كيف يعقل أن تتنكر إيران الفارسية، لحضارتها القديمة لأرض إسرائيل وهي التي أسمتها دينياً ب" فلسطين"، إضافة الى أن السجل التاريخي مليء بالمعلومات والأوصاف الفارسية الداعمة للدولة اليهودية في أرض إسرائيل( يهود مدينتنا)  في عهد نبينا عزرا عليه السلام ( في القرن الخامس قبل الميلاد)؟

 
أسس الملك كورش ( القرن السادس قبل الميلاد) الإمبريالية الفارسية التي امتدت من الهند حتى مصر. اذ  قام باحتلال (539 قبل الميلاد) مملكة بابل (العراق) ومن بعدها سوريا، فينيقيا (لبنان) وبعد ذلك أرض إسرائيل ومصر. 
 
 الصورة: المملكة الفارسية في مجدها 

إمبراطورية فارس

 

يحدثنا التاريخ وأنبياء إسرائيل، أن الملك الفارسي كورش، سمح للشعب البابلي وللشعوب الاخرى في المنطقة، في عبادة الهتهم والعيش بحرية في أرضهم، كما عاشوا، قبل احتلال نبوخذنصر ملك بابل،  في هذا الشرق العزيز.
ضمن إطار سياسة الامبريالية الفارسية، أعاد كورش للإسرائيليين كل الممتلكات التي صادرتها الامبريالية البابلية من يروشلايم في ولاية يهودا، عاصمة الدولة اليهودية القديمة. كما ساعد الفرس ،اليهود في اعادة بناء بيت المقدس في عاصمتهم التاريخية،  بعد 70 عاما على خرابه على يد نبوخذ نصر ملك بابل .
 
الوقائع هذه، معروفة في إيران والعالم أجمع، وتظهر بصورة جلية بأول إعلان لحقوق الإنسان في العالم، وهو اعلان كورش (538 قبل الميلاد) وايضا في كتاب نبي إسرائيل عزرا عليه السلام< كتاب عزرا>، الذي كتب في الفترة نفسها.
 
الصورة: اعلان كورش الذي اكتشفت تحت انقاض مدينة بابل في العراق عام 1879 (اسطوانة كورش)

اسطوانة كورش
  
وصف للاحداث في كتاب النبي عزرا عليه السلام، فصل 1-2:
 
"وفي السنة الأولى لكورش ملك فارس عند تمام كلام الرب بفم إرميا، نبه الرب روح كورش ملك فارس فأطلق نداء في كل مملكته وبالكتابة أيضا قائلا…..هكذا قال كورش ملك فارس: جميع ممالك الأرض دفعها لي الرب إله السماء، وهو أوصاني أن أبني له بيتا في أورشليم التي في يهودا….من منكم من كل شعبه ، ليكن إلهه معه، ويصعد إلى يروشلايم التي في يهودا فيبني بيت الرب إله إسرائيل. هو الإله الذي في يروشلايم…..فقام رؤوس آباء يهودا وبنيامين، والكهنة واللاويون، مع كل من نبه الله روحه، ليصعدوا ليبنوا بيت الرب الذي في يروشلايم…..والملك كورش أخرج آنية بيت الرب التي أخرجها نبوخذناصر من يروشلايم وجعلها في بيت آلهته….. وهؤلاء هم بنو الكورة الصاعدون من سبي المسبيين، الذين سباهم نبوخذناصر ملك بابل إلى بابل، ورجعوا إلى يروشلايم ويهودا، كل واحد إلى مدينته."
 
 الصورة: عملات الدولة اليهودية في نفس الفترة (الخط العبري القديم)asd

 
إيران صاحبة التاريخ الفارسي العريق، تتنكر لحضارتها القديمة لأرض إسرائيل والشعب اليهودي من أجل الترويج لمشروع "الامبريالية الإسلامية" الخاص فيها. فالاسرائيليون يرتبطون مع الفارسيين القدامى وحضارتهم بعلاقة تاريخ قوية تقوم على الاحترام ، وذلك تقديرا لسياسة الملك كورش تجاههم، خصوصا في فترة بيت المقدس / الهيكل الثاني (القرن الخامس قبل الميلاد)، أي قبل  أكثر من ألف سنة من ظهور الإسلام.

كورش الكبير
الملك كورش (كورش الكبير)

 
وهكذا، يتضح بان نظام " آيات الله" لا يتنكر للتاريخ الإسرائيلي اليهودي في الشرق الاوسط 
وحسب وانما يستحقر تاريخه المجيد، وما من قوم ثبت في الوجود دون أصالة، ومن نكر أصله فلا مستقبل له.

כתיבת תגובה

האימייל לא יוצג באתר. שדות החובה מסומנים *