الإسلام Archives - اسرائيل بالعربية Israel in Arabic https://www.israelinarabic.com/tag/الإسلام/ الأخبار الإسرائيلية والإقليمية والعالمية باللغة العربية Fri, 16 Dec 2016 07:58:54 +0000 he-IL hourly 1 https://wordpress.org/?v=6.5.2 القرآن .. الاصطناع والفصام تحريف الأصل https://www.israelinarabic.com/%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%b1%d8%a2%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%b5%d8%b7%d9%86%d8%a7%d8%b9-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%b5%d8%a7%d9%85-%d8%aa%d8%ad%d8%b1%d9%8a%d9%81-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b5%d9%84/ Fri, 16 Dec 2016 07:54:20 +0000 https://www.www.israelinarabic.com/?p=9416 أقلام القراء / محمد ليلو كريم فرق بين أن تقرأ كتاب مقدس مصطنع يُبالغ في اصطناع الكمال والفرادة, وكتاب مقدس يتحدث وكأنه يحدثك ويحدثني وبالتالي فهو يخاطب البشر بأسلوب التواصل وليس بعقلية فصامية, ولا داعي لتمجيد الفصاحة والبلاغة وجماليات اللغة والتجويد فالعالم لا يتحدث كله العربية, ولكل لغة جمال وبلاغة ومحاسن يعرفها أهلها والناطقون بها, وهل […]

التدوينة القرآن .. الاصطناع والفصام تحريف الأصل ظهرت أولاً على اسرائيل بالعربية Israel in Arabic.

]]>
أقلام القراء / محمد ليلو كريم

فرق بين أن تقرأ كتاب مقدس مصطنع يُبالغ في اصطناع الكمال والفرادة, وكتاب مقدس يتحدث وكأنه يحدثك ويحدثني وبالتالي فهو يخاطب البشر بأسلوب التواصل وليس بعقلية فصامية, ولا داعي لتمجيد الفصاحة والبلاغة وجماليات اللغة والتجويد فالعالم لا يتحدث كله العربية, ولكل لغة جمال وبلاغة ومحاسن يعرفها أهلها والناطقون بها, وهل من مسلم مغامر يدعي أن في القرآن نصًا يمكن أن يُفهم مباشرة وبلا ترجمة في كل اللغات !! طبعًا ليس متدين يورط نفسه بكذا مغامرة خاسرة.

ولكن مهلاً؛ أن نجد نصًا مغامرًا فهذا أمر عجيب !!!!!! أن أي منصف متعقل يقرأ القرآن سيلاحظ انواع المغامرات السردية , وسأضرب مثلًا:

ورد في القرآن عدة نصوص قصصية عن شخوص معروفة سابقًا وشخصيات غير معروفة, وقد وردت تلك القصص دون الاشارة الى أي مصدر سابق مع أن اسماء فيها قد ذُكرت في نصوص سابقة مع فوارق التشكيل اللغوي, ولكن؛ حتى الاسماء التي ذُكرت في غير نص القرآن تعرضت لمشكلة المغامرات القرآنية, فيونان (يوناه) التوراتي تحول الى "يونس" في القرآن , ويونس صار ذا النون, وفي القرآن وجدنا أن الاسباط أخوة يوسف يوحى لهم بل ويتنزل عليهم, ولا ندري ماذا تنزل عليهم, وابراهيم قد أبتلي من الله بكلمات فأتمهن, ولا نعرف ما تلك الكلمات, وبقرة القرآن العجيبة تُصور لنا خرافة لا يمكن استيعابها عقلًا ومنطقًا لما تحتوي من سريالية تصلح أن تُسرد في الجنة القرآنية الموعودة التي تفيض خمرًا معتق.

وهاك اقرأ في قصة ذاك المجرم المخبول الذي رافقه موسى بأمر الله القرآني, ولكن موسى لم يحتمل رفقته وبالتالي لم يمتثل لأوامر الله, ولم يوافقه على ما فعل فصار مثله لا هم له سوى اتلاف السفن واعادة بناء الجدران المهدمة وقتل الاطفال, ولم يذكر القرآن أسم ذلك ( العبد العالم ! ) الذي أوتي علمًا يفوق علم موسى, والقرآن مليء بمثل هذه المبهمات والتعميات.

أن القرآن ممتليء بالمغامرات السردية التي ظهرت في كتاب العرب المقدس دون اشارة الى مصادر أو صلة مرجعية سابقة وكأن تلك الحقبة احتوت على نزعة أدبية فصامية. في أكبر سرد قرآني بعنوان سورة, ورد في البقرة القرآنية قصة لا أصل لها ولا مصدر سابق في الكتاب المقدس, فجاء في الآية 67 وما تلاها أن موسى نقل لقومه أمر من الله بذبح بقرة, وهي بقرة فريدة لا مثيل لها, وفي هذا السرد تعدي وتجاوز على ديانة سابقة ونص تقدسه وهو التوراة إذ لم يتطرق التوراة الى مثل هذه القصة, فكيف سمح كاتب القرآن لنفسه أن يصطنع قصة يُحيلها الى الديانة اليهودية والتوراة , وفي نص تلا القصة يقول القرآن ((أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ )) .. لماذا هذا الاعتداء على الاسرائيليين وديانتهم وكتابهم ؟؟

ولماذا هذا التلفيق والكذب على التوراة ؟؟.. ((فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ )) .. أن ما تشي به هذه النصوص وامثالها أن في النص القرآني حالة من الاصطناع لغرض تحريف الأصل, وهي حالة تؤدي الى فصام ينقطع به النص العربي المقدس عن سابقه قطيعة انكارية ينسخ فيها السابق ويؤسس لتثبيت اللاحق العربي ونفي المصدر عبر التحريف والطعن ((وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ (65) وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِم مِّن رَّبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ (66) يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (67) قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَىٰ شَيْءٍ حَتَّىٰ تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (68) & سورة المائدة ))

أن هذا الطعن وتأسيس نص مصطنع – أي تأسيس نص جديد يطعن بسابقه ويكون ناكرًا له – ( لاحظ عزيزي القاريء فالنص العربي ينكر ولا ينسخ ) جاء كسرد فصامي لا يقيم دليلاً ولا يستدل بسند معتبر سابق كمصداق لما يدعي, وهذا ديدن القرآن, فكتب السيرة تتطرق الى قصة مفادها أن يهودًا قد قدموا الى النبي محمد يحتجون ويحاججون حول النص القرآني الوارد في سورة المائدة (( حدثنا هناد بن السري وأبو كريب قالا حدثنا يونس بن بكير قال ، حدثنا محمد بن إسحاق قال ، حدثني محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت ، عن عكرمة ، أو عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: جاء رسولَ الله صلى الله عليه وسلم رافعُ بن حارثة وسَلام بن مِشْكم ، ومالك بن الصيف ، ورافع بن حريملة ، فقالوا : يا محمد ، ألست تزعم أنك على ملة إبراهيم ودينه، وتؤمن بما عندنا من التوراة، وتشهد أنها من الله حق؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بلى ، ولكنكم أحدثتم وجحدتم ما فيها مما أخِذَ عليكم من الميثاق، وكتمتم منها ما أمرتم أن تبيِّنوه للناس، وأنا بريء من أحداثكم! قالوا: فإنا نأخذ بما في أيدينا، فإنا على الحق والهدى، ولا نؤمن بك، ولا نتبعك ! فأنـزل الله تعالى ذكره: ( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ وَمَا أُنْـزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ ) إلى : فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ . & الطبري ))

لو أن محمد أقام الحجة البالغة على هؤلاء اليهود لأقروا له أو على الأقل للزموا الصمت وانصرفوا, ولكنهم لم يجدوا عنده أي حجة ودليل يثبت ادعاءه, بل تعامل معهم بنزعة فصام ثم جاءت السيرة لتصطنع تتمة للرواية بآي من الذكر تنزل من الله ميز بين الحق والباطل! , وكفى , فعقل المسلم لا يطلب دليل آخر حقيقي لأنه غارق في الاصطناع والفصام.

التدوينة القرآن .. الاصطناع والفصام تحريف الأصل ظهرت أولاً على اسرائيل بالعربية Israel in Arabic.

]]>
التخلف فى ظل الإسلام والعروبة https://www.israelinarabic.com/%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%ae%d9%84%d9%81-%d9%81%d9%89-%d8%b8%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b3%d9%84%d8%a7%d9%85-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1%d9%88%d8%a8%d8%a9/ Wed, 19 Oct 2016 18:07:03 +0000 https://www.www.israelinarabic.com/?p=9184 أقلام القراء / صلاح الدين محسن نقلا عن brotherrachid.com كيف تثور شعوب علي حكام لم يفسدوا الا في ظل العروبة ، وفي كنف الاسلام ؟! لن تنهض تونس أو مصر أو غيرها من شعوب المنطقة المعوربة المؤسلمة .التي ثارت مؤخرا.الا بثورات أخري . يكون الهتاف فيها : الشعب يريد اسقاط العروبة الشعب يريد الخلاص من الاسلام — […]

التدوينة التخلف فى ظل الإسلام والعروبة ظهرت أولاً على اسرائيل بالعربية Israel in Arabic.

]]>
أقلام القراء / صلاح الدين محسن
نقلا عن brotherrachid.com

كيف تثور شعوب علي حكام لم يفسدوا الا في ظل العروبة ، وفي كنف الاسلام ؟!
لن تنهض تونس أو مصر أو غيرها من شعوب المنطقة المعوربة المؤسلمة .التي ثارت مؤخرا.الا بثورات أخري . يكون الهتاف فيها :
الشعب يريد اسقاط العروبة
الشعب يريد الخلاص من الاسلام
— ان الدستور الجديد في تونس – بعد الثورة – والدستور المعدل في مصر – هما تأكيد علي بقاء أس الداء . بحاله ..! وهو : العروبة والاسلام .. وليسوا فقط الحكام . أي لاجديد ..
لابد من ثورة أخري ..
فهل ستطول المعاناة . وستطول السنين كثيرا حتي تعرف تلك الشعوب مرضها الحقيقي . وسر الظلم والفقر والقهر الذي تعيش فيه . لتثور عليه مباشرة . وليس علي الحكام وحسب ؟!
—–
2-
جماعة الاخوان وتصحيح القرآن :
" ان تنصروه يخذلكم ويضيع أموالكم "
صار هذا واقع الآية القرآنية التي تقول :
" ان تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم " – سورة محمد 47 / 7 –

فمنذ نشأة جماعة الاخوان المسلمين . وهم ينصرون الله – حسب مفهوم محمد . لنصرة الله – بنشر اللحية ، والحجاب والنقاب . تلك الأشياء التي تترعرع في وجودها دائما أشكال القهر السلطوي والفساد بأنواعه . كما قاموا بالاغتيالات السياسية . واذلال وقتل الأقليات الدينية . ( نصرة لله ! ) .

وفي مقابل نصرتهم للشيطان – نقصد نصرتهم لله – . كان جزاؤهم من الله هو الخذلان والسجون والاعتقالات طوال عشرات السنين . ومصادرة أملاك عشرات من قياداتهم المليونيرات . وفي آخر انتخابات للبرلمان . تم طردهم تماما . بعد أن كان يمثلهم 88 عضوا ..!
بعد طول ما عانوه ، وطول ما عاناه منهم الوطن والمجتمع والخلق خلال 80 الثمانين سنة الماضية .. ألا يجب عليهم التحقق من ان كانوا بما يفعلوه . ينصرون الها حكيما عادلا رحيما حقا ، أم هم ينصرون الشيطان ؟
—-
3-

لا أفهم كيف يقام تمثال لطه حسين . في متحفه – الذي كان سكنا له " قصر رامتان " . بدون أن يكون بجانبه تمثال عظيم للسيدة سوزان طه حسين . زوجته – الفرنسية الأصل – ورفيقة كفاحه ودعامة نجاحه ..؟!
( شتان بين سوزان طه حسين ، وسوزان الأخري … ) .
لقد كان " طه حسين " يعي ويحترم تاريخ وحضارة وطنه مصر . فكان من أهم دعاة مصرية مصر . ضد ما يسمي ب عروبة مصر .

التدوينة التخلف فى ظل الإسلام والعروبة ظهرت أولاً على اسرائيل بالعربية Israel in Arabic.

