أقلام القراء / الأديب العراقي المحامي علاء الصائغ / الولايات المتحدة

إسرائيل بعيون خضراء
مقال في قصة

أسكن وأسرتي الكبيرة في ذلك القصر المترامي الأبعاد ، كنا نملك كل شيئ لكننا نفتقد أشياءً أخرى سلبتها منا قوانين الآباء والأجداد ، الكلام بحرية ، طرح الرأي المخالف لنهج الأسرة ، وربما أشياء أخرى كالكرامة ،
أنا وأسرتي تجمعنا دائما موائد الطعام ، وتفرقنا الحدود والأحلام ، لم يكن من الصعب عليّ زيارة أخوتي في غرفهم ، ولكن كان من المستحل أن يسمح لي بدخول تلك الغرفة المطلة على حدائق القصر ،
كان أبي يحذرني ويشير لي بعصاه إن أنا فكرة حتى بالإقتراب منها ،
تولدت فيّ رغبة المجازفة لكن الخوف من العواقب كان هو المنتصر في كل مرة ، إلا تلك المرة التي رأيت فيها أخوتي يفتحون باب تلك الغرفة ويلقون الحجارة داخلها ويلون بالفرار ،
عندها قررت قرارا لا رجعة فيه ، إمّا أن يصارحني أبي بما في تلك الغرفة وإما أن أدخلها خلسة ،
نعم لقد كبرت ومن المناسب أن أفعل مثل ما يفعله أخوتي ،
لماذا لا ألقي الحجارة في الغرفة ألست واحدا من هذه الأسرة ؟ – قلت لأبي ،
قال يا بني أخشى عليك أن تنخدع بما فيها من مناظر فيختطفون آفاقك ،
قلت ومن هم أولئك ؟
قال إنهم أناس حلوا غاصبين ولم نستطع من إخراجهم لحد الآن ،
قلت إذا دعني أعينكم على إخراجهم إن لي بأسا شديدا ،
وما إن وافق أبي إخترت أكبر حجارة وأنتظرت قدوم إخوتي عند عتبة تلك الغرفة ،
كان أخوتي يتشاجرون كثيرا حتى بمن يرمي الحجارة أولا ،
ولأنني أصغرهم وآخر الملتحقين بهم كان عليّ أن ألقي الحجارة بعدهم جميعا ،
ما زلت أذكر كيف يصرخ بي الإقدام حتى أوشكت على الإعتقاد إن الحجر سيلتهب نارا في يدي ،
تقدم أحد أخوتي لفتح الباب وما إن ألقى حجره ولى بالفرار ،
لم أنتبه للأدوار بعدها لقد شدني منظر الفتية الذين كانوا داخل الغرفة ، لقد كانوا يرفعون الحجارات التي نلقيها ليزرعوا بدلها نبتة خضراء ،
يا إلهي من هؤلاء ؟
أجابتني تلك الفتاة التي تضع نجمة داوود على صدرها ، نحن من أبناء عمومتك كنا هنا قبل أن تعرفوا حتى مكان هذا القصر ،
تهشم الحجر في كفي خجلا وأدركت إن هناك أشياءَ أخرى نفتقدها أهم من كل ما نمتلكه ، إنها تتمثل بالطرق الإنسانية في الحوار .

כתיבת תגובה

האימייל לא יוצג באתר. שדות החובה מסומנים *