أقلام القراء / راكان عبدالباسط الجُــبَيحي / كاتب صحفي – يمني

استراتيجية السعودية اتجاه مستقبل اليمن والخليج !
تتعدد الرؤى ، وتتنوع ادبيات تصور المشهد ، وتختلف وجهات النظر لدى المقاومة الشعبية وقوات التحالف والسعودية على وجه الخصوص.. كلاً على حسب معطياته الأولوية ، ودلالاته الواضحة ، وطبيعته الأمنية ، وعمق تفكيره الاستراتيجي اتجاه مستقبل اليمن والمنطقة عموما ً.

راكان عبدالباسط الجُــبيحي
راكان عبدالباسط الجُــبيحي

ترى السعودية من منظورها الاستراتيجي.. ان دعم المقاومة الشعبية على الأرض من جانب عسكري ثقيل ومتعدد سيشكل تهديد في المستقبل ، وردة فعل غير مُرضية للجميع .. وسيحمل سلبيات متفاقمة في ما بعد انتهاء الحرب في اليمن.. وهو وارد بالفعل. وللسعودية تداعياتها الامنية والاستراتيجية في المستقبل .
لا يعني ذلك ان قوات التحالف والسعودية خصوصاً تتجاهل او تغض الطرف عن احتياجات ومتطلبات المقاومة الشعبية والجيش الوطني في سبيل تحرير البلاد من مليشيا الحوثي وصالح.. من دعم مالي ولوجستي وعسكري بنسبة ضئيلة ، واسناد جوي عبر غارات تشنها قوات التحالف.. على مواقع وتجمعات لمليشيا الحوثي وصالح.. لكي تخفف من متاعب المقاومة ، وتقلل من مخاطرها في حال تم التقدم والحسم الحتمي الذي لاح في الأفق.

قادة المقاومة في البلاد وخاصة تعز تتفهم ردة فعل السعودية من تلك المحاور ، وترددهم في تقديم الدعم العسكري المطلوب الذي يعمل على حسم المعركة بأقرب وقت وبأقل تكلفة.. مع ارتياحها لبعض تلك المفاهيم ، وفضلها الملحوظ في تلبية التحالف لمطالبها في قصف مواقع مهمة للمليشيا.. تعمل على تسهيل مهمة المقاومة في خطواتها ، وتقدمها في اكثر من موقع.

أمر حسم المعركة على مستوى مدينة تعز يعتبر تحت راية المقاومة،، وهي من ستحدد موعد النصر.. وبحسب المعطيات الأولية التي تشير الى وجود تقدم ، وسيطرة شبه كاملة لمصلحة المقاومة الشعبية.. وتكبد مليشيا الحوثي وصالح لخسائر فادحة.. إلا انها أخرت أمر الحسم. لدافع ذا طابع امني واستراتيجي.. ويتم العمل والترتيب على صياغة رؤية سياسية لما بعد الحسم.. بحيث لا يكون هناك أي تداخل مزدوج ، او شروخ على حائط المدينة او تخلخل في الأمن.. حتى لا تتكرر الاعمال التي حدثت في المدينة قبيل 2011 .
المقاومة الشعبية على الأرض تخوض معارك شرسة ضد مليشيا الحوثي وصالح في بعض مدن البلاد وخاصة تعز.. يعقبها انتصارات. وتقدم في بعض الجبهات.. وسط استنزاف كبير لمقومات المعركة ، وافتقاد لاساسيات الحسم العسكري.. والسعودية تدرك ذلك جيداً.. وتقدم الدعم اللازم الذي يخدم مصالح الجميع.. إلا انها تعطي أولوياتها باتجاه المراحل القادمة.. وتنصب ثقل انظارها نحو اعتاب المستقبل.. وما سيحمله من تداعيات عكسية في هذا الشأن الذي خصب بالخريف اليمني.

لا شك ان السعودية ادركت حتماً انها امام مراحل متعددة مصيرية في مستقبل احداث اليمن.. وأخذت كل شيء بعين الاعتبار ، ودرست الوضع جيداً. وعليها ان تكرس دورها في لملمة الوضع ، وتركز دعمها لصالح المقاومة في تعز وغيرها. ولو بنسبة ضئيلة.. وتفتح آفاق جديدة للمراحل القادمة لما ستحمله من تطورات مفصلية في المشهد الراهن.

على قوات التحالف والسعودية بوجهاً خاص ان تُقيم العمل الذي تقوم به المقاومة بتعز في ظل افتقار لأساسيات الحرب. مع استشعارهم الكبير لما تنظر إليه دول الخليج اتجاه مطالبهم العسكرية الكبيرة. ولما قد يترتب على ذلك من انعكاسات سلبية في المستقبل.

ولكي يكون هناك ضمانات مستقبلية تصب في صالح الجميع.. يقع على عاتق السعودية بكونها الداعم السابق والحاضر والمستقبل لليمن.. ان تضع خطوات متوازنة ، وتدرس خيارات استراتيجية جوهرية لما بعد الحسم.. وتعمل على إزالة تحديات الحياة المعيشية ، وتسد ثغرات الصراع والحروب العبثية الطائفية التي كانت سبباً في تدمير البلاد ، وتطبيع الأمن والاستقرار ، وإعادة ترتيب الأوراق السياسية والاقتصادية والعسكرية بالشكل الذي يلبي تطلعات الشعب.. الشعب الذي كان مقدر له العيش في جو مملوء بالعنف والصراع والاضطربات المتنوعة طيلة السنوات الماضية.. فهل سيكتب له العيش بأمن وسلام واستقرار دائم.. ويعوض عن سنوات الغليان.. ام سيعاود الالتحاق بالركب. والعودة الى ما وراء البؤس ، والشقاء ، والاحتقان ؟!!

כתיבת תגובה

האימייל לא יוצג באתר. שדות החובה מסומנים *