة والتفسير والتأويل , سيرتبكون ويُصاببون بالدوار لأن للأسلام قرآن وللأعراب قرآن وللولي الفقيه قرآن وبايدن سيُشعل نار حرب مابين القرآئين , فالأيراني لا يعترف بوحي من بلاد العرب !!!والاعرابي يؤكد بأن لغة أهل الجنة وكوكب المريخ عربية رغم إن اللغة لا تُنجب بشرا" …لقد وصل بايدن الى نتيجة مفادها إن الاعراب ينقسمون الى قسمين : فهم أعراب وأفراس ولكن تقادم القرون واختلاط الحابل بالنابل حولهم الى عرب وفرس , أنهم أخوة في الدين والارهاب ….. هكذا انشطر بايدن مرة اخرى , فهو رجل سياسة وتاريخ ومثيولوجيا …….

سيصرخ الاعراب والافراس ويتهموا بايدن بالتبعية لاسرائيل وأنه عضو في اللوب الصهيوني المتحكم بواشنطن وإن الملك داوود أرسله ليقمعهم , سيقسمون بأنه تابع لحملة السلاح المرافقين للنبي موسى !! سوف ينفجر بايدن ويصرخ بهم بلهجة عراقية محلية : يمعودين هاي اشبيكم , لا تعرفون التاريخ ولا السياسة ولا الدين ولا الجغرافية ولا الانثروبولوجيا كافي كافي كافي .. …سيفهمه الافراس لأنهم اطالوا المكوث في العراق ..

مالكم أيها السياسيين العراقيين , أيها المستفيدون من العفو الامريكي وسعة الصدر الاسرائيلية وصبر الله , مالكم تنعقون مع معتزلة طهران , ولكنم مُصرون على الدخول في قائمة تضم سوريا , لن ينفعكم الأسد ولا النمر ولا الغابة ولا الدب السوداوي …

ان المقالات المدونة في هذه الخانة تعبر عن اراء اصحابها, ولا تلزم الموقع بمحتواها 

7 תגובות

  1. تحية لك سيد باريس لقد كنت مصيبا في مقالك  فعلا ما الذي يستطيع فعله "جيمي كارتر " امام مجتمع يعاني من التفسخ الإثني والخلقي ؟وما الذي يستطيع فعله امام نظام حكم قائم للأسف على المزايدات الحزبية وشراء الذمم …. الخ؟  فالأفضل للسيد كارتر ان يغير رأيه ويتوقف عن زيارته لبغداد هذا ان كان قد سمعنا فعلا !!!!!!! .
    شكرا جزيلا لك مرة اخرى 

  2. تحية حب للاستاذ جمال … في الحقيقة أن الاعلام العراقي قال بأن هناك احتمال قدوم بايدن لبغداد ليتدخل في الازمة العراقية .. وأما تدخل جيمي كارتر فهو دليل تأزم كبير في الازمة العراقية , لا اعتقد بأن هناك حل …     الشكر كل الشكر لك ياسيدي

  3. مقالة رائعة ومشوقة جدا لكن الحق يقال كل العراقيين بدون استثناء يعرفون حق المعرفة ان العملية السياسية ومكوناتها الحزبية غير قادرة على اخراج البلاد بسهولة من الازمة فالاحزاب الطائفية هم السبب في الازمة والقوى الاثنية والقومية هي الاخرى سبب في استعصاء الازمة والاحزاب ذات الاصول العبثية – البعثية هي الاخرى تنحر  الوطن  على خلفية خطابها المعسول باسم الديمقراطية والذي يحمل في طياته  مزيدا من خلط الاوراق على امل العودة بالامور  الى نقطة الصفر اي الى العام 2003  بل والى ماقبل ذلك التاريخ لاحياء ارث الدكتاتورية المندثر بكل اوجاعه ومعاناته التي لايمكن ان تنسى تحت تاثير  الذاكرة القصيرة التي تكرسها صعوبات العيش الحاضر.

  4. مراقب

    المشكله تكمن بحكام ايران الذين صاروا يصولون ويجولون في العراق ويفعلون مايحلو لهم , اضف الى ذلك موظفيهم في بغداد الذين اصبحوا بين ليلة وضحاها سياسيون من الدرجه الاولى وهم في الحقيقه لايفقهون الف باء السياسه لانهم تخرجوا من مدارس الميليشيات التي تعتمد منهج القتل والتفجيرات .

  5. شكرا لك مقالة رائعة ومشوقة في الواقع ان كل العراقيين بدون استثناء يعرفون حق المعرفة ان العملية السياسية في العراق ومكوناتها الحزبية غير قادرة على اخراج البلاد بسهولة من الازمة فالاحزاب السياسية الطائفية سبب في الازمة والقوى الاثنية والقومية هي الاخرى  سبب في استعصاء الازمة والاحزاب ذات الاصول العبثية- البعثية هي الاخرى تنحر الوطن على خلفية خطابها المعسول باسم الديمقراطية والذي يحمل في طياته مزيدا من خلق الاوراق على امل العوة بالامور الى نقطة الصفر اي الى العام2003 بل والى ماقبل ذلك التاريخ لاحياء ارث الدكتاتورية المندثر بكل اوجاعه ومعاناته التي لايمكن ان تنسى تحت تاثير الذاكرة القصيرة التي تكرسها صعوبات الحاضر.

  6. تحيةوتقدير.. العزيزة  linda  :     مر العراق بعدد من الانقلابات والحروب أضافة للحصار والتسلط  والغزوات, وفي الحقيقة أن التاريخ الحديث للدولة العراقية  لا يُظهر أي نضج وعقلانية ولا حتى تواصل جيد مع الخارج , لم يكن العراق بخير طوال حياته السياسية والدينية والاجتماعية , ولم ينتفع من كل الدروس ,والسبب أن العقل الجمعي بشقيه السياسي والاجتماعي  ظل يراوح في صحراء مزدوجة جمعت الدكتاتورية والتسلط الديني , ولأن التسلط السياسي كان هو الاقوى فأن  الدكتاتورية الدينية  ظلت حبيسة العواطف والفرص المتاحة , واليوم تحققت فرصة اغتنمها الدين متمثلا" برجاله  وعالجوا الشقين , هيمنوا على السلطة  الساسية  بمساعدة الديموقراطية وصناديق الانتخابات المذهبية  , وحركوا العاطفة الدينية عند المجتمع  وشجعوا ظهورها  , وهنا بدت الصحراء المزدوجة أكثر تمذهبا" ..   وهنا اتسائل : ماذا بعد كل هذا الزمن من  الحروب والثورات الدموية والمآزق والأزمات , هل ستولد جمهورية خامسة على طراز فرنسا  مثلا"؟؟؟   طبعا" لا  …   الدول والشعوب الناضجة تتعلم من الدروس ولا تُعيد الرسوب والفشل في تجارب لها دلالاتها  ومتطلباتها …..شكرا" لك على المداخلة   

  7. تحية محبة .. السيد مراقب المحترم : كلنا شاهدنا فلم 300  محارب والذي يروي حرب الفرس بقيادة زركيس مع الاسبارطيين , اليوم في المنطقة  وفي العراق  تنشب حرب شبيهة بأحداث الفلم فأحفاد زركيس يُغامرون مرة أخرى لنشر العقيدة الساشانية ( الساسانية  الشيعية  الايرانية )..  المصيبة في المجتمعات المخدوعة بالاوهام الفارسية وفي قوائم الموظفين  العاملة لخدمة  المشروع الخميني .

כתיבת תגובה

האימייל לא יוצג באתר. שדות החובה מסומנים *