أقلام القراء / الكاتب جمال مزراحي
إيران الداعم الرئيسي لحماس

لا يخفى على ذهن أحد , النزعة الإسلامية الراديكالية , التي تتميز بها حركة حماس الفلسطينية, التي تأسست في السادس من ديسمبر عام 1978, والتي تعتبر_اي حركة حماس_ إمتدادا طبيعيا لجماعة الأخوان المسلمين , التي كلنا نعلم بأنها جماعة ذات توجه سياسي سلطوي اكثر مما هو ديني. فحماس لديها برنامج او استرتيجية واضحة للعالم عامة , وللفلسطينين خاصة, اذ تتضمن استرتيجيتها , محاربة اسرائيل حكومة وشعبا, كقضية وجود على الخارطة , وكقضية راجعة للإختلاف الديني وغيرها من الأمور, وعلى هذا الأساس أقدمت هذه الحركة على استراتيجية العمل العسكري, ضد اسرائيل ( طبعا دون التفريق بين العسكريين الاسرائيليين من جهة والمدنيين من جهة اخرى ) , ناهيك عن مايسمى بالعمليات الاستشهادية الارهابية التي تستهدف المستوطنات الإسرائيلية ,تحت الغطاء الديني المزعوم أو المشرعن أساسا.
ولكن الذي يهمنا هنا, وجود اجندة مخفية , في دهاليز حركة حماس , وقيادييها تتضمن الدعم الإيراني العسكري والسياسي الخفي لهذه الحركة , تحت مبدأ سياسة الضرب بأيدي الغير الإيرانية المعروفة, المطبقة في العراق وأفغانستان, إضافة الى قاعدة (وضوح التهم وغياب الأدلة), والدليل على ذلك التصريح المشهور لزعيم الحركة الحالي خالد مشعل , أثناء زيارته لطهران في ديسمبر 2009 قائلا بالحرف الواحد:" إن الحركات الإسلامية , في المنطقة وهو يعني بذلك حماس ستقف, جبهة واحدة, مع إيران في حال تعرض الأخيرة الى عدوان من قبل اسرائيل" , ولا ننسى إن إيران قد منحت حماس بين الأعوام 1939- 2006ما يقارب 30 مليون دولارمن المساعدات السنوية , ورافقت هذا الدعم تدريبات عسكرية, متقدمة لعناصر حماس تقام في ايران وسوريا وجنوب لبنان والاهم من ذلك , إن الأغلبية العظمى, من الأسلحة التي تحصل عليها حركة حماس تأتي من إيران بشكل غير مباشر, وعلى سبيل المثال, قامت حماس سابقا بتهريب عشرات من صواريخ غراد الإيرانية الصنع, من عيار 122ملم , مما زاد من مدى ترسانة صواريخ حماس بشكل ملحوظ , وقد حاولت إيران عدة مرات , شحن سلاح حماس وتهريبه عبر السودان, بما في ذلك قافلة الأسلحة التي هاجمها الجيش الإسرائيلي في السودان , لكن دعونا نجيب عن السؤال الذي يقول من الذي يجعل دولة توسعية مثل ايران, ان تسخر جزءا كبيرا من طاقاتها المالية واللوجستية, والإعلامية لحركة او تنظيم كحماس لا يعتبر مصدر قوة بالنسبة لإيران , ونفوذها الإقليمي التوسعي في المنطقة.

لإيران أهداف استراتيجية كبيرة كما ذكرنا, أبعد من استخدام حركة مثل حماس, كورقة ضغط ضد اسرائيل والولايات المتحدة ومصر والسعودية التين تدعمان فتح والسلطة الفلسطينية , لكن المصلحة الإيرانية لدعم حركة مثل حماس او غيرها من الحركات الاسلامية المتشددة تكمن في نقاط عدة:
أولا: وجود مصالح متبادلة, بين إيران وحماس, بحكم ما للأخيرة من منظومة عسكرية, تشكل مصدر خطر بالنسبة لأمن إسرائيل , وخصوصا اذا ما علمنا بأن حماس ترفض اي مبادرة اسرائيلية تتبنى السلام , متمسكة بالعمل العسكري بضغط إيراني طبعا.

ثانيا: في الوقت الذي, وجدت فيه إيران الأبواب العربية موصدة بوجه حماس , وفي الوقت الذي تستفيد السلطة الفلسطينية , وحركة فتح من الدعم العربي خصوصا من مصر والسعودية كما ذكرنا, وحرمان حماس من هذا الدعم, بعد فوزها في الإنتخابات الفلسطينية, في يناير 2006 لذا أتجهت ايران لدعم هذه الحركة, بشكل اكثر وضوحا من السابق , نكاية بالأنظمة العربية وإظهار إيران المتبني الرئيسي لما يسمى بالقضية الفلسطينية.
ثالثا: لا يمكن لإيران , ان تستحكم نفوذها الإقليمي في المشرق العربي , من دون العبور الى البوابة الفلسطينية أولا, ودعم إيران لحماس ,يهدف إلى الدخول لهذه البوابة , التي ستفتح آفاقا واسعة أمام إيران , كون ما يسمى بالقضية الفلسطينية تمثل قضية العرب الأولى .

رابعا: تريد إيران أن تظهر من خلال هذا الدعم , على أساس إنها قوة عظمى في المنطقة تسير بشكل متناقض أمام المشروع الإسرائيلي , وهو أمر مرغوب لدى الشعوب العربية, اضافة الى رغبة إيران بأن تظهر حاملة (مشروع النضال والممانعة) ضد الوجود الإسرائيلي أو الشيطان الأكبر بحسب تعبيرها .
خامسا: ميل الشعوب العربية الى الجانب العاطفي الحماسي, أكثر من الجانب العقلاني , وقد إستغلت إيران هذا الوتر من خلال تسخير اجهزتها الإعلامية , لتبني الخطاب الحماسي واللغة الحادة المشحونة بالعاطفة , التي تجد صداها لدى الجماهير العربية المغبونة التي تستجيب لهذا النوع من الخطاب واللغة.
سادسا: والهدف الأخر من الدعم الإيراني لحماس ,يكمن في سد الفجوة بين المصلحة القومية الإيرانية, وايديولوجيا الثورة الإسلامية المتجسدة في النظام الحاكم (الثيروقراطي) , وتعتبر حماس جسرا بين هذين العاملين.

سابعا: سعي إيران الدائب إلى إيجاد غطاء شرعي لمشروعها النووي , فأتجهت الى تبني القضية الفلسطينية من خلال دعمها الفعلي لحماس , ومشروعها العسكري , وتعرية الزعماء العرب, وإظهارهم بمظهر الزعماء الضعفاء أمام شعوبهم , وعلى هذا الأساس , نجحت إيران في إيجاد فراغ عربي استغلته لتمرير مشروعها النووي , على أساس أنه البوابة الحامية للمشرق العربي وفلسطين أمام الخطر الغربي الإسرائيلي .
وإن ما يثبت بالجزم , تورط إيران بدعمها لحماس , هو تشابه التكتيكات والأساليب, فالميليشات الشيعية المتشددة التابعة والمدعومة من قبل ,النظام الإيراني كحزب الله في لبنان وجيش المهدي في العراق , وغيرهم متورطون بارتكاب جرائم قتل وتعذيب , بحق كل من يناوئهم سياسيا وعقائديا, وهذا الأمر ينطبق على حركة حماس , التي اتهمت في الثامن والعشرين من ديسمبر 2008, بقتل معتقلي فتح في سجونها , اضافة الى اتهام منظمة هيومان رايتس ووتش حماس بتصفية وتعذيب مناوئيها , في قطاع غزة الذي يسيطر عليه افراد الحركة , اضافة الى قيام حماس باستغلال المناطق السكنية وسكانها كدروع بشرية, كإخفاء الصواريخ في المساجد وساحات المدارس العامة واختباء مقاتلوها في المستشفيات , بين المرضى!.

في النهاية , إيران هي المستفيدة الأكبر من دعمها لحماس , ليس فقط للأسباب التي ذكرناها , وأنما المصلحة الكبرى التي مالبثت وما زالت تلبث إيران على تحقيقها, هي السيطرة الشاملة على العالم الاسلامي ككل وابتلاعه وخصوصا المنطقة العربية , التي تعتبر العصب الحيوي لهذا العالم, فبدون دعمها ومساعدتها لحماس وغير حماس , لا يمكن ان تحقق إيران , أهدافها الإستراتيجية الكبرى, التي تكمن في جعل قاعدة توازن الرعب , في المنطقة تجري في صالحها أمام تخاذل وخنوع الأنظمة العربية المفضوح.

  ان المقالات المدونة في هذه الخانة تعبر عن اراء اصحابها, ولا تلزم الموقع بمحتواها  

 

 

4 תגובות

  1. تحية للأستاذ جمال على هذا التحليل المنطقي ..وأود أن اضيف ثامنا :- تريد ايران بدعمها لحماس ان تظهر للعالم العربي والاسلامي بانها دولة اسلامية مثالية وغير طائفية ،فهي دولة شيعية ولكنها تدعم الحركات الاسلامية حتى ولو كانت سنية خالصة مثل حماس ..الا ان هذا كله برأيي نفاق ودجل فكلنا يعرف جيدا طبيعة الاختلافات العقائدية والتناقض الكبير بينهما ..اذ لاروابط فكرية بين ايران ولاية الفقيه وحماس بن تيمية ،وكل الذي يجمعهما هو مصالح آنية ماتلبث ان تزول في المستقبل القريب .

  2. تحية للأستاذ جمال على هذا التحليل المنطقي ..وأود أن اضيف ثامنا :- تريد ايران بدعمها لحماس ان تظهر للعالم العربي والاسلامي بانها دولة اسلامية مثالية وغير طائفية ،فهي دولة شيعية ولكنها تدعم الحركات الاسلامية حتى ولو كانت سنية خالصة مثل حماس ..الا ان هذا كله برأيي نفاق ودجل فكلنا يعرف جيدا طبيعة الاختلافات العقائدية والتناقض الكبير بينهما ..اذ لاروابط فكرية بين ايران ولاية الفقيه وحماس بن تيمية ،وكل الذي يجمعهما هو مصالح آنية ماتلبث ان تزول في المستقبل القريب .

כתיבת תגובה

האימייל לא יוצג באתר. שדות החובה מסומנים *