هل داعش "صناعة إسرائيلية" ولماذا داعش لا تقوم بعمليات ارهابيه ضد إسرائيل؟

بقلم رافع أبو طريف / محلل سياسي وعسكري

رافع ابو طريف محلل سياسي وعسكري
المحلل السياسي والعسكري رافع ابو طريف

النظرية التي تفسرعدم قيام “داعش” على عدم مقاتلة إسرائيل ومقاتلة أبناء العراق وسوريا بأنهم يقاتلون المنافقين أولا لأنهم أشد خطرا من الكافرين الأصليين.

أوضحت داعش أن “الجواب الأكبر في القرآن الكريم، حين يتكلم الله تعالى عن العدو القريب وهم المنافقون في أغلب آيات القران الكريم لأنهم أشد خطرا من الكافرين الأصليين، والجواب عند أبي بكر الصديق حين قدم قتال المرتدين على فتح القدس التي فتحها بعده عمر بن الخطاب”.

حسب اقوال داعش: “الجواب عند صلاح الدين الأيوبي ونورالدين زنكي حين قاتلوا الشيعة في مصر والشام قبل القدس وقد خاض أكثر من 50 معركة قبل أن يصل إلى القدس، وقد قيل لصلاح الدين الأيوبي: تقاتل الشيعة الرافضة –الدولة العبيدية في مصر- وتترك الروم الصليبيين يحتلون القدس؟.. فأجاب: لا أقاتل الصليبيين وظهري مكشوف للشيعة”.

في عدة مصادر عربيه علقة على جملة أسئلة إلى عدد من أتباع «الدولة» في لبنان وسوريا والعراق: لماذا تنأى «الدولة الإسلامية» هل الجغرافيا وحدها السبب انما العقيدة الإسلامية هي الحرب اولا ضد الشيعة الرافضة؟

في خطاب أمير «الدولة» أبو بكر البغدادي، لمّا بويع خليفة للمسلمين، تحدث عن الحرب والاسباب التي ادة الى تكتل الخلافة الإسلامية في سوريا والشام. مرّ عليها عرضاً في معرض ذكره "للإرهاب الذي يُمارَس ضد المسلمين في أنحاء العالم على حد قوله". وقبله، في زمن زعيم «القاعدة» أسامة بن لادن، كان موقف الجهاديين من قضية. لماذا لم يتخذوها ساحة جهاد يوماً؟ بين الرجلين، ينفرد زعيم الجهاد العالمي الشيخ أيمن الظواهري في مقاربة القضية من باب ترتيب الأولويات على قاعدة «دار الكفر ودار الإسلام». فالظواهري يرى أن القتال في فلسطين على أساس أنها «دار إسلام واسترجاعها فرض عين على كل مسلم»، كما ورد في خطابه «حقائق الصراع بين الإسلام والكفر» عام 2007. وبرغم ذلك، لا تزال فلسطين في أسفل قائمة أولويات الجهاديين.

في الشكل، يرى معظم أتباع المنهج السلفي الجهادي أن «الرافضة أشد خطورة من اليهود».
الرافضة أشد خطورة من اليهود و«تحرير» بغداد وبلاد الشام أولى من تحرير فلسطين أما في جوهر المنهج، فـ «لا أهمية لتحرير فلسطين، ما لم تقم دولة الخلافة في محيط فلسطين». تقول مصادر من «الدولة»: «الحرب النهائية التي تُحرّر فلسطين هي التي تقودها دولة الخلافة، وعلامة هذه الدولة أن تقوم في الشام والعراق»، وفقاً للأحاديث المروية عن النبي محمد. ويضيف المصدر نفسه: «الله وحده يعلم شوق جنود الخلافة لحرق المراحل لمواجهة اليهود في فلسطين، لكن من استعجل أمراً قبل أوانه عوقب بحرمانه». يعدد المصدر الموجود في «ولاية الرقة» المراحل قائلاً: «الأولوية تقضي بتحرير بغداد، ثم التوجّه إلى دمشق، وتحرير كل بلاد الشام، قبل تحرير فلسطين». هكذا، يستعيد جنود «الدولة» قاعدتهم الشهيرة: «قتال المرتد القريب أولى من قتال الكافر البعيد». ويعتمدون في ذلك على واقعة حروب الردة التي بدأها الخليفة الراشدي أبو بكر الصديق (ضد المسلمين الذين ارتدّوا عن دينهم بعد وفاة النبي)، والتي جعلها أولوية على قتال الكفار واستكمال الفتوحات. وبحسب مقاتلي «الدولة»، فإن أتباع جميع الفرق الإسلامية غير الخاضعة لأمر «الخليفة» هم «إما مرتدون وإما ضالون، يُحارَبون ليُقتلوا أو ليتوبوا ويهتدوا أو لتحريرهم من حكم المرتدين». يُعلّق أحد الجهاديين: «نحن أبناء المنهج نعمل شرعاً لا على أهواء البشر». ويضيف: «الرسول عليه الصلاة والسلام قاتل قريش ثم انتقل إلى يهود بني قريظة».

المبررات الفقهية «يعزّزها» الواقع العسكري الميداني. يبرر أحد الجهاديين موقفهم بأن «أحداً لا يستطيع الدخول في معركة ضد إسرائيل إلا من الحدود». ويعلّق متهكماً: «بالتأكيد المجاهدون لن يقصفوا إسرائيل بطائرة حربية»، ثم يقول: «الدولة لا تزال بعيدة عن إسرائيل، وإذا وصلت إلى الأردن وإلى جنوب سوريا (الجولان والقنيطرة)، فستختلف الصورة».

يستند الجهاديون في رؤيتهم إلى مسلّمة أن «سوريا ولبنان ومصر والأردن كلّها متعاملة مع إسرائيل»، ليشيروا إلى أن «أي هجوم ستقف في وجهه الدولة الطاغوتية باسم الأمن». ويضيف آخر: «وبما أن الدول المحاذية لإسرائيل لا تطلق رصاصة، فمعنى ذلك أنها لا تريد أن تدخل في مواجهة مع إسرائيل، وأن أي محاولة لاستخدام أراضيها لاستهداف إسرائيل، يعني تلقائياً دخولك في مواجهة مؤكدة مع هذه الأنظمة. لذلك علينا أن نطهر الدول المجاورة للوصول إلى إسرائيل». ويخلص هؤلاء إلى أن «عداوة الدول العربية والتنظيمات العربية مع إسرائيل قولاً لا عملاً، أي فقط في السياسة والشعارات. وما دامت عداوتها قولاً، فإن أي تنظيم يريد أن يعمل سيكون في مواجهة مع هذه الأنظمة». ويعطي الجهاديون مثالاً «ما كانت تقوم به كتائب عبدالله عزام في جنوب لبنان، وما تعرض له أفرادها من سجن وتعذيب جراء إطلاقهم صواريخ على إسرائيل». لذلك يرى هؤلاء أن «الأولى أن تتمدد «الدولة» رويداً رويداً، وكل ما خلا ذلك لا ينطبق لا شرعاً ولا منطقاً». وردّاً على سؤال: «ماذا عن العمليات الاستشهادية؟»، يجيب بأن «ذلك مطروح، لكن لم يحن أوانه بعد».