]]>
من يُكفر المسيحى واليهودى كافر https://www.israelinarabic.com/%d9%85%d9%86-%d9%8a%d9%8f%d9%83%d9%81%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b3%d9%8a%d8%ad%d9%89-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%8a%d9%87%d9%88%d8%af%d9%89-%d9%83%d8%a7%d9%81%d8%b1/ Thu, 11 Feb 2016 17:20:00 +0000 https://www.www.israelinarabic.com/?p=8873 من يُكفر المسيحى واليهودى كافر  / بقلم: الشيخ د مصطفى راشد  عالم أزهرى رئيس الأتحاد العالمى لعلماء الإسلام من أجل السلام ورفض العنف  وصلنا عبر ايميل موقعنا سؤال من الدكتور محمد دياب يقول فيه :- هل الإنجيل والتوراة تم تحريفهما وهل يمكن أن نطلق على المسيحى واليهودى كافر ؟ وللأجابة على هذا السؤال بدايةً بتوفيقً مِن […]

التدوينة من يُكفر المسيحى واليهودى كافر ظهرت أولاً على اسرائيل بالعربية Israel in Arabic.

]]>
من يُكفر المسيحى واليهودى كافر  / بقلم: الشيخ د مصطفى راشد  عالم أزهرى رئيس الأتحاد العالمى لعلماء الإسلام من أجل السلام ورفض العنف 

الشيخ الدكتور مصطفى راشد
الشيخ الدكتور مصطفى راشد

وصلنا عبر ايميل موقعنا سؤال من الدكتور محمد دياب يقول فيه :- هل الإنجيل والتوراة تم تحريفهما وهل يمكن أن نطلق على المسيحى واليهودى كافر ؟ وللأجابة على هذا السؤال

بدايةً بتوفيقً مِن اللهِ وإرشاده وسَعياً للحق ورِضوَانه وطلباً للدعم من رُسله وأحبائه ، نصلى ونسلم على كليم الله موسى عليه السلام ، وكل المحبة لكلمة الله المسيح له المجد فى الأعالى ، وكل السلام والتسليم على نبى الإسلام محمد ابن عبد الله –، ايضا نصلى ونسلم على سائر أنبياء الله لانفرق بين أحدً منهم ——– اما بعد
فى معرض ردنا عن الجزء الأول من السؤال الخاص بالتحريف ، نقول أن الآيات القرآنية المتعلقة بهذا الموضوع والتى يستند إليها دعاة التحريف هى قوله تعالى فى سورة البقرة آية 75 ( أفَتطَمَعُونَ أن يُؤمِنوا لكُم وَقَد كَانَ فَرِيق مِنهُم يَسمَعونَ كَلَامَ اللهِ ثُم يُحرِفُونَهُ مِن بَعدِ ماعَقلوهُ وَهُم يَعلَمونَ ) ص ق —وفى سورة آل عمران وفى سورة النساء آية 46
( منَ الٌذِينَ هَادوُا يُحَرِفُونَ الكَلِمَ عن مَوَاضِعِه وَيَقوُلُونَ سَمِعنَا وَعَصَينَا واسمَع غَيرُ مُسمَعٍ وَرَاعِنَا لَيَا بأَلسِنتهِم وَطَعنًا فى الدٌينِ ) ص ق .

آية 78 (وان منهم لفريقا يلوون السنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون )– وقوله تعالى فى سورة المائدة آية 13 ( فَبِماَ نَقضِهِم مِيثاقهُم لعَناهُم وجَعَلنَا قُلُوبهُم قاسِيةً يُحَرِفونَ الكَلِمَ عَنَ مواضِعه ونسوا حَظاً مما ذُكِرٌوا بِهِ ) ص ق .

القرانوبالنظر لهذه الآيات ، برؤية مدركة لمعانى ومقاصد مجمل القرآن ، وسيرة رسوله ، وكذا أسباب التنزيل ، ومفردات اللغة ، ومعانيها ، وقواعدها ، نجد أن الآيات تتكلم عمن يحرفون الكلم عن مواضعه — والضمير هنا عائد على رجال الدين اليهودى والمسيحى وليس الكتب ، الذين يحرفون الكلم بألسنتهم تأويلا ً وليا ، ولم تقصد الآيات النص فى ذاته مطلقا ، سواء كتاب الإنجيل أو كتاب التوراة ، حيث أن بهما الحقيقة التى لايذكرها رجال الدين اليهودى والمسيحى فهذا مقصد الآيات ، ———————— وتعضيداً لتفسيرنا نستشهد ببعض الآيات التى تؤكد إستحالة تحريف كلام لله

بقوله تعالى فى سورة الأنعام آية 34 ( وَلَقَد كُذِبَت رُسُل مِن قَبلِك فَصَبَروا عَلَى مَاكُذِبُوا وأُوذوا حَتى أتَاهُم نَصرُنا ولامُبدِلَ لِكَلِمَاتِ اللهِ ولقد جاءك من نَباءى المُرسَلينَ ) ص ق .
وايضا فى سورة الأنعام آية115 ( وَتَمت كَلِمَتُ رَبِكَ صِدقاً وَعَدلاً لا مُبَدِلَ
لِكَلِماتهِ وهو السَمِيعُ العَلِيمُ )ص ق .

وفى سورة يونس آية 64 ( لَهمُ البُشرىَ فى الحياةِ الدُنيا وفى الأخرة ِ لا تَبدِيلَ لِكَلِماتِ الله ذلك هو الفوزُ العظيمُ ) ص ق
وايضا قوله تعالى فى سورة الحجر آية 9 ( إناَ نَحنُ نَزٌلنا الذِكرَ وإنا لهُ لَحَافِظون َ ) ص ق –وفى سورة الكهف آية 27 ( وَاتلُ مَا أوحِىَ إلَيكَ مِن كتاب ِ رَبِكَ لا مبدل لِكَلماتِه ولن تجدَ من دونِهِ مُلتَحَداً )ص ق .

ولأن هذه الآيات واضحة ، لالبس فيها ،حيث تؤكد إستحالة تحريف كلام الله بِلَا النافية نفياً قطعياً ، لذا يقال عن تلك النصوص أنها قطعية الدلالة، لوضوحها ، فهى لا تحتمل التأويل أو التورية ، أى أن كلام الله من المستحيل لبشر تبديله ، ولو حتى مجرد حرف منه ، ومن يقول بغير ذلك ويُكفر أهل الكتاب ، فقد كفر لإنكاره معلوم من الدين بالضرورة قطعى الدلالة ولكن يستطيع أن يقول أنهم كافرون بالإسلام لكن إذا رماهم بكلمة الكفر فقط فقد باء بها ،—– علاوة على أن الرسول ( ص ) لم يقل أبداً بتحريف رسالة الإنجيل والتوراة ، ولم يرد عنه أى حديث صحيح متواتر يقول بذلك ، وإلا كانَ قد طلب من سيدنا جبريل أن يحضر له النسخ الأصلية الغير محرفة للأنجيل والتوراة ، لذا فكل مايشاع عن تحريف هذه الكتب لا أساس له شرعاً ، ولكن أتى ذكره من بعض المفسرين والمشايخ الجهلاء معطوبى العقل أشرار النفس والطبيعة ، وحسابهم عند الله عسير لأنهم ضللوا الناس ، وكذبوا على الله ،

كما أن القرآن به الكثير من الآيات التى تُعظم فى الإنجيل والتوراة ، مثل قوله تعالى فى سورة آل عمران آية 3 ( نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه وانزل التوراة والانجيل ) ص ق ——————– وايضا قوله تعالى : –
فى سورة آل عمران آية 48 ( ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والانجيل ) ص ق — وفى سورة المائدة آية 46 ( وقفينا على اثارهم بعيسى ابن مريم مصدقا لما بين يديه من التوراة واتيناه الانجيل فيه هدى ونور ومصدقا لما بين يديه من التوراة وهدى وموعظة للمتقين ) ص ق

وقولة ايضا فى آل عمران 50 ( ومصدقا لما بين يدي من التوراة ولاحل لكم بعض الذي حرم عليكم وجئتكم باية من ربكم فاتقوا الله واطيعون ) ص ق

وقوله فى سورة المائدة 43 ( وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله ثم يتولون من بعد ذلك وما اولئك بالمؤمنين ) ص ق

وايضا المائدة آية 44 قوله تعالى ( انا انزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين اسلموا للذين هادوا والربانيون والاحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء فلا تخشوا الناس واخشون ولا تشتروا باياتي ثمنا قليلا ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الكافرون ) ص ق

وقوله تعالى ايضا فى المائدة آية 46 ( وقفينا على اثارهم بعيسى ابن مريم مصدقا لما بين يديه من التوراة واتيناه الانجيل فيه هدى ونور ومصدقا لما بين يديه من التوراة وهدى وموعظة للمتقين ) ص ق
وقوله تعالى فى سورة المائدة آية 47 ( وليحكم اهل الانجيل بما انزل الله فيه ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الفاسقون ) ص ق
ايضا فى سورة المائدة آية 66 (ولو انهم اقاموا التوراة والانجيل وما انزل اليهم من ربهم لاكلوا من فوقهم ومن تحت ارجلهم منهم امة مقتصدة وكثير منهم ساء ما يعملون ) ص ق
وفى سورة المائدة آية 68 ( قل يا اهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والانجيل وما انزل اليكم من ربكم وليزيدن كثيرا منهم ما انزل اليك من ربك طغيانا وكفرا فلا تاس على القوم الكافرين ) ص ق
وفى سورة المائدة آية 110 (اذ قال الله يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك اذ ايدتك بروح القدس تكلم الناس في المهد وكهلا واذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والانجيل واذ تخلق من الطين كهيئة الطير باذني فتنفخ فيها فتكون طيرا باذني وتبرئ الاكمه والابرص باذني واذ تخرج الموتى باذني واذ كففت بني اسرائيل عنك اذ جئتهم بالبينات فقال الذين كفروا منهم ان هذا الا سحر مبين ) ص ق
وفى سورة التوبة 111 ( ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بان لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والانجيل والقران ومن اوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم ) ص ق
وفى سورة الفتح آية 29 ( محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من اثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الانجيل كزرع اخرج شطاه فازره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين امنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة واجرا عظيما ) ص ق
وفى سورة الحديد آية 27 ( ثم قفينا على اثارهم برسلنا وقفينا بعيسى ابن مريم واتيناه الانجيل وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رافة ورحمة ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم الا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها فاتينا الذين امنوا منهم اجرهم وكثير منهم فاسقون ) ص ق

وفى سورة الجمعة آية 5 ( مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل اسفارا بئس مثل القوم الذين كذبوا بايات الله والله لا يهدي القوم الظالمين ) ص ق
،فكيف يستقيم الأمر .

وايضا علينا أن لا ننسى مافعله الرسول ( ص ) حين آتاه اليهود بكتاب التوراة — فقد ثَبَتَ فِي " الصّحِيحَيْنِ " وَ " الْمَسَانِيدِ " : أَنّ الْيَهُودَ جَاءُوا إلَى رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَذَكَرُوا لَهُ أَنّ رَجُلًا مِنْهُمْ وَامْرَأَةً زَنَيَا فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مَا تَجِدُونَ فِي التّوْرَاةِ فِي شَأْنِ الرّجْمِ " ؟ قَالُوا : نَفْضَحُهُمْ وَيُجْلَدُونَ فَقَالَ عَبْدُ اللّهِ بْنُ سَلَامٍ : كَذَبْتُمْ إنّ فِيهَا الرّجْمَ فطلب منهم الرسول ( ص) أن يأتوا بالتوراة وحينما أتوا بها أخذها الرسول ورفع الوسادة التى يتكأ عليها ووضع التوراة فوقها وقال يجب أن يعلى هذا الكتاب ثم طلب منهم أن يقرؤوا حكم التوراة فى مسألة الزنا فقرأ أحدهم ووَضَعَ يَدَهُ عَلَى آيَةِ الرّجْمِ فَقَرَأَ مَا قَبْلَهَا وَمَا بَعْدَهَا فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللّه بْنُ سَلَامٍ : ارْفَعْ يَدَك فَرَفَعَ يَدَهُ فَإِذَا فِيهَا آيَةُ الرّجْمِ فَقَالُوا : صَدَقَ يَا مُحَمّدُ إنّ فِيهَا الرّجْمَ فَأَمَرَ بِهِمَا رَسُولُ الله )
لذا علينا ألا نستمع للجهلاء ، الذين يكذبون على الله ويضللون الناس ، ظلماً وبهتانا ، فيَسقط من يتبعهم دون أن يدرى ، وهو يتهم الله بالتقصير ، وعدم القدرة على حفظ كلامه ، وهو الكفر بعينه ، لذا نكرر أن من يقول بتحريف الإنجيل والتوراة أو يتهم أهل الكتاب من اليهود والمسيحيين بالكفر فقد كفر وباء بها لأنه ينكر ماهو معلومً من الدين بالضرورة وهناك فارق كبير بين أهل الكتاب والكافرين بوجود الله — حمانا الله من هذا الشرك وهذا الإثم العظيم .
هذا والله من وراء القصد والابتغاء—والله المستعان .

