موقع اسرائيل بالعربية / أقلام القراء / بقلم: كوردي حر

عندما بدات الثورات العربية في تونس ومن ثم انتشرت عبر البلاد التي استولى عليها العرب بعد التوسع العربي المتستر برداء الدين الإسلامي . هلل لها الكثير وصفق لها الأكثر ممن ضاقوا ذرعا بالاستبداد والطغيان للحكومات التي تحكم تلك البلاد منذ نصف قرن .

الا انهم لم يكونوا يتصورون ان هناك وحش دموي يتربص اللحظة المناسبة لينقض على هذه الظاهرة الغريبة عن المجتمعات العربية التي يغلب عليها العقلية القبلية والعائلية اكثر ما يغلب عليها الانتماء الوطني. ان هذا الشيطان الصامت حينها المتربص كان جماعة الإخوان المجرمين الذين ما ان بانت عليهم بشائر التغيير حتى كشفوا عن انفسهم في تونس وليبيا ومصر وسوريا. لذلك عملوا جاهدين لتحقيق الفقرة الأولى من برنامجهم .

لكن سارت الرياح بما لم تشتهي السفن . قكانت الرياح المضادة اقوى من تياراتهم ففشلوا في مصر وتناوشوا وما زالوا في ليبيا وحاولوا جاهدين خلق المناخ المناسب لاجرام النظام السوري لتحقيق الكثير من المكاسب . وعندما لم يكن ما يريدون عملوا على استجلاب عناصر مروضة في غالبيتها في سجون النظام العربي الرسمي وخلقوا داعش والنصرة والكتائب المنضوية تحت رايات الحقد الاسود. الا انه انقلب السحر على الساحر فلم يعد بإمكانهم السيطرة على الخطوات للوصول للفقرة الثانية لبرنامجهم الا وهو التمهيد ان الشريعة هو اساس الحكم والملك. فكبر سرطان داعش وبات من المؤكد ان العالم لم يعد بمقدوره ان ينام هنيئا والاقليات المسيحية والاثنية والكورد في العراق يتعرضون لهجمات داعش البربرية .

كما ان الفوضى التدميرية التي لفت بها حماس نفسها في حربها المحسومة النتائح لصالح اسرائيل كل ذلك يجبر الاخوان للدخول لقمقمه ثانية وسباته منتظرة الفرصة التالية والتقاعس الدولي ولا سيما الغربي – الامريكي لتنتفض من جديد وهذه المرة من عقر دار الغرب وامريكا فلقد كانت حملة اردوغان في اوروبا خير دليل عندما نرى لافتة تقول " نحن جنودك ههنا ننتزر اشارة ساعة الصفر " فالى اي درجة سينهي الغرب وامريكا على هذا الوحش وتجعل سباته ابديا ؟ والى اي مدى سيجعل هذا العالم المتحضر السحر الاسود مقلوبا على السحرة الاخوان ربما الايام وابشهور القادنة ستكون لها كلمة الفصل .