أقلام القراء / الجزاء الثاني من مقال الكاتب المغربي حمدي عبد الهادي أورشليم …لا تموت أبدا
اضغط هنا لقراءة الجزاء الأول 

هل يجرأ العربي المسلم على نقد كتابه الديني ، كلا ، مازال السيف خليفة الله المقدس والشرعي والمعبود في التراث، لم يجرأ هذا العربي على رفع رأسه إلى الأعلى ، ليتساءل ، أو يحتج أو يتمرد ذودا عن إنسانيته السجينة والمنفية ، بل خر مرتعبا ساجدا سابحا خاضعا مستسلما منهزما لسلطة السيف، أذبح إنسان أوهن من حمل قلم أحمر ! ، أذبح إنسان أوهن من طرح سؤال بريء عن الوجود !.

حمدي  عبد الهادي
الكاتب حمدي عبد الهادي

 

الله، هذه اللعنة الأعرابية تجاه الإنسان ، حضارته ، تاريخه ، أمجاده ، وجوده ، لعنة ما فتئت تمجد بالشفاه والجباه وبالخراب و السلب والنهب وقطع الرؤوس وفتاوى التكفير و اغتصاب النساء واستعبادهن ، لعنة سوداء مكسوة برداء القداسة الفارغة وقاية لها من اغتيالات العقل والضمير الإنساني .
إن وضع فكرة اله الإسلام تحت مجهر الانتقاد ، سلخها جلدها وتشريح جرائمها وفضح سموم خرافاتها ، خطوة شجاعة ونبيلة للإنسان العربي قيمة وقيما وعدالة .
أورشليم ، تحررت من أغلال بني يعرب ، ثم رقصت عارية الجسد ، عانقت عاشقا قديما ضمد نزيف جراحها بقبلة صادقة ، ضمته إلى حضنها الدافئ ، ثم رقدت في سلام .
أورشليم ، لا تموت أبدا .. هكذا قال الفارس .

الفارس فيلسوف قرأ سيرة الأرض، و تحسس نبضات قلبها الترابي بكلتا يديه، ثم أدرك أنه ليس وحيدا هنا ، الفارس شاعر فتش عن حبه الضائع في تجاعيدها الساحرة قبل أن يجن ، الفارس من يحترم الإنسان والأرض معا .
أورشليم ، لا تموت أبدا..

هل نزل اله العرب إلى أرض أورشليم من السماء ؟ ، كان مجرد فكرة مختبئة في إحدى كهوف العرب ، حملها تاجر إلى الناس بالسيف والقتل والرعب ، وارتوت غزواتها بالدماء والإرهاب ، أي اله هذا الذي يحمل سيفا ويقتل ويسبي ويسرق ويحرق ويستعبد ، أي كائن متوحش سفاح أنت يا اله العرب .
كانت لك المعركة ،لكن أورشليم ظفرت بالحرب.

* (أورشليم: اسم العاصمة الاسرائيلية التاريخية “يروشلايم” في اللغات الأجنبية, ما يسمى بلغة الاستعمار العربي “القدس” )

כתיבת תגובה

האימייל לא יוצג באתר. שדות החובה מסומנים *