التدوينة من يُكفر المسيحى واليهودى كافر ظهرت أولاً على اسرائيل بالعربية Israel in Arabic.

]]>
تفسير القرآن بالقرآَن: الفتوى الشّرعيّة https://www.israelinarabic.com/%d8%aa%d9%81%d8%b3%d9%8a%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%b1%d8%a2%d9%86/ https://www.israelinarabic.com/%d8%aa%d9%81%d8%b3%d9%8a%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%b1%d8%a2%d9%86/#respond Fri, 27 Feb 2015 10:21:40 +0000 https://www.www.israelinarabic.com/?p=8340 أقلام القراء/ د. محمد عناد سليمان  توافق النَّاس عامَّتهم وخاصَّتهم على أنَّ «الفتوى» تبيانُ ما أشكلَ عليهم من الأحكام الشَّرعيَّة، وهي لا تخرج بذلك عن معناها «اللُّغويّ»؛ لأنَّها مصدرٌ بمعنى «الإفتاء»، وتُجمع على «فَتَاوى»، و«فَتَاوي»، و«الاستفتاء» قد تأتي طلبًا للجواب عن أمر مُشكِل كقوله تعالى: ]سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ […]

التدوينة تفسير القرآن بالقرآَن: الفتوى الشّرعيّة ظهرت أولاً على اسرائيل بالعربية Israel in Arabic.

]]>
أقلام القراء/ د. محمد عناد سليمان 

توافق النَّاس عامَّتهم وخاصَّتهم على أنَّ «الفتوى» تبيانُ ما أشكلَ عليهم من الأحكام الشَّرعيَّة، وهي لا تخرج بذلك عن معناها «اللُّغويّ»؛ لأنَّها مصدرٌ بمعنى «الإفتاء»، وتُجمع على «فَتَاوى»، و«فَتَاوي»، و«الاستفتاء» قد تأتي طلبًا للجواب عن أمر مُشكِل كقوله تعالى: ]سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاء ظَاهِراً وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَداً}الكهف22، أي: لا تطلب الفُتيا فيهم من أحد.

القرانوقد يأتي «الاستفتاء» بمعنى السُّؤال فقط، على نحو ما نجده في قوله تعالى: ]فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَم مَّنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍ لَّازِبٍ}الصَّافات11، قال «أبو حيَّان»: «الاستفتاء نوعٌ من السُّؤال، والهمزة وإن خرجت إلى معنى التَّقرير، فهي في الأصل لمعنى الاستفهام، أي: فاستخبرهم»، ومنه قوله أيضًا: ]فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ}الصَّافات149.

ولعلَّ ورود هذين الموضعين فقط من طلب السُّؤال في سورة «الصَّافات» جاء من أجل حصر هذا المعنى بهما، ولا يُقصد منه معنى آخر، فقد افتتح تعالى «هذه السُّورة بإثبات ما يدلُّ على وجود الصَّانع، ويدلُّ على وحدانيَّته، وهو خلْق السَّموات والأرض، وما بينهما، وخلْق المشارق والمغارب، فلمَّا أحكم الكلام في هذا الباب فرع عليها إثبات القول بالحشر والنَّشر والقيامة»، فناسب معنى «السُّؤال» السِّياق الذي عليه «الآيات» والمراد منها في الإثبات.

وليس القصدُ هنا التَّفصيل في معنى «الفتوى» لغة واصطلاحًا، أو بيان الشُّروط الواجب توافرها في «المفتى»، أو الوقوف على إظهار ضرورتها بين فرض «العين»، أو «الكفاية»، وإنَّما تبيان الجهة التي يحقُّ لها «الفتوى» من منظور «القرآن الكريم» نفسه، اعتمادًا على منهج «تفسير القرآن بالقرآن».

وحتَّى نصل إلى المراد من ذلك، كان لزامًا علينا عرضُ «الآيات» التي ورد فيها معنى «الفتوى» بجذرها ومعناها، وقد تقدَّم ذكر الآيتين من سورة «الصَّافات»، ووضَّحنا أنَّ المراد منهما «السُّؤال» لإثبات وحدانيَّة الله عزَّ وجلَّ، ولا قرينة تشير من قريب أو من بعيد إلى علاقة هذه «الآيات» بالمعنى المراد من «الفتوى» وهو إظهار الحكم الشَّرعيّ في مسألة ما على ما يفهمه كثيرٌ من النَّاس.

والأمر نفسه في الآية الحادية عشرة من سورة «الكهف» إذ يبيِّن «القرآن الكريم» أنَّ المراد هو عدم طلب الإجابة عن حالة أهل «الكهف» من حيث عددُهم؛ ولا يعني ذلك أنَّ العدد بقي مجهولاً؛ بل لسدِّ الباب، ومنع الدٌّخول في اختلاف العدد؛ لأنَّ «القرآن» بيَّن عددهم وهو «سبعة»، فبدأ بذكر ثلاثة أقوال لا رابع لها، ونصَّ على أنَّ القولين الأولين باطلان بدليل قوله تعالى بعد ذكرهما «رجْمًا بالغيب»، والرَّجم: الظَّنّ، ثمّ ذكر القول الثَّالث دون قرينة تشير إلى الظَّن؛ فدلَّ على أنَّه المراد، وفي ذلك يقول «ابن عبَّاس»: «ما يعلمهم إلا قليل، وأنا من ذلك القليل الذي يعلمهم، كانوا سبعة».

د. محمد عناد سليمان موقع إسرائيل بالعربيةولمعترضٍ أن يقول: كيف أقررتُم أنَّ عددهم «سبعة»، والله تعالى يقول: «قل ربِّي أعلمُ بعدَّتِهم»؟ نقول: وإن كان الله قد ذكر علمه بهم، إلا أنَّه بيَّن في الوقت نفسه وفي السِّياق ذاته أنَّ هناك قليلاً ممَّن يعلم عددهم، وليس محصورًا به سبحانه وتعالى، ومثل هذا الأسلوب قد ورد في غير موضع من «القرآن الكريم»، فقال تعالى: ]وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً}الكهف25، حيث بيَّن الفترة الزَّمنيَّة التي مضت عليهم في «الكهف» بيانًا واضحًا لا مِراء فيه، إلا أنَّه أتبع ذلك قائلا: ]قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً}الكهف26، حيث أسندَ العلم بالمدَّة لنفسه جلَّ وعلا مع تقدُّم بيانه لها.

والعلَّة في طلب عدم «استفتاء» أحدٍ عنهم، وعن حالهم، والمراد «أهل الكتاب» كما أورده ثلَّة من المفسِّرين كـ«الطَّبريّ»، و«القرطبيّ»، و«ابن كثير»، العلَّة هي اتِّباع الظَّنّ من الجميع، ولن تجدَ يا «محمَّد» e جوابًا شافيًا كافيًا عنهم إلا بما أوردناه في «القرآن»، وكفى به خبيرًا.

ومن المواضع التي ورد ذكر «الفتوى» وطلبها قوله تعالى: ]وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ}يوسف43، وفي السُّورة نفسها فيما يتعلَّق بـ«الرُّؤيا» وردَ قوله تعالى: ]يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ}يوسف46، وقوله أيضًا: ]قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْراً حَتَّى تَشْهَدُونِ}النمل32، ولا يخفى على أحدٍ أنَّ المراد من هذه الألفاظ ونحوها لا يتَّصل بالمعنى المراد من «الفتوى» وهو استنباط حكم شرعيٍّ يصبح أساسًا ومعيارًا للنّاس كافَّة.

لكنَّ «القرآن الكريم» لم تخلُ آياته من «الفتوى» بمعنى «الاستنباط»، فقد ورد في موضعين منه في سورة «النِّساء»، وهما قوله تعالى: ]وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاء قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاء الَّلاتِي لاَ تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَن تَنكِحُوهُنَّ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدَانِ وَأَن تَقُومُواْ لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِهِ عَلِيماً}النِّساء127، وقوله أيضًا: ]يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلاَلَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِن لَّمْ يَكُن لَّهَا وَلَدٌ فَإِن كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِن كَانُواْ إِخْوَةً رِّجَالاً وَنِسَاء فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ أَن تَضِلُّواْ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}النِّساء176، والذي يدلُّ على أنَّ هذه الآيات تختصُّ بالأحكام الشَّرعيَّة أنَّها وردت في سياق تبيان أحكام «النِّساء» وتبيان حالتهنَّ في «المواريث»، وفي ذلك يقول «أبو حيَّان»: «وقد عرَضَ هنا في هذه السُّورة أن بدأ بأحكام النِّساء والمواريث واليتامى، ثمَّ ثانيًا بذكرِ شيء من ذلك في هذه الآية، ثمَّ أخيرًا بذكر شيء من المواريث أيضًا. ولما كانت النِّساء مطرحًا أمرهنّ عند العرب في الميراث وغيره، وكذلك اليتامى أكَّد الحديث فيهنَّ مرارًا؛ ليرجعوا عن أحكام الجاهليَّة». ومعنى «يفتيكم»: «يبيِّن لكم حال ما سألتم عنه وحكمه».

إنَّ التَّدبُّر في هذه الآيات، وتفسيرها اعتمادًا على منهج «تفسير القرآن بالقرآن» يوضِّح لنا أنَّه لا يجوز لأحد أن يُفتي بحكم من الأحكام الشِّرعيَّة إلا في ضوء ما بيَّنه الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز، يؤِّيدُ ذلك الاستقراءُ الكامل للآيات التي ورد فيها «السُّؤال» و«الجواب»، حيث اقترنت بكلمة «قل» والمقصود بها النَّبيّ e، من ذلك قوله تعالى: ]يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ}البقرة189، وقوله تعالى: ]يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ}البقرة215، وقوله أيضًا: ]يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ}البقرة217، وقوله تعالى: ]يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ}البقرة219، وقوله: ]فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ}البقرة220، وقوله: ]وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ}البقرة222، وقوله تعالى: ]يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللّهُ}المائدة4، وقوله تعالى: ]يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً}الأعراف187، وغيرها من الآيات الكثيرة.

إلا أنَّ لفظة «قُل» سقطت من «الجواب» لمَّا تعلَّقَ «السُّؤال» بـ«ربِّ العالمين»، في قوله تعالى: ]وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}البقرة186، ليعلمَ النَّاس أن لا واسطة بينهم وبين الله عزَّ وجلَّ، ويكفيهم أن يخصُّوه بالدُّعاء ليتفضَّل عليهم بالإجابة.

لكنَّ الحال اختلفتْ اختلافًا ظاهرًا لما تعلَّقَ الأمرُ بالاستفتاء عن حكم شرعيٍّ، وتبيان حالة النِّساء الشَّرعيَّة في «المواريث»، فلم يكتفِ «القرآن الكريم» بلفظ «قل» كما هو الحال في عشرات «الآيات» الأخرى التي سبق ذكرُها، ولم يترك الإجابة للنَّبيّ e؛ بل نصَّ صراحة على أنَّ «المفتي» في الأحكام الشِّرعيَّة هو الله جلَّ جلاله، فأضاف اسمه سبحانه وتعالى بعد لفظ «قُل» فقال تعالى: ] قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ}في الموضعين، في إشارة واضحة إلى أنَّه لا ينبغي لأحد أن يفتي في الأحكام الشَّرعيَّة، وأنَّ الله عزَّ وجلَّ قد بيَّنها في كتابه أوضح بيان، ولم يتركها عرضة للمجتهدين من البشر، ولو ألزمنا أنفسنا بذلك لأغلقنا الأبواب الكثيرة من الخلافات بين العلماء، الذين يجيزون أمرًا، ويمنعه آخرون، ويحلُّون أمرًا، ويحرِّمه آخرون، حتى إنَّ «النَّفس البشريَّة» أصبحت مرهونة بخلافاتهم، فيحلُّ قتلها عند بعضهم، وتحرمُ عند بعضهم الآخر في حالة من الفوضى الدِّينيَّة التي لن تنتهي إلا بالعودة إلى كتاب الله عزَّ وجلَّ بتجرُّد عمَّا ثبت وترسَّخ في الأذهان. والله تعالى أعلم.

التدوينة تفسير القرآن بالقرآَن: الفتوى الشّرعيّة ظهرت أولاً على اسرائيل بالعربية Israel in Arabic.

]]>
https://www.israelinarabic.com/%d8%aa%d9%81%d8%b3%d9%8a%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%b1%d8%a2%d9%86/feed/ 0
الداعية السعودي بندر الخيبري – الأرضُ ثابتةٌ لا تدور ؟! https://www.israelinarabic.com/%d8%a8%d9%86%d8%af%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%8a%d8%a8%d8%b1%d9%8a/ https://www.israelinarabic.com/%d8%a8%d9%86%d8%af%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%8a%d8%a8%d8%b1%d9%8a/#respond Sun, 22 Feb 2015 12:43:10 +0000 https://www.www.israelinarabic.com/?p=8296 موقع إسرائيل بالعربية أٌقلام القراء / د. محمد عناد سليمان لقد أثار ما قاله أحد العلماءُ في «المملكة العربيَّة السُّعوديَّة» جدلا واسعًا، عندما قرَّر (ندر الخيبري) أنَّ «الأرض» ثابتة، لا تدور، بخلاف ما عليه أهل العلم والاختصاص في «الفلك»، وانقسم النَّاس بين مؤيِّدٍ، يدفعه إلى ذلك في غالب الظَّنِّ الدِّفاعُ المستميتُ عن أهل العلم ممَّا ينتمي […]

التدوينة الداعية السعودي بندر الخيبري – الأرضُ ثابتةٌ لا تدور ؟! ظهرت أولاً على اسرائيل بالعربية Israel in Arabic.

]]>
موقع إسرائيل بالعربية
أٌقلام القراء / د. محمد عناد سليمان

لقد أثار ما قاله أحد العلماءُ في «المملكة العربيَّة السُّعوديَّة» جدلا واسعًا، عندما قرَّر (ندر الخيبري) أنَّ «الأرض» ثابتة، لا تدور، بخلاف ما عليه أهل العلم والاختصاص في «الفلك»، وانقسم النَّاس بين مؤيِّدٍ، يدفعه إلى ذلك في غالب الظَّنِّ الدِّفاعُ المستميتُ عن أهل العلم ممَّا ينتمي إليه طائفيًّا، أو مذهبيًّا، أو نكاية بمن يخالفه، أي: المخالفة لمجرَّد المخالفة، وبين معارض له يدفعه أيضًا في غالب الظَّنِّ الولوج في باب الطَّعن الذي درج عليه كثيرٌ ممَّن يبحث عن مواضع المثالب والهنات طائفيًّا، ومذهبيًّا أيضًا.

الداعية السعودي بندر الخيبري
الداعية السعودي بندر الخيبري

لكن قليلٌ ممَّن حاول أن يبحث عن مبرِّرات التَّأييد، أو الرَّفض والتَّفنيد معتمدًا على الأسلوب العلميّ في ذلك، فالقول بأنَّ «الأرض ثابتة لا تدور» ليست وليدة عصرها، أو بدأت مع قول هذا القائل؛ بل هي مسألة تطرَّق إليها العلماء السَّابقون، ولعلَّ ما جعل منها قضيَّة كُبرى إلباسها رداءً دينيًّا، وإن كانت لا تخرج عن إطاره وميدانه، وهو ما نجده عند بعض الباحثين إذ يقول: «فإنَّه لما كثر النِّقاش والجدال حول دوران الشّمس وثبوت الأرض، وأنكر هذا كثير من المتثقفين الذين يدّعون الثّقافة، مستندين في ذلك إلى الفلكيّين الذين أشبهوا المنجّمين في بعض المسائل، وجعلوا كتاب الله، وسنَّة رسوله e وراء ظهورهم فأخذوا بأقوال هؤلاء الفلكيّين من النَّظريات المصادمة للأدلَّة، وتعاموا عن الآيات والأحاديث لاسيّما وقد قرَّروا بعض هذ العقائد الفاسدة في المدارس، فصارت عقيدة راسخة عند طلاب المدارس من الصّعْب إقناعهم إلا أن يشاء الله».

ولمَّا كانَ القول صادرًا عن عالم دينٍ كما يدَّعي قائله، وكان الرَّدُّ عليه مرتديًّا رداء «الدِّين» أيضًا رأيتُ أنَّ أتطرَّقَ إلى عرضها من الباب الدِّينيّ نفسه، من خلال ما قاله «المفسِّرون» وبعض أهل العلم المتأخِّرين في ذلك، وجعلوها أدلَّة على ثبوت الأرض وسكونها، فـ«ابن كثير» عند تفسيره لقوله تعالى:] أَمْ مَنْ جَعَلَ الأرْضَ قَرَارًا[ النَّمل : 61، قال: «أي: قارَّة ساكنة ثابتة، لا تميدُ ولا تتحرَّك بأهلها، ولا ترتجف بهم، فإنَّها لو كانت كذلك لما طاب عليها العيش والحياة؛ بل جعلها من فضله ورحمته مهادًا بساطًا ثابتة لا تتزلزل ولا تتحرَّك». وقال عند تفسيره لقوله تعالى: ]أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا * وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا[ النَّبأ: 6-7: «أي: ممهّدة للخلائق، ذَلُولا لهم، قارّةً ساكنة ثابتة (وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا) أي: جعلها لها أوتادًا أرساها بها، وثبَّتها، وقرّرها حتى سكنت ولم تضطرب بمن عليها».

لكن ما يدعو للعجب حقًّا ما يقرِّره بعض العلماء، ويفتعلونه من أحكام تأخذ صفة «الإجماع» عندهم، وما هي في حقيقتها إلا اختلاق من عند أنفسهم، فـ«عبد القاهر البغدادي تـ429ه»ـ،في كتابه «الفَرْق بين الفِرق» يقول: «وأجمعوا على وقوف الأرض وسكونها،وأنَّ حركتها إنَّما تكون بعارض يعرض لها من زلزلة ونحوها، خلاف قول من زعم من الدَّهريَّة أنَّ الأرض تهوي أبدًا، ولو كانت كذلك لوجب ألا يلحق الحجر الذي نلقيه من أيدينا الأرض أبدًا؛ لأنَّ الخفيف لا يلحق ما هو أثقل منه في الانحدار». وهو يقصد بـ«الإجماع» كما ذهب إليه بعض الباحثين: «إجماع أهل السُّنَّة» إذ قال: «أجمع أهلُ السُّنَّة على أنَّها ساكنة وثابتة، هذا هو الذي عليه أهل السُّنَّة والجماعة». بينما نجدُ «القرطبيَّ» قد أضاف إليه إجماع «أهل الكتاب» كما يظهر من قوله: «والذي عليه المسلمون وأهل الكتاب القول بوقوف الأرض وسكونها ومدِّها، وأنَّ حركتها إنَّما تكون في العادة بزلزلة تصيبها»

بل وصل الأمر ببعض أهل العلم المعاصرين أن يتجاوز الخلاف كلَّه، وأن يثبت رأيًا واحدًا، ويحكمُ بالكفر على من يقول برأي مخالف، يظهر ذلك من خلال ما أورده «ابن باز» رحمه الله في كتابه «الأدلَّة النَّقليَّة الحسيَّة» فقال: «وقد نصَّ علماء التَّفسير رحمة الله عليهم كابن جرير، والبغويّ، وابن كثير، والقرطبيّ وغيرهم على ما دلَّت عليه الآيات المحكمات التي سبق ذكرها من جريان الشمس في فلكها طالعة وغاربة، وسكون الأرض واستقرارها، وهكذا علماء الإسلام المعروفون المعتمد عليهم في هذا الباب وغيره، قد صرَّحوا بما دلَّ عليه القرآن الكريم من كون الشمس والقمر جاريين سائرين في فلكهما على التَّنظيم الذي نظمه الله لهما، وأنَّ الأرض قارَّة ساكنة قد أرساها الله بالجبال، وجعلها أوتادًا لها»، فالأرض كما يظهر من قوله ثابتة ساكنة، وهو يجري في ذلك على سنَن من سبقه ممَّن قال بذلك، ومن يرى غير ذلك فقد «قال كفرًا وضلالا» كما نصَّ عليه «ابن باز» والسَّببُ في ذلك كما يبيِّنه أنَّه «تكذيب لله، وتكذيب للقرآن، وتكذيب للرَّسول صلى الله عليه وسلم»، ولا شكَّ أنَّه لا يقصد تكفير من قال بثبوت الأرض؛ لأنَّه كما قال: «خطأ ظاهر مخالف للآيات المتقدمات»؛ لكنَّه يشير إلى من ذهب مذهب تكفير من يقول بذلك، فقال: « وفي تكفير قائله نظر»، والعلَّة في ذلك كما يراها أنَّ «الأدلَّة الواردة في ثبوت الأرض وسكونها وعدم دورانها ليست في الصَّراحة كالأدلَّة الواردة في جريان الشَّمس، وعدم سكونها، ولأنَّ القائلين بدوران الأرض قد أوردوا شُبهات توجب التّوقُّف عن كفْر من قال بذلك».

ولعلَّ هذا التَّشديد هو الذي دفع بالعالم الذي سلَّطت مواقع «التَّواصل الاجتماعيّ» الضّوء عليه إلى عدم امتلاك الجرأة ليخرجَ عمَّا قرَّره هؤلاء العلماء، ولم يُعمل عقله فيما وصله من أخبارهم وأحكامهم، ولن يكون الأوَّل أو الأخير؛ لأنَّ ثلَّة كثيرة من العرب ما زال يعيش حالة «تأجير» العقل، ويرى بعين غيره، ويسمع بأذنهم.

ومن أجمل ما وقعتُ عليه في القول في هذه المسألة ما سطَّرته يدا «محمَّد محيي الدِّين عبد الحميد» إذ قال في حاشية له يردُّ فيها على مَن قال بسكون الأرض: «قد ثبتَ بأدلَّة علميَّة أنَّ الأرض تدور، وليس في القرآن ولا في السُّنَّة الصَّحيحة نصٌّ صريح قاطع لا يقبل التَّأويل يدلُّ على أنَّها ليست تدور، وهذه القضايا التي يذكرها المؤلِّف في هذه المسألة ما ورد بها كتاب ولا سنَّة، وإنَّما هي أقوال لبعض أهل النَّظر يبطلها نظر مثل النَّظر الذي يثبتها، وليس في إثباتها ما يخالف عقيدة الإسلام لا في جملتها ولا في تفاصيلها، لهذا كان القول الحقُّ في هذه المسألة هو ما تقوم على تأييده أدلَّة العلم الصَّحيحة، وإن خالفت المتعارف المشهور من أقوال الفلاسفة المتقدِّمين، فأمَّا القرآن والسُّنَّة فإن ورد فيها أو في أحدهما نصٌّ صريح قاطع لا يقبل التَّأويل في مسألة من المسائل الكونيَّة أخذنا به، واعتقدنا مع ذلك أنَّه هو الحقُّ والصَّواب، ومحال أن يجيء نصٌّ فيهما أو في أحدهما يخالف ما ثبت ثبوتًا قاطعًا بأدلَّة العقل، إذ لا يتصوَّرُ من له أدنى مسكة من التَّفكير أنَّ الدِّين الذي حفظ للعقل مكانته وأمر باستعماله في أدقِّ مسائله وندَّد بمن يهمله أو يجري في حياته على خلاف مقتضاه، محال أن يأتي في الدِّين شيء يخالف مقتضى العقول، نعم المسائل الكونيَّة التي لم ينتهِ العلماء من بحثها ولم يصلوا فيها إلى أمر قاطع وإنَّما يكون ما وصلوا إليه آراء ظنيَّة، وأفكارًا يحتمل أن تثبت كما يحتمل أن يقوم الدَّليل على صحَّتها، هذه الآراء التي يتعيَّن على علماء الدِّين ألا يبتُّوا فيها برأي ثم ينسبوه إلى الدِّين، ومن تفاهة التَّفكير أن يبدو لأحد العلماء رأيٌ في مسألة من هذا النَّوع فينطلق رجال الدِّين يؤولون فيما بين أيديهم من النَّصوص لتطابق هذا الرأي قبل أن يثبتَ بقواطع الأدلَّة».

ونحنُ في الوقت نفسه لا نقلِّلُ من شأن العلماء السَّابقين، وما وصلوا إليه من أحكام، واستنباطات، واستنتاجات؛ بل نثمِّنُ لهم جهدهم في ذلك، ولا نغفل ظروف عصرهم التي عاشوها والتي كان لها الأثر الأكبر فيما وصلوا إليه، ولا نطالبهم بأن تكون أحكامهم مطابقة لظروف عصرنا، فالواقع الحسيّ والملموس الذي عاشوه، والإدراك العقليّ الذي كانوا عليه أنتجَ لهم معرفةً قد يصيبون فيها وقد يخطئون، ونحنُ نأخذ ما أصابوا فيه، ونترك ما جانبهم الصَّواب فيه؛ لأنَّ العالم هو ابن بيئته وثقافته وظروف عصره، فـ«الخليل بن أحمد الفراهيديّ» قد صنَّف معجمه «العين» على ترتيب مخارج الحروف، وكان يرى على حسب مقتضيات عصره أنَّ حرف «العين» هو أدخلُ المخارج، فصنَّف كتابه بناءً على ذلك، بينما أثبتَ المتأخِّرون والمعاصرون أنَّ «العين» ليست هي أدخل المخارج، بل يسبقها في ذلك «الهمزة» و«الهاء» ولا يعني ذلك بحال من الأحوال «الطَّعن» فيما وصل إليه «الخليل»، بل هو من باب التَّطوَّر العلميّ الذي سيبقى مفتوحًا إلى أن يشاء الله.

لكنَّ العقبةَ الحقيقة تكمنُ فيمن يحاول أن يفرضَ علينا نتائجهم عامَّة، سواء أكانت صحيحة أم خاطئة، والتي قد لا تتناسب مع ظروف عصرنا ومقتضيات زماننا، والله تعالى أعلم.

التدوينة الداعية السعودي بندر الخيبري – الأرضُ ثابتةٌ لا تدور ؟! ظهرت أولاً على اسرائيل بالعربية Israel in Arabic.

]]>
https://www.israelinarabic.com/%d8%a8%d9%86%d8%af%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%8a%d8%a8%d8%b1%d9%8a/feed/ 0
«النَّقل» و«النَّقد» https://www.israelinarabic.com/%d8%a7%d9%84%d9%86%d9%91%d9%8e%d9%82%d9%84-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d9%91%d9%8e%d9%82%d8%af-%d8%a7%d8%b3%d8%b1%d8%a7%d8%a6%d9%8a%d9%84-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1%d8%a8%d9%8a%d8%a9/ Sun, 01 Feb 2015 21:45:00 +0000 https://www.www.israelinarabic.com/?p=8123 أقلام القراء / د. محمد عناد سليمان تختلف اللَّفظتان في حرف واحد وهو «اللام»، و«النُّون»، ويسمَّى هذا النَّوع من الفنِّ الأدبيّ «الجناس غير التَّامّ»، أي: أن تختلف لفظتان في حرف بنيةً، أو زيادةً، أو نقصانًا. ولا نقصدُ في هذا المقال التَّنبيه على هذا النَّوع الأدبيّ، وإنَّما الغاية منه الإشارة إلى ما يقع فيه كثير من […]

التدوينة «النَّقل» و«النَّقد» ظهرت أولاً على اسرائيل بالعربية Israel in Arabic.

]]>
أقلام القراء / د. محمد عناد سليمان

تختلف اللَّفظتان في حرف واحد وهو «اللام»، و«النُّون»، ويسمَّى هذا النَّوع من الفنِّ الأدبيّ «الجناس غير التَّامّ»، أي: أن تختلف لفظتان في حرف بنيةً، أو زيادةً، أو نقصانًا.

ولا نقصدُ في هذا المقال التَّنبيه على هذا النَّوع الأدبيّ، وإنَّما الغاية منه الإشارة إلى ما يقع فيه كثير من أهل العلم فيجعلون من أنفسهم ناقدين، وهم في حقيقة الأمر مجرَّد ناقلين لما سبق، وتغيب نظرتهم النَّقديَّة عمَّا ينقلونه، على الرَّغم من إيهام القارئ بذلك، وما يزيد الطِّين بِلَّة والأمر علَّة أنَّهم يجعلون النَّقل في حيِّز الحقيقة المطلقة، وأنَّهم قد أشبعوه وبعجوه نقدًا عندما يتعلَّلون بذكر الأمثلة والنَّظائر على ما يوردونه.

د. محمد عناد سليمانمن ذلك ما وقعتُ عليه في ردِّ على الرَّدّ من قبل بعض الأخوة الذي حاول جاهدًا أن يبعد التَّضليل الذي وقع فيه، وأن يرميه على غيره، جريًا على عادته في امتلاكه الحقَّ المبين، وغيره لا شكَّ على الضَّلال المبين، وليته في ردِّه على الرَّد بيَّن حجَّته في الأصل الذي من أجله كان الرَّدّ الأوَّل، وهو قواعد العربيَّة وأصولها. وليته التزم بما أثبته في مقدِّمة ردِّه حيث قال: «وإنَّما الأمانة العلميَّة تتطلَّب بيان الحقّ»، ومن أجل هذه الأمانة نكتب ردَّنا على ذلك تفنيدًا ونقدًا واستدلالاً بما ألزم به نفسه.

قال في مقدَّمة ردِّه: «فعندما يخرج البعض عمَّا اتَّفقت عليه الأمَّة، ويريد أن يأتي لنا بمعانٍ تخالف حقائق دلالات اللُّغة العربيَّة، وتخالف صريح الأحاديث المتواترة والصَّحيحة فهذا نوع من العبث والتَّلاعب، وعندها يكون السُّكوت خيانة للأمانة، وسأكتفي بقضيتين لننظر مدى التَّحريف والتَّضليل للنَّاس»

ولعلَّ من أهم التَّضليل الذي وقع فيه الكاتب قوله: «اتَّفقت عليه الأمَّة» خاصَّة في القضيتين اللتين يخصُّهما بالرَّدّ؛ بل إنَّ الكاتب نفسه قد أورد ما هو حجَّة على عدم اتِّفاق الأمَّة عندما ذكر الخارجين عليها كـ«المعتزلة»، و«الجهميَّة»، وأزيد عليه «المرجئة» وغيرها، ممَّا يدلُّ على أنَّ الكاتب مجرِّد ناقل لما سبق، ولم يكلِّف نفسه عناء التدبُّر فيما ينقله، إلا إن كان يرى هؤلاء جريًا على سابقيه ليسوا من «الأمَّة»، وأظنُّه كذلك، يؤيِّده ما ذكره من كلام «النَّوويّ» في ذلك.

أمَّا القضية الأولى فهي «رؤية الله يوم القيامة»، وردَّ ما ذكرناه من إنكار السِّيَّدة «عائشة» رحمها الله بأنَّه من التَّضليل؛ لأنَّه خصَّ هذه الرُّؤية في «الإسراء والمعراج»، فقال: «انظروا إلى هذا التَّضليل، السِّيَّدة عائشة فقط أنكرت رؤية النَّبيّ e لله تعالى في الإسراء والمعراج، ولم تنكر رؤيته في الدَّار الآخرة؛ بل لم ينكر هذا عن صحابيّ واحد»، ثم أوردَ الحديث بتمامه من «البخاريّ».

ولا أعلمُ من أين جزم الكاتب أنَّ «عائشة» رحمها الله خصَّت ذلك بـ«الإسراء والمعراج» وإن كان السَّبب فيه ذلك؟ ولعلَّ هذا راجع إلى ما قلناه سابقًا من أنَّ الكاتب ينقل دون تدبُّر فيما ينقل، ولضحالة علمه في الاستنباط العلميِّ القائم على الحجَّة والبرهان، فهذا الحديث الذي يذكره الكاتب قد استدلَّ به «المعتزلة» وهم ثلَّة من العلماء على نفي رؤية الله يوم القيامة، وليس في «الإسراء والمعراج» فقط كما يحاول الكاتب أن يوهم القارئ بذلك، وأكتفي بنقل الوجه الذي أورده «الرّازيُّ» في ذلك إذ يقول: «الوجه الثَّاني في بيان أنَّ هذه الآية تفيد العموم أنَّ عائشة رضي الله عنها لما أنكرتَ قول ابن عبَّاس في أنَّ محمَّدًا صلى الله عليه وسلم رأى ربَّه ليلة المعراج تمسَّكت في نصرة مذهب نفسها بهذه الآية، ولو لم تكن هذه الآية مفيدة للعموم بالنِّسبة إلى كل الأشخاص والأحوال لما تمَّ ذلك الاستدلال، ولا شكَّ أنَّها كانت من أشدِّ النَّاس علمًا بلغة العرب، فثبت أنَّ هذه الآية دالَّة على النَّفي بالنِّسبة إلى كل الأشخاص، وذلك يفيد المطلوب».

فالسِّيِّدة «عائشة» رحمها الله استدلّت بقوله تعالى: ]لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ[ الأنعام103. على نفي رؤية النَّبيّ e في «الإسراء والمعراج» وفي غيره وليس كما يحاول الكاتب أن يوهم قارئه في ذلك؛ «لأنَّ ما كان نفيه تنزيهاً يكون عاماً في الدُّنيا والآخرة».

واستدلَّت «المعتزلة» بآيات أخرى، من ذلك قوله تعالى: ]وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ[الشورى51، فقالت: «ولو صحَّت رؤية الله تعالى لصحَّ من الله تعالى أنَّه يتكلَّم مع العبد حال ما يراه العبد، فحينئذ يكون ذلك قسمًا رابعًا زائدًا على هذه الأقسام الثَّلاثة، والله تعالى نفى القسم الرِّابع بقوله: وما كان لبشر أن يكلِّمه الله إلا على هذه الأوجه الثَّلاثة»، لكنَّنا نجدُ من أثبت الرُّؤية لم يكترث بزيادة قسم رابع، وإدخال ما ليس في القرآن وهو «الدُّنيا» على نحو ما يريد الكاتب إثباته في نقله عمَّن سبق، فقالوا: «نزيد في اللَّفظ قيدًا، فيكون التَّقدير: وما كان لبشر أن يكلِّمه الله في الدُّنيا إلا على أحد هذه الأقسام الثَّلاثة»، ولا أعلم سبب ومنشأ هذا القيد وهذه الزِّيادة إلا التِّحريف بالتَّأويل.

ثمَّ يقع الكاتب في اضطراب نتيجة النَّقل دون تدبُّر فيقول: «رؤية الله في الآخرة لا خلاف فيها بين علماء أهل السُّنَّة والجماعة، دلَّ عليها القرآن الكريم والسُّنَّة المتواترة» ويتابع نقلاً عن الإمام «النَّوويّ» قوله: «رؤية الله تعالى في الآخرة للمؤمنين :اعْلَمْ أَنَّ مَذْهَبَ أَهْلِ السُّنَّةِ بِأَجْمَعِهِمْ أَنَّ رُؤْيَةَ اللَّهِ تَعَالَى مُمْكِنَةٌ غَيْرُ مُسْتَحِيلَةٍ عَقْلًا ، وَأَجْمَعُوا أَيْضًا عَلَى وُقُوعِهَا فِي الْآخِرَةِ ، وَأَنَّ الْمُؤْمِنِينَ يَرَوْنَ اللَّهَ تَعَالَى دُونَ الْكَافِرِينَ . وَزَعَمَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْبِدَعِ : الْمُعْتَزِلَةُ وَالْخَوَارِجُ وَبَعْضُ الْمُرْجِئَةِ ، أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَا يَرَاهُ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِهِ ، وَأَنَّ رُؤْيَتَهُ مُسْتَحِيلَةٌ عَقْلا ، وَهَذَا الَّذِي قَالُوهُ خَطَأٌ صَرِيحٌ وَجَهْلٌ قَبِيحٌ ، وَقَدْ تَظَاهَرَتْ أَدِلَّةُ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَإِجْمَاعِ الصَّحَابَةِ فَمَنْ بَعْدَهُمْ مِنْ سَلَفِ الأُمَّةِ عَلَى إِثْبَاتِ رُؤْيَةِ اللَّهِ تَعَالَى فِي الآخِرَةِ لِلْمُؤْمِنَيْن.»

والاضطراب حاصل في أنَّه قد قال في مقدِّمته: «اتَّفقت عليه الأمَّة»، بينما هنا يقول: «علماء أهلِ السُّنَّة والجماعة»، ويؤكِّد ذلك ما أورده من قول «النَّوويّ» ووصفهم بأنَّهم من «أهل البدع»، وكأنَّه خارجون عن «الملَّة»، وما ذلك إلا نوع من أنواع العنصريَّة الدِّينيَّة التي ترى كلُّ فرقة منهم أنَّها «النَّاجية» وما سواها هالكة لا محالة، في حين نجدُ بعض أهل التَّفسير كـ«أبي حيَّان» الذي كان لاحقًا لـ«النَّوويّ» بقرن تقريبًا يورد نقلاً يرى الجميع مسلمين، وأنَّ الخلاف بينهم لا يمسُّ بالعقيدة التي تخرج من المِلَّة فيقول: «وقيل: الإدراك هنا الرُّؤية، وهي مختلف فيها بين المسلمين، فالمعتزلة يحيلونها، وأهل السُّنَّة يجوِّزونها»، فانظر معي أيِّها القارئ إلى جميل قوله، وحسن ردِّه، وعظيم تدبُّره، فقد جعل «المعتزلة»، و«أهل السُّنَّة» مسلمين، في حين نرى بعض العلماء من يكفِّرُ بعضهم بعضًا، لخلاف في مسألة فكريَّة مآلها إلى الله سبحانه وتعالى، ولا يعني نقدها أو البحث فيها خروجًا من «الملَّة» أو «كفرًا» إلا عند من يرى أنَّه على المحجَّة البيضاء، وأنَّه قد بلغ من الحقيقة ذروتها، ومن الكمال سنامه.

ونعتذر عن الإطالة في ذكر الخلاف في مسألة رؤية الله في الآخرة؛ لأنَّها مذكورة في علم «أصول الدِّين» وقد استوفت دلائل الفريقين، فمن أراد مطالعتها يرجع إليها في مظانَّها.

أمَّا القضية الثَّانية فهي «قضية الصِّراط في الآخرة» حيث قال الكاتب في ردِّه: «القرآن الكريم أشار إلى الصِّراط الأخرويّ، فقد دلَّت عليه بعض الآيات الكريمة، والذي جاء صريحًا في الأحاديث الصَّحيحة كقوله تعالى: «واهدوهم إلى صراط الجحيم»، وقوله تعالى: «وإن منكم إلا واردها، كان على ربِّك حتمًا مقضيًّا»، وهكذا فهمها الصَّحابة والعلماء» ثمَّ يورد كعادته نقلا عن سابق دون التَّدبُّر فيه وفي نظائره.

يظهر من قول الكاتب أنَّه واقع فيما حذَّر منه وهو العبث والتَّلاعب، إذ إنَّنا نقرُّ بلفظ «الصِّراط» في القرآن الكريم، لكنَّه لم يبيِّن الدَّليل على أنَّ المقصود منه «الجسر» المعلَّق فوق جهنَّم، فالآية الأولى التي ذكرها لا دليل فيها على قوله، والثَّانية المراد منها دخولهم فيها، وليس مرورهم فوقها على ما بيِّناه في مواضع أخرى؛ لأنَّ تتمَّة الآيات تؤكِّدُ ذلك فقال تعالى: ]وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَّقْضِيّاً * ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً [ مريم 71-72،  لكنَّ الكاتب من عبثه وتلاعبه جزم بقوله: «هكذا فهمها الصَّحابة والعلماء»، وهو نوع من التَّدليس؛ لأنَّ «الصَّحابة والعلماء» اختلفوا في معناها، فقيل: الورود هو الدَّخول، وهو مروي عن «جابر بن عبد الله»، واستدلَّ بما سمعه من رسول الله e، وهو قول «ابن عبَّاس»، و«ابن جريج»، حتى إنَّهم يروون عن «يونس» قراءته: «وإن منكم إلا واردها الورود الدُّخول»، وهي قراءة تفسير.

وقيل: الورود المرور على «الصَّراط» وهو مرويّ عن «ابن مسعود»، و«كعب الأحبار»، و«السُّدِّي»، وقيل: الإشراف عليها وغير ذلك من الأقاويل، وبعضها كما رأينا مرويّ عن «الصَّحابة» بخلاف ما ادَّعاه الكاتب.

والطَّامَّة الكبرى أنَّ الكاتب جريًا على سنَن سابقيه قاده إليه التَّقليد الأعمى جزم بأنَّ المرور على «الصِّراط» هو «عقيدة أهل السُّنَّة والجماعة»، وكأنَّ من ذكرناهم ممن رأوا خلافه، ليسوا من «أهل السُّنَّة والجماعة»، وبناء على قوله علينا أن نضرب بعرض الحائط تفسير «الزَّمخشريّ» وكتبه؛ لأنَّه من «المعتزلة»،  و«الفخر الرَّازي»، وغيرهما،  ثم قال: «ولم ينكر الصِّراط إلا المعتزلة في القديم، والعقلانيِّون في العصر الحاضر، حكَّموا العقل، وجعلوه الأصل والفيصل، وقدَّموا العقل على الشَّرع، وتركوا نصوص الكتاب والسُّنَّة»، ولم يعلم أنَّه يقصد اتِّباعه لفهم السَّابقين لـ«الكتاب والسُّنَّة»، وليس نصَّهما.

التدوينة «النَّقل» و«النَّقد» ظهرت أولاً على اسرائيل بالعربية Israel in Arabic.

]]>
كذبة إسمها "الإسلام المعتدل" والمسلم المعتدل https://www.israelinarabic.com/%d9%83%d8%b0%d8%a8%d8%a9-%d8%a5%d8%b3%d9%85%d9%87%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%b3%d9%84%d8%a7%d9%85-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b9%d8%aa%d8%af%d9%84/ Fri, 09 Jan 2015 23:06:34 +0000 https://www.www.israelinarabic.com/?p=8032 أقلام القراء / الكاتب لؤي الحبيب ان المقالات المدونة في هذه الخانة تعبر عن اراء اصحابها, ولا تلزم الموقع بمحتواها هل حقا  يوجد  اسلام  ومسلمين  معتدلين؟ منذ  فترة  طويلة   ونحن  نسمع  مقولة  الاسلام  المعتدل  و المسلم  المعتدل  فهل حقا  يوجد  اسلام  ومسلمين  معتدلين ؟ اولا  علينا  ان  نعرف  ونفهم   من  اين  جاء  الاسلام  المعتدل  وما  […]

التدوينة كذبة إسمها "الإسلام المعتدل" والمسلم المعتدل ظهرت أولاً على اسرائيل بالعربية Israel in Arabic.

]]>
أقلام القراء / الكاتب لؤي الحبيب

ان المقالات المدونة في هذه الخانة تعبر عن اراء اصحابها, ولا تلزم الموقع بمحتواها

هل حقا  يوجد  اسلام  ومسلمين  معتدلين؟
منذ  فترة  طويلة   ونحن  نسمع  مقولة  الاسلام  المعتدل  و المسلم  المعتدل  فهل حقا  يوجد  اسلام  ومسلمين  معتدلين ؟
اولا  علينا  ان  نعرف  ونفهم   من  اين  جاء  الاسلام  المعتدل  وما  هو مصدرة  ومن شرعة  فهل  يوجد  نوعين  من  الاسلام؟  المعتدل  وغير المعتدل؟ اي "تطرف  اسلامي".  اليس الاسلام  هو  القرأن  والاحاديث  والسنة؟ هل يوجد  قرأن  واحاديث  وسنة  ثانية   ونحن لا نعلم  بهما؟  هل الاسلام  نفسه ينقسم  الي  قسمين  ونوعين  معتدل  وغير معتدل؟

القسم الاول  او القسم  الثاني؟ 
وفي هذة  الحالة  يصبح  القرأن  قسمين  ,القسم  الاول  آيات  تدعو  للسلم والصلح  والقسم  الثاني   آيات تدعو للقتال  والتكفير وعلى المسلم  اختيار ما يريدة   وما يناسبة: القسم الاول  او القسم  الثاني.  ولكن  السؤال  هنا : هل يستيطع  اي  مسلم  فعل  هذا  ؟ وهل  يستطيع  ان يرفض الباقي ويرمية  بعيدآ…  أليس القرأن كلام  اللة  كما تقولون فكيف تريد يا مسلم  ان تختار من كلام اللة ما يحلو لك  وتضرب بالباقي عرض الحائط ؟

القرانلهذا  السبب   إما  ان يقبل المسلم  بالقرأن  كلة  وما  فية   وإما  ان يتركة جانبا فالدين  هو الدين  والاسلام  هو الاسلام  لا يوجد  فية   انتقاء  ابيض  واسود ,خيار وفقوس.
ان اي مسلم  ملزم  بقبول  القرأن  والاحاديث  والسنة  كما  هي  ولا يستطيع  رفض  احداهما  لانة بذلك   يكفر  ويخرج عن الاسلام   حسب  التعريف  الاسلامي  وحسب ما يقولة  الاسلام  والعلماء المسلمين  وبنفس الوقت  لا  يستطيع  وحتى لا يحق  لة  اختيار  ما  يريد من  الآيات الذي تناسب عقلة و وضعة .

هناك  بعض المسلمين الذين  ليس لديهم  الخليفة  الكاملة  عن  القرأن  وما يحتوية  من  آيات  ولا عن  الاحاديث  والسنة  وما تقول  وهؤلاء  يقال  لهم   المسلمين  بالهوية  فقط   يريدون  العيش  بسلام   ولا  يلجأؤن  للقرأن حتى  في حياتهم  اليومية   ولا يهتمون للدين بشكل عام  ولكن  لو  اراد  احدهم  اللجوء  للقرأن  وتطبيقة  حرفيآ  واتباع  السنة  النبوية  فسوف يصبح  مسلم  متطرف  وارهابي  من الدرجة  الاولى  والسبب في ذلك  هو الآيات القرأنية وما تنص علية  من معنى  وهذا غير الاحاديث  الصحيحة والتي  لا تقل خطورة  عن  ايات  القرأن  ولان علية  ايضا  القبول  بالقرأن  كاملآ  وبآياتة  مثلة مثل  اي مسلم  آخر متطرف.

"المسلم  المعتدل" وتجميل  صورة الاسلام
ومن هنا نرى  كذبة  كبيرة  اسمها  "الاسلام  المعتدل"  و "مسلم  معتدل"  الا  اذا كان  المسلم  المعتدل   هو نفسة   المسلم  بالهوية  فقط. إن من  اخترع  هذة  المقولة  انما  اخترعها   لتجميل  صورة الاسلام  من الخارج  وإعتقد  بانة  يستطيع  أن  يضحك  على العالم  مرة اخرى  بادعائة  البالي  وأنا  اقول هنا   إن كل من  يصدق  هذة  المقولة  إما  ان يكون   انسان ساذج  ومغيب  عقليأ  أو انسان  ليس  لة علاقة   بالاسلام  لا من قريب  ولا من  بعيد  وعلينا ايضا  ان لا ننسى  فضل  التكنولجيا  وخاصة  الانترنت  والذي جعل العالم  كلة  يعرف  ما  هو  الاسلام.

التدوينة كذبة إسمها "الإسلام المعتدل" والمسلم المعتدل ظهرت أولاً على اسرائيل بالعربية Israel in Arabic.

]]>
الصحفية بريجيت غابرييل: هناك 180 مليون مسلم يريدون تدمير الحضارة الغربية https://www.israelinarabic.com/%d9%85%d9%84%d9%8a%d9%88%d9%86-%d9%85%d8%b3%d9%84%d9%85-%d9%8a%d8%b1%d9%8a%d8%af%d9%88%d9%86-%d8%aa%d8%af%d9%85%d9%8a%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%ba%d8%b1%d8%a8/ https://www.israelinarabic.com/%d9%85%d9%84%d9%8a%d9%88%d9%86-%d9%85%d8%b3%d9%84%d9%85-%d9%8a%d8%b1%d9%8a%d8%af%d9%88%d9%86-%d8%aa%d8%af%d9%85%d9%8a%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%ba%d8%b1%d8%a8/#respond Sat, 03 Jan 2015 11:09:31 +0000 https://www.www.israelinarabic.com/?p=7966 في ندوة لمؤسسة “هيراتيج فوينداشن” حول هجمات عام 2012 في بنغازي بحضور الإعلامية اللبنانية – الأمريكية بريجيت غابرييل، قالت احدى الطالبات المسلمات في كلية الحقوق بالجامعة الأمريكية أنه ليس كل المسلمين إرهابيين فلماذا لا تتحدثون عن المسلمين المعتدلين أيضا؟ واليكم رد بريجيت غبريئيل علي السؤال المهم بالعربية فيما حقق مقطع الفيديو الأًصلي المنشورعلى موقع "يوتيوب" […]

التدوينة الصحفية بريجيت غابرييل: هناك 180 مليون مسلم يريدون تدمير الحضارة الغربية ظهرت أولاً على اسرائيل بالعربية Israel in Arabic.

]]>
بريجيت غابرييلفي ندوة لمؤسسة “هيراتيج فوينداشن” حول هجمات عام 2012 في بنغازي بحضور الإعلامية اللبنانية – الأمريكية بريجيت غابرييل، قالت احدى الطالبات المسلمات في كلية الحقوق بالجامعة الأمريكية أنه ليس كل المسلمين إرهابيين فلماذا لا تتحدثون عن المسلمين المعتدلين أيضا؟ واليكم رد بريجيت غبريئيل علي السؤال المهم بالعربية فيما حقق مقطع الفيديو الأًصلي المنشورعلى موقع "يوتيوب" باللغة الانجليزية ما يقرب من 2 مليون مشاهدة.

التدوينة الصحفية بريجيت غابرييل: هناك 180 مليون مسلم يريدون تدمير الحضارة الغربية ظهرت أولاً على اسرائيل بالعربية Israel in Arabic.

]]>
https://www.israelinarabic.com/%d9%85%d9%84%d9%8a%d9%88%d9%86-%d9%85%d8%b3%d9%84%d9%85-%d9%8a%d8%b1%d9%8a%d8%af%d9%88%d9%86-%d8%aa%d8%af%d9%85%d9%8a%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%ba%d8%b1%d8%a8/feed/ 0
«تفْسيرُ القُرْآنِ بِالقُرْآَنِ» لا نسخَ في القُرْآن – الجزء الثاني https://www.israelinarabic.com/%d9%84%d8%a7-%d9%86%d8%b3%d8%ae%d9%8e-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%82%d9%8f%d8%b1%d9%92%d8%a2%d9%86/ Wed, 17 Dec 2014 20:21:55 +0000 https://www.www.israelinarabic.com/?p=7805 يظهر من هذه «الآيات» أنَّ المراد من لفظ «آية» فيها «المعجزة»، وليست «الآية» من «القرآن» الكريم، وبالعودة إلى قوله تعالى: ﴿مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنّ اللّهَ عَلَىَ كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ «البقرة 106». والنَّظر في السِّياق الذي وردت فيه نجد أنَّ المراد منها «الآية» بمعنى «المعجزة»، يؤكِّدُ […]

التدوينة «تفْسيرُ القُرْآنِ بِالقُرْآَنِ» لا نسخَ في القُرْآن – الجزء الثاني ظهرت أولاً على اسرائيل بالعربية Israel in Arabic.

]]>
يظهر من هذه «الآيات» أنَّ المراد من لفظ «آية» فيها «المعجزة»، وليست «الآية» من «القرآن» الكريم، وبالعودة إلى قوله تعالى: ﴿مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنّ اللّهَ عَلَىَ كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ «البقرة 106». والنَّظر في السِّياق الذي وردت فيه نجد أنَّ المراد منها «الآية» بمعنى «المعجزة»، يؤكِّدُ ذلك ثلاثة أمور:

الأمرُ الأوَّل: الآية التي قبلها حيث جاء قوله تعالى: ﴿مّا يَوَدّ الّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزّلَ عَلَيْكُمْ مّنْ خَيْرٍ مّن رّبّكُمْ وَاللّهُ يَخْتَصّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَآءُ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾. البقرة: 105. و«الخير» هنا هو «القرآن» يؤكِّدُ ذلك ما يلي:

أولا: أنَّ «المعجزة» التي نزلت على «أمَّة» محمَّد r هي «القرآن»، واختصَّهم بها، وتحدَّاهم بها، وهي «الآية» التي ذكرها في قوله تعالى:{أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنّآ أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَىَ عَلَيْهِمْ إِنّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَىَ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ العنكبوت: 50. وفيها أيضًا ذكرٌ لـ«الرَّحمة».

القران

ثانيًا: أنَّ بعض «المفسِّرين» قد ذهب إلى أنَّ المراد بـ«الآية» هنا «القرآن»، وهو يدعم ما ذهبنا إليه؛ ومن ذهب إلى أنَّ المراد «نبوَّة» محمَّد r فهو يؤيِّد قولنا أيضًا؛ إذ إنَّ «النبوَّة» لم تكن لولا وجود ركنها وهو «القرآن» الكريم. وقد جمع «أبو حيَّان» معانيها في تفسيره فقال: «الخير: القرآن، أو الوحي، إذ يجمع القرآن وغيره، أو ما خصَّ به رسول الله r من التَّعظيم، أو الحكمة والظَّفر، أو النبوَّة والإسلام، أو العلم والفقه والحكمة، أو هنا عام في جميع أنواع الخير، فهم يودُّون انتفاء ذلك عن المؤمنين». وكلُّ هذه الأقوال مختصَّة ببراهين وأدلَّة صحَّة «نبوَّته» r.

ثالثًا: أنَّ الله سبحانه وتعالى قد وصف «القرآن» الكريم بـ«الآية» كما يدلُّ السِّياق في قوله تعالى: ﴿وَقَالُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مّن رّبّهِ قُلْ إِنّمَا الاَيَاتُ عِندَ اللّهِ وَإِنّمَآ أَنَاْ نَذِيرٌ مّبِينٌ * أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنّآ أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَىَ عَلَيْهِمْ إِنّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَىَ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ العنكبوت: 50 – 51.

وبما أنَّه ثبتَ أنَّ المراد بـ«الخير» هنا «القرآن» الذي هو «الآية» أي: المعجزة، أو ما يدلُّ على «نبوَّة» محمَّد r فقد جاءت الآية بعدها وهي قوله تعالى: ﴿مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنّ اللّهَ عَلَىَ كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ «البقرة 106». لتدلَّ على أنَّ من يأتي بـ«الخير» ويثبته، أو يمنعه، أو يؤجِّله هو الله سبحانه وتعالى، أي: «المعجزة».

الأمر الثَّاني: الآية التي بعدها حيث جاء قوله تعالى: {أمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ}. البقرة: 108. ولا يخفى على أحد أنَّهم ما سألوا «موسى» عليه السَّلام إلا «آيات» أي: معجزات كما سبقت الإشارة إليه.

الأمرُ الثَّالث: أنَّ «النِّسخ» هنا بمعنى «الإثبات» و«الكتابة» من: «نسختُ الكتاب»، وهو الأصل فيها، أي: نسخ الكتاب، من نسخة إلى أخرى، وليس «الحذف» و«الإزالة»، وهو ما ذهب إليه عدد من «المفسِّرين»، أي: نسخُ «القرآن» الكريم من «اللوح المحفوظ»، وبه قال «عطاء» و«سعيد بن المسيّب».

د. محمد عناد سليمان

ويؤكِّدُ هذا المعنى «آيات» أخرى قد ورد فيها «النَّسخ» بمعنى «الإثبات» كقوله تعالى: ﴿وَيَوْمَ تَقُومُ السّاَعةُ يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ * وَتَرَىَ كُلّ أُمّةٍ جَاثِيَةً كُلّ أمّةٍ تُدْعَىَ إِلَىَ كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ * هَـَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقّ إِنّ كُنّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ الجاثية: 27 – 29.

ولا شكَّ أنَّ «الكتاب» الذي ينطق عليهم بـ«الحقِّ» هو ما كانت «تنسخه» «الملائكة»: أي تكتبه وتثبته، كما قال تعالى: ﴿أَمْ يَحْسَبُونَ أَنّا لاَ نَسْمَعُ سِرّهُمْ وَنَجْوَاهُم بَلَىَ وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ﴾ الزخرف: 80.

بل إنَّ بعض «الأحاديث» الواردة في «صحيح البخاريّ» تشير وبوضوح إلى أنَّ «النَّسخ» بمعنى «الإثبات» وليس «الإلغاء»، من ذلك ما جاء فيه برقم /4984/ حيث جاء: «فَأَمَرَ عُثْمَانُ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ وَسَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ أَنْ يَنْسَخُوهَا فِي الْمَصَاحِفِ وَقَالَ لَهُمْ إِذَا اخْتَلَفْتُمْ أَنْتُمْ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ فِي عَرَبِيَّةٍ مِنْ عَرَبِيَّةِ الْقُرْآنِ فَاكْتُبُوهَا بِلِسَانِ قُرَيْشٍ فَإِنَّ الْقُرْآنَ أُنْزِلَ بِلِسَانِهِمْ فَفَعَلُوا»، ومعنى «أن ينسخوها»: أن يثبوتها ويكتبوها.

ونظيره ما أخرجه أيضًا برقم /4987/ حيث جاء: «أَنَّ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ قَدِمَ عَلَى عُثْمَانَ وَكَانَ يُغَازِي أَهْلَ الشَّأْمِ فِي فَتْحِ إِرْمِينِيَةَ وَأَذْرَبِيجَانَ مَعَ أَهْلِ الْعِرَاقِ فَأَفْزَعَ حُذَيْفَةَ اخْتِلَافُهُمْ فِي الْقِرَاءَةِ فَقَالَ حُذَيْفَةُ لِعُثْمَان:َ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَدْرِكْ هَذِهِ الْأُمَّةَ قَبْلَ أَنْ يَخْتَلِفُوا فِي الْكِتَابِ اخْتِلَافَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى. فَأَرْسَلَ عُثْمَانُ إِلَى حَفْصَةَ: أَنْ أَرْسِلِي إِلَيْنَا بِالصُّحُفِ نَنْسَخُهَا فِي الْمَصَاحِفِ ثُمَّ نَرُدُّهَا إِلَيْكِ». وظاهر أنَّ «ننسخها»: أي نثبتها ونكبتها ثم يردُّها إلى «حفصة» رضي الله عنها.

وبعدَ أن حاول العلماء أن يثبتوا وجود «النَّاسخ والمنسوخ» في «القرآن» الكريم اختلفوا في جوازه عقلا، ووقوعه شرعًا، وبماذا يُنسخ، وغير ذلك من أحكامه، ودلائل تلك الأحكام، وطوَّلوا كثيرًا، وهو جهد في غير محلِّه؛ لأنَّه بُني على أصل باطل، ووهْم درجوا عليه من دون دراية أو روَّية؛ لأنَّه كما ثبت أنَّ المراد بـ«النَّسخ» في «القرآن» هو «الإثبات» لا «الإلغاء»، وعجيب ممَّن ذهبوا إلى وقوع «النّسخ» بمعنى «الإلغاء» في القرآن الكريم والله تعالى يقول: ﴿الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمّ فُصّلَتْ مِن لّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ﴾ هود: 1. وفي موضع آخر يقول: ﴿وَاتْلُ مَآ أُوْحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبّكَ لاَ مُبَدّلَ لِكَلِمَاتِهِ﴾ «الكهف: 27.

وقد وقع «النَّسخ» بمعنى «الإلغاء» في «العصر العباسيّ» على يد «اليهوديّ» «أبي عيسى الأصفهانيّ»، حيث قال بوجود أحكام معطَّلة في «التَوراة»، وتبعته جماعة أُطلق عليهم اسم «العيسويَّة»، وقد دخل هذا الفكر إلى الدُّولة «العبَّاسيَّة»، وتلقَّفه العلماء المسلمون بشغف، مع وجود مَن يتربَّص بهذا «الدين» الكيد والخداع، ومثل هذا «النِّسخ» بمعنى «الإلغاء» ليس بجديد على «اليهود»، فقد أثبتَ «القرآن» الكريم وقوعه منهم، فقال تعالى: ﴿وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لاَ تَسْفِكُونَ دِمَآءِكُمْ وَلاَ تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مّن دِيَارِكُمْ ثُمّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ﴾ البقرة: 84. إلا أنَّهم نقضوا الميثاق، فقال تعالى: ﴿ثُمّ أَنْتُمْ هَـَؤُلآءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مّنْكُمْ مّن دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِن يَأتُوكُمْ أُسَارَىَ تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَآءُ مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدّونَ إِلَىَ أَشَدّ الّعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمّا
تَعْمَلُونَ﴾ البقرة: 85. وفي موضع آخر سمَّاه «تحريفًا» فقال تعالى: {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ}. المائدة: 12.

وبالجملة فقد بدأت حركة فكريَّة جديدة تقوم على ما يلي:

أولًا: تعطيل الأحكام الشَّرعيَّة بما لا تتناسب مع واقعها، بحجَّة أنَّها «منسوخة»، وهي أحكام كثيرة جدًّا، يمكن مراجعتها في كتب «الفقه» ليقف القارئ على التَّناقض الواضح، والتَّعارض الصَّريح لنصّ «القرآن» الكريم نفسه، بل إنَّهم جعلوا «الحديث» حَكَمًا على «القرآن» بحيث يمكن لـ«الحديث» أن يبطل «القرآن» على نحو ما فعلوا فيما نسبوه للنَّبيّ r: «لا وصية لوارث»، و«حدّ الرَّجم» وغيرها.

