يوسف السفياني / المغرب

أكثر ما هو بلد سلم وأمان ، واستقرار سياسي ، أكثر ما هو بلد صد وردع لكل من خولت له نفسه مس أرضه أو مواطنيه بخطر إرهابي ، أو اعتداء إجرامي . من هذا المنطلق المبدئي في علاقة الدولة المغربية بمواطنيها ، وهي علاقة تصفها المصادر المطلعة ، بالتي يشدها رباط إمارة المؤمنين التي تقدس العاهل المغربي الملك محمد السادس ، وتضعه في مكانة دينية سامية تحمي معتنقي كل الأديان في بلاده .. استنفرت المملكة المغربية قواتها المسلحة لمواجهة تهديدات إرهابية لـ " داعش" اتجاه أراضيها الآمنة ، تلك التهديدات التي زادت مع قيام ما يسمى بـ " الدولة لإسلامية في العراق وبلاد الشام " ، أي حينما كان التنظيم الإرهابي يزحف نحو بغداد لاستكمال سيطرته على العراق .

واحترازا وترقبا لأي غدر إرهابي محتمل على الوطن المغربي ، توالت تحذيرات سلطات البلاد من خطر" داعش " ، إذ نبه محمد حصاد ، وزير الداخلية المغربي ، أمام اجتماع سابق للمجلس الحكومي ، واستنادا إلى معلومات وصفت ب " استخباراتية " ، إلى أن المغرب لم يعد بمنأى عن خطر الإرهاب ، بل وصف هذا الخطر بأنه جدي .

ومع بداية الأسبوع الماضي ، لاحظ الرأي العام المغربي وجود معدات عسكرية ثقيلة ، وبطاريات دفاعية ، ومنصة لإطلاق صواريخ أرض جو ، قرب شاطئ الدار البيضاء ، العاصمة الاقتصادية للمملكة . وتطرقت الصحف المغربية الصادرة نهاية الأسبوع لهذا الخبر ، وكتبت جريدة " الصباح " على صدر صفحتها الأولى أن " أولى استعدادات المغرب لامتحان النسخة المغاربية من هجمات 11 سبتمبر، بدأت تظهر وذلك على إثر تحذيرات استخباراتية أمريكية من إمكانية استهداف تنظيمي القاعدة في المغرب الإسلامي وأنصار الشريعة لأكبر المدن المغاربية ، كاشفة بدء عملية تلغيم طائرات ليبية بالمتفجرات ، من أجل هجمات جوية تستهدف منشآت حيوية في دول شمال إفريقيا ، وذلك في سيناريو شبيه بهجمات 11 سبتمبر 2001 بنيويورك وواشنطن ".

تأهب-ويقظة-القوات-المسلحة-الملكية.

أما يومية " المساء " فكتبت أن " الأمر يتعلق برفع حالة اليقظة لمراقبة المجال الجوي المغربي بعد تحذيرات غربية ، مشيرة إلى تواتر تقارير تحذر من إمكانية استعمال الطائرات التي تمت السيطرة عليها بمطار طرابلس من أجل ضرب أهداف حيوية بدول شمال إفريقيا ".

ومثل المساء كتبت صحيفة " أخبار اليوم المغربية " أن " الجرف المطل على الساحل الأطلسي بمدينة الدار البيضاء عرف حركة غير عادية لقوات البحرية الملكية ، مجهزة بمنصات إطلاق الصواريخ المضادة للطائرات ومدافع وأسلحة أوتوماتكية متنوعة ، وتحديدا عند المنطقة المعروفة بالعنق " .

بينما كتبت جريدة " الاتحاد الاشتراكي " ، لسان حزب الاتحاد الاشتراكي المعارض لحكومة عبد الإله بن كيران " الإسلامية " ، على صفحتها الأولى ، مقالا مرفوقا بصورة للمعدات التي وضعت على الساحل البيضاوي ، وقالت إن القوات المسلحة الملكية نشرت العديد من المدرعات ، ومنصات للصواريخ مضادة للطائرات ، بمدينة المحمدية وبشاطئ العنق ".

أما صحيفة " الأحداث المغربية " فأعطت الكلمة لمصطفى الخلفي ، وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة ، والذي لم يعلق على الموضوع بدعوى عدم صدور بلاغ حول الموضوع من القيادة العليا المسلحة الملكية بالرباط ، كما عرضت الجريدة تصريحا تليفزيونيا لمسؤول أمني جاء فيه أن هناك مغاربة تدربوا في الخارج على قيادة الطائرات ، ما يشكل تهديدا محتملا ".//.

כתיבת תגובה

האימייל לא יוצג באתר. שדות החובה מסומנים *