موقع اسرائيل بالعربية


الكاتب: باريس بحري
 
 
 
 "وقال ابرام أيضا" : إنك لم تعطني نسلا"، وهاهو عبد مولود في بيتي يكون وارثي . فأجابه الرب : لن يكون هذا لك وريثا" ، بل الذي يخرج من صلبك يكون وريثك . وأخرجه الرب الى الخارج وقال : أنظر الى السماء وعد النجوم أن استطعت ذلك . ثم قال له : هكذا يكون نسلك"  (التوراة _ سفر التكوين 15 : 3 ـ 5) 
 

هكذا تكلم الله مع ابراهيم وأعطاه وعدا" بأن يهبه ذرية شبهها بنجوم السماء .

النجوم ، تلك الروائع السماوية التي أبدع الله في خلقها ، وجعلها تدر نورا" يتغذى منه الكون ، ومن نورها أستمد الأنسان الطمأنينة وبه استدل في حِله وترحاله الأرضي والفضائي ، ولطالما عزفت الأجيال على أوتار الشُعاع المُنبعث من ثغر الوجود فأمدت القصائد بالأبتسامات العميقة المعنى ، أنها مصابيح طرزت جلد السماء تفيض عطرا" شفافا" يتلألأ حنانا" نورانيا" بهيج .

هكذا أراد الله أن يوضح ما لبني اسرائيل < ذرية ابراهيم وأسحاق ويعقوب ـ اسرائيل > من دور فعال في حياة البشر عامة ، فشبههم بنجوم السماء لما لهم من خاصية أرشادية وفيض نوراني يُزين فضاءات الروح والفكر .

( أنظر الى السماء وعد النجوم أن استطعت )

يقول النص القرآني :{ أنا أنزلنا التوراة فيها هُدى" ونور … المائدة 44 }

أن شعب الله كمثل النجوم ففيه دلالة لله أراد لها أن تُفهم ، في هذا الشعب وعنده نجد كلمة الرب الأصيلة التي تهدي وتبعث النور الحقيقي ، ومازال هذا الشعب المُميز يُثمر بكل بركة وتطور فاسرائيل ليست مجرد حضارة وهي ليست مدنية بحتة بلا جذور بل جمع الله فيها أمتداد الزمان وحدد مكانا" أجتمعت فيه القداسة والتنوير الحقيقي .

قبل أكثر من ستين عام عاد شعب اسرائيل لأرضه وأقام دولة عُرفت بأسمه < دولة اسرائيل > وخلال مدة عمر الدولة الحديثة حقق الأسرائيليون طفرات نوعية غير مسبوقة في ميادين العلم والتحضر والفن مع المحافظة على عطاء السماء المستمر ، أن اسرائيل قطعة من السماء ألتصقت بالأرض وظلت متميزة في العالم ومميزة عند الله .

لو لاحظت النجوم لوجدتها مُحاطة بالظلام الذي يُحاول ألتهامها ولكن قدرة القدير مكنت النور من أن يهزم الظُلمة ، وهكذا اسرائيل ، فهي مُحاطة بمحيط أعتزل عنها بدل التواصل معها والتبارك بها ، أنه مُحيط قاسي وهي متسامحة ، أنه محيط مُعادي وهي مسالمة ، أنه محيط متأخر وهي متقدمة ، محيط مظلم وهي مضيئة ، من اسرائيل أنطلقت رسالة الله بينما محيطها ومنذ القِدم يجتهد ويُجاهد في صياغة رسائل متعددة لآلهة متعددة في حين أن رب اسرائيل واحد خالق كل شيء وقد اختار كلمته وشعبه وأرضا" أراد لها أن تكون مُنطلق النور والهداية والأبداع ، وبدل أن يخضع محيط اسرائيل لأرادة الله ناصبها العِداء وشن عليها الحروب ووجه صوبها النوايا السيئة والسهام .

لقد تعلمنا من شعب اسرائيل الأنفتاح على الجميع ،فالشعب المختار كالنجوم يُضيء على الجميع .

سأستشهد بالنص القرآني لكي أشترك مع الكل في رؤوية الحقيقة وتمييزها عن ماهو خلافها ، هاهو القرآن يشهد لجانب النور ويُفرقه عن جانب الظُلمة :

جانب النور :

( نتلوا عليك من نبأ موسى وفرعون بالحق …..* إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا" يستضعف طائفة منهم يذبح أبنائهم ويستحيِ نسائهم أنه كان من المُفسدين * ونريد أن نمُن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين * ونُمكن لهم في الأرض ونُري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون . القصص 3 ـ 6 )

جانب الظُلمة :

( وقال فرعون يأيها الملأ ما علمت لكم من الهٍ غيري فأوقد لي ياهامان على الطين فأجعل لي صرحا" لعلي أطلع إلى إله موسى وإني لأضنه من الكاذبين * واستكبر هو وجنوده في الأرض بغير الحق وظنوا أنهم إلينا لا يرجعون * فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين * وجعلناهم أئمة يدعون الى النار ويوم القيامة لا يُنصرون * وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة هم من المقبوحين . القصص 38 ـ 42 ) .

بكل منظار سنرى النجوم ، ونستطيع أن نراها بعيوننا المجردة ، ولكن المهم هو أن نمتلك الأرادة لنرفع أبصارنا نحو السماء ونعترف بسمو النجوم .



 

  ان المقالات المدونة في هذه الخانة تعبر عن اراء اصحابها, ولا تلزم الموقع بمحتواها  

تابعونا على 

 

 

כתיבת תגובה

האימייל לא יוצג באתר. שדות החובה מסומנים *