بل إنَّ بعضهم قد تعدَّى «الحديث» ليجعل من رأيه حَكَمًا على «القرآن» فإن وافقه لم يقل بـ«النَّسخ» فإن خالفه قال به، على نحو ما يذكره «الفخر الرَّازي» حيث قال: «المسألة الثانية: إن فسَّرنا الآية بأنَّها تدلُّ على تجويز التّوجّه إلى أيّ جهة أريد، فالآية منسوخة. وإن فسَّرناها بأنَّها تدلُّ على نسخ القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة فالآية ناسخة، وإن فسَّرناها بسائر الوجوه فهي لا ناسخة ولا منسوخة».

يظهر أنَّهم يجعلون «الآية» نفسها «ناسخةً» تارةً، و«منسوخة» تارة ثانيةً، ولا هذا ولا ذاك تارة ثالثة، وهو عبثٌ ما بعده عبث بـ«آيات» الله سبحانه وتعالى.

ثانيًا: وضْع أحاديث كثيرة ونسبتها زورًا وبهتانًا إلى النَّبيّ r لتثبيت الأحكام الجديدة مكان المعطَّلة، إضافة إلى عدم تمكُّنهم من تغيير نصِّ «القرآن» الكريم المتكفَّل بحفظه، فكانت «الأحاديث» مادَّة خصبة يستخدمونها كيفما شاؤوا، ولم يكن «التَّأويل»، و«التَّفسير» إلا رافدًا لهذه «الأحاديث» ومؤِّيدًا لها.

ثالثًا: عدم اتّفاقهم على «الآيات» النَّاسخة، و«الآيات» المنسوخة، فقد تكون عند بعضهم «ناسخة»، وقد لا تكون عند بعضهم الآخر كذلك، على نحو ما ذكره «الفخر الرَّازي» حيث قال: «المسألة الأولى: قال بعضهم هذه الآية منسوخة، وذلك لما يروى عن ابن عباس رضي الله عنهما أنَّه قال: لما نزلت هذه الآية شقَّ ذلك على المسلمين؛ لأنَّ حقّ تقاته: أن يطاع فلا يعصى طرفة عين، وأن يشكر فلا يكفر، وأن يذكر فلا ينسى، والعباد لا طاقة لهم بذلك، فأنزل الله تعالى بعد هذه {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} ونسخت هذه الآية أوَّلها، ولم ينسخ آخرها وهو قوله {وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}، وزعم جمهور المحققين أنَّ القول بهذا النَّسخ باطل واحتجُّوا عليه من وجوه». وفي موضع آخر قال: «ومن الجهَّال من قال: صارت هذه الآية منسوخة بتلك، وهو بعيد؛ لأنَّ هذه الآية في المنع من الظُّلم، وهذا لا يصير منسوخًا». وفي موضع ثالث يقول: «واختلفوا في أنَّها هل نسخت أم لا ؟ فذهب السّواد الأعظم من الأمّة إلى أنّها صارت منسوخة، وقال السَّواد منهم: إنَّها بقيت مباحة كما كانت»، ونظيره ما ذكره «القرطبيُّ» في مواضع مختلفة في تفسيره منها قوله: «تعالى: ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه. الآية. للعلماء في هذه الآية قولان: أحدهما: أنَّها منسوخة، والثَّاني: أنَّها محكمة».

ولو أردنا تتبَّع مواضع الاختلاف في ذلك لما كفانا مجلَّدٌ أو اثنين، ويكفي هذا العلم ضعْفًا وسقوطًا كثرة اختلافاتهم فيه، وهو من عند أنفسهم، أمَّا كلام الله فهو القائل فيه { وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا} النّساء: 82.

لذلك أرى أنَّ «النَّاسخ» و«المنسوخ» مسألة يجبُ هدمُها من أساسها؛ لأنَّها لم تبنَ على أصل شرعيّ صحيح؛ بل هي دخيلة على الفكر العربيّ في عصر متأخِّر، حاول العابثون إخضاع «القرآن» الكريم لها، ليعطِّلوا من «أحكام» و«حدود» الله ما لا يناسب واقعهم وأهواءهم، ويثبتون من خلالها أوهامًا، أصبحت مع طول الفترة الزَّمنيَّة شرعًا حلَّ محلَّ «الشَّرع القرآنيّ» نفسه، فضلُّوا وأضلُّوا.

التدوينة «تفْسيرُ القُرْآنِ بِالقُرْآَنِ» لا نسخَ في القُرْآن – الجزء الثاني ظهرت أولاً على اسرائيل بالعربية Israel in Arabic.

]]>
متى كانت القواعد الموضوعة تردُّ القراءة القرآنيَّة ومتى كان الإجماع ينسخُ القرآن؟! https://www.israelinarabic.com/%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%a1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%b1%d8%a2%d9%86%d9%8a%d9%91%d9%8e%d8%a9/ https://www.israelinarabic.com/%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%a1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%b1%d8%a2%d9%86%d9%8a%d9%91%d9%8e%d8%a9/#respond Tue, 09 Dec 2014 10:06:18 +0000 https://www.www.israelinarabic.com/?p=7630 أقلام القراء / د. محمد عناد سليمان ان المقالات المدونة في هذه الخانة تعبر عن اراء اصحابها, ولا تلزم الموقع بمحتواها  ((ذهب بعضهم إلى وصف قراءة الأعرج وزيد بن عليّ والأعمش وخارجة عن نافع وابن عامر قوله تعالى: وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلاً مَا تَشْكُرُونَ )، بهمز «معائش» بالغلط، أو الرَّداءة، أو […]

التدوينة متى كانت القواعد الموضوعة تردُّ القراءة القرآنيَّة ومتى كان الإجماع ينسخُ القرآن؟! ظهرت أولاً على اسرائيل بالعربية Israel in Arabic.

]]>
أقلام القراء / د. محمد عناد سليمان


ان المقالات المدونة في هذه الخانة تعبر عن اراء اصحابها, ولا تلزم الموقع بمحتواها 

((ذهب بعضهم إلى وصف قراءة الأعرج وزيد بن عليّ والأعمش وخارجة عن نافع وابن عامر قوله تعالى: وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلاً مَا تَشْكُرُونَ )، بهمز «معائش» بالغلط، أو الرَّداءة، أو الضّعف، أو الخطأ.

وقال الزّجاج: «جميع نحاة البصرة تزعم أنَّ همزها خطأ، ولا أعرف لها وجهًا، إلا أنَّ لفظ هذه الياء التي من نفس الكلمة أُسكن في «معيشة» فصار على لفظ «صحيفة» فحمل الجمع على ذلك»، «ولا ينبغي التَّعويل على هذه القراءة». وقال المازني: «فأمَّا قراءة من قرأ من أهل المدينة «معايش» بالهمز فهي خطأ، فلا يُلتفت إليها، وإنَّما أُخذت عن نافع بن أبي نعيم، ولم يكن يدري ما العربيَّة، وله أحرف يقرؤها لحنًا نحوًا من هذا».

فالمازنيّ يرفض القراءة لمجرَّد أنَّها خالفت القياس، ولا يعتدّ بها، وإن كان قارئها قارئ مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم نافع ؛ بل إنَّه يُشير إلى أنَّ كثيرًا من قراءة هذا الرَّجل الإمام العدل الثِّقة هي لحن يجب ردُّها، ولو انَّ دارسًا يتتبَّع هذه المواضع فيظهرها حقَّ الإظهار.

وقد قال الفرَّاء: «وربَّما همزت العرب هذا وشبهه يتوهّمون أنَّها «فعيلة» لشبهها بوزنها في اللَّفظ وعدَّة الحروف فيشبّهون «مفعلة» بـ«فعيلة».

القران

وقال الطَّبري: « وربَّما همزت العرب جمع «مَفْعَلَة» في ذوات الياء والواو وإن كان الفصيح من كلامها ترك الهمز فيها، إذا جاءت على «مفاعل» تشبيهًا منهم جمعها بجمع «فعيلة»، كما تشبه «مَفْعلاً» بـ«فَعِيل».

فهذا نقل من الفرّاء والطَّبري «عن العرب أنَّهم ربَّما يهمزون هذا وشبهه»، ومنه قول الشَّاعر: [الطويل]
مَزَائِدُ خَرْقَاءِ الْيَدَيْنِ مُسِيفَةٍ
أَخَبَّ بِهِنَّ الـمُخْـلِفانِ وأَحْفَدَا

«وجاء به نقل القراءة الثِّقات ابن عامر وهو عربيّ صرَّاح، وقد أخذ القرآن عن عثمان قبل ظهور اللَّحن، والأعرج وهو من كبار قرّاء التَّابعين، وزيد بن عليّ وهو من الفصاحة والعلم بالمكان الذي قلّ أن يدانيه في ذلك أحد، والأعمش وهو من الضَّبط والإتقان والحفظ والثِّقة بمكان، ونافع وهو قد قرأ على سبعين من التَّابعين، وهم من الفصاحة والضَّبط والثِّقة بالمحلّ الذي لا يُجهل، فوجب قبول ما نقلوه إلينا ولا مبالاة بمخالفة نحاة البصرة في مثل هذا. وأمَّا قول المازنيّ: «أصل أخذ هذه القراءة عن نافع» فليس بصحيح؛ لأنَّها نُقلت عن ابن عامر وعن الأعرج وزيد بن عليّ والأعمش. وأمَّا قوله: «إنّ نافعاً لم يكن يدري ما العربيَّة» فشهادة على النَّفي، ولو فرضنا أنَّه لا يدري ما العربيَّة وهي هذه الصِّناعة التي يتوصَّل بها إلى التكلُّم بلسان العرب فهو لا يلزمه ذلك، إذ هو فصيح متكلِّم بالعربيَّة، ناقل للقراءة عن العرب الفصحاء، وكثير من هؤلاء النُّحاة يسيئون الظَّنَّ بالقرّاء ولا يجوز لهم».

بل إنَّهم لَمَّا وجدوها خالفت القياس المعمول به، والكثير المطَّرِد في كلامهم، وصفوها بذلك، وأمرهم هذا لا يقلُّ عمَّا فعله سيبويه حين وصف قراءة من جمع بين الهمزتين بأنَّه رديء. وهذا غير مقبول منهم، وما ينبغي لهم أن يصفوها بذلك؛ بل الواجب أن تُقبل القراءة على شذوذها، وألا تُوصف بما أطلقوه عليها؛ «لأنَّ القراءة سنَّة متَّبعة، يلزم قبولها والمصير إليها»، ولا يجوز ردُّها، سواء أكانت شاذَّة أم مقيسة.

د. محمد عناد سليمان
د. محمد عناد سليمان

وما ذكروه من وصف لهذه القراءات إنَّما هي جسارة منهم، لا تليق بحالهم، ولا بطهارة لسانهم، لأنَّهم قد عمدوا إلى قراءة متواترة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ بها سلف الأمَّة، واتصلت بأكابر قرَّاء الصَّحابة الذين تلقوا القرآن من في رسول الله صلى الله عليه وسلم عمدوا إليها فوصفوها بمثل هذه الأوصاف، لا لشيء إلا لأنَّها خالفت القياس المعمول به. ومتى كانت القواعد الموضوعة تردُّ القراءة؟ أو تقلِّلُ من شأنها وتصفها بمثل ذلك؟ فالقراءة إن ثبتت فلا «يردُّها قياس عربيَّة، ولا فشوُّ لغة».

وإنَّما ذكرت هذا وأطلت فيه؛ لئلا يطَّلع غُمْرٌ من النَّاس على كلام المبرد وابن جنِّي وابن يعيش وابن الحاجب وغيرهم في هذه القراءة فيسيء ظنًّا بها وبقارئها، فيقارب أن يقع في الكفر بالطَّعن في ذلك، أمَّا سيبويه فحسبه أنَّه أغفل القراءة؛ لئلا تتعارض وآراءه، وهذه سمته في كثير من المواضع.

التدوينة متى كانت القواعد الموضوعة تردُّ القراءة القرآنيَّة ومتى كان الإجماع ينسخُ القرآن؟! ظهرت أولاً على اسرائيل بالعربية Israel in Arabic.

]]>
https://www.israelinarabic.com/%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%a1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%b1%d8%a2%d9%86%d9%8a%d9%91%d9%8e%d8%a9/feed/ 0