كان العلامة عبد الرحمن بن محمد بن خلدون (1332–1406م)  مؤرخ إفريقي مسلم ومؤسس علم الاجتماع عاش في عهد "الحفصيين" بما هي اليوم "تونس" وجنوب إسبانية ("الأندلس")  وترك بن خلدون تراثاً مازال تأثيره ممتداً حتى أيامنا هذه. اشتهر إبن خلدون بأنه المؤسس لعلم الإجتماع، وقد توصل إلى نظريات في قوانين العمران، وبناء الدولة ، ونظرية العصبية، وكانت له عددٌ من المصنفات في الحساب والمنطق والتاريخ ، وله العديد من المؤلفات والكتب ، ومن أشهرها مقدمة إبن خلدون والذي يتحدث فيه عن الفلك والجغرافيا والعمران.  وإليكم أهم ما كتبه عن اليهود في المقدمة.

رسّخ اليهود الحضارة في الشام (المقدمة: 3 / 33)

قرية يهودية قديمة في الجولان الإسرائيلي القرن ال2
قرية يهودية قديمة في الجولان الإسرائيلي القرن ال2

"….واعتبر ذلك في اليهود لما طال ملكهم بالشام نحواً من ألف و أربعمائة سنين رسخت حضارتهم و حذقوا في أحوال المعاش و عوائده و التفنن في صناعاته من المطاعم و الملابس وسائر أحوال المنزل حتى أنها لتؤخذ عنهم في الغالب إلى اليوم.  ورسخت الحضارة أيضاً وعوائدها في الشام منهم و من دولة الروم بعدهم ستمائة سنة فكانوا في غاية الحضارة."

 

دولة إسرائيل القديمة (المقدمة: 4 / 17)
"بقي بنو إسرائيل من بعد موشيه (بالعربي: موسى) و يهوشوع (بالعربي: يوشع) صلوات الله عليهما نحو أربعمائة سنة لا يعتنون بشيء من أمر الملك إنما همهم إقامة دينهم فقط و كان القائم به بينهم يسمى الكوهن كأنه خليفة موسى صلوات الله عليه ويشترطون فيه أن يكون من ذرية أهارون (بالعربي: هارون) صلوات الله عليه لأن موشيه (بالعربي: موسى) لم يعقب ثم اختاروا لإقامة السياسة التي هي للبشر بالطبع سبعين شيخاً كانوا يتلون أحكامهم العامة و الكوهن أعظم منهم رتبةً في الدين و أبعد عن شغب الأحكام و اتصل ذلك فيهم إلى أن استحكمت طبيعة العصبية و تمحضت الشوكة للملك فغلبوا الكنعانيين على الأرض التي أورثهم الله اي مدينة يروشلايم (بيت المقدس / بالعربي: القدس) و ما جاورها كما بين لهم على لسان موشيه (بالعربي: موسى) صلوات الله عليه فحاربتهم أمم الفلشتين (اليونان) والكنعاننين والأراميين وأردن و عمان و مؤاب و رئاستهم في ذلك راجعة إلى شيوخهم و أقاموا على ذلك نحواً من أربعمائة سنة…"

نصب تذكاري لابن نصب تذكارى لابن خلدون الفيلسوف الكبير والمؤرخ العظيم
نصب تذكاري لابن نصب تذكارى لابن خلدون الفيلسوف الكبير والمؤرخ العظيم

"…… ولم تكن لهم صولة الملك و ضجر بنو إسرائيل من مطالبة الأمم فطلبوا على لسان شمويل من أنبيائهم أن يأذن الله لهم في تمليك رجل عليهم فولي عليهم شاؤول (مملكة إسرائيل الموحدة)  وغلب الأمم و قتل جالوت ملك الفلشتين ثم ملك بعده دويد (بالعربي:داود) ثم شلومو (بالعربي: سليمان) صلوات الله عليهما و استفحل ملكه وامتد إلى الحجاز ثم أطراف اليمن ثم إلى أطراف بلاد الروم ثم افترق الأسباط من بعد شلومو (بالعربي: سليمان) صلوات الله عليه بمقتضى العصبية في الدول كما قدمناه إلى دولتين (مملكة إسرائيل ومملكة يهودا) كانت إحداهما  في منطقة شخيم (بالعربي: نابلس) للأسباط العشرة وعاصمتها شومرون (سبسطية) والأخرى في الشام ويروشلايم (بالعربي: القدس) عاصمتها وهي لسبطين: بني يهودا وبني بنيامين."

כתיבת תגובה

האימייל לא יוצג באתר. שדות החובה מסומנים *