أقلام القراء / مجدي خليل

ان المقالات المدونة في هذه الخانة تعبر عن اراء اصحابها, ولا تلزم الموقع بمحتواها

يخطئ من يظن أن الخلاف القطرى السعودى هو على محاربة التطرف أو محاربة الإرهاب أو على المبادئ أو على الموقف من مصر،أو خلاف حول طبيعة الاخوان المسلمين أو على الحدود بين البلدين. كل هذه الأمور هى خارج الحسابات السعودية،فكلا من قطر والسعودية تعتنقان إيدولوجية الوهابية،بل أن قطر تمثل الجناح الأكثر محافظة فيما يتعلق بالوهابية منذ تبنى قطر للوهابية فى أواخر القرن التاسع عشر. كما أنه لا يوجد خلاف أخوانى سعودى على المبادئ ولا على الأيدولوجية،فحسن البنا سمى تنظيمه تيمنا بتنظيم الاخوان الوهابيين المتوحش الذى قتل أكثر من 400 الف عربى بطريقة همجية ليس لها نظير، وتم ترويضه حتى أنتهى مصيره بعد جرائمه الكثيرة إلى أن أصبح الحرس الوطنى السعودى الحالى،كما أن الوهابية احتضنت الاخوان المسلمين،وتشاركا فى إحياء الموجة الثالثة من الوهابية التى بدأت فى خمسينات حتى سبعينات القرن العشرين، وكون كليهما جناحى رابطة العالم الإسلامى والمؤسسات المنبثقة عنها مثل هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية،والندوة العالمية للشباب الإسلامى،ومؤسسة الحرمين، حيث كانت هذه المنظمات أدوات نشر التطرف والإرهاب والوهبنة والأخونة حول العالم كله،وهى المتورطة فى صنع ما يسمى بظاهرة الإرهاب الدولى المعاصر،بل أن الوهبنة والاخونة صنعوا هجينا إرهابيا جديدا يعتبر الأخطر ايدولوجيا فى تاريخ الإسلام المحارب كله،وكان من نتائجه شخصيات مثل بن باز ومحمد وسيد قطب وعبد الله عزام وأسامة بن لادن وأيمن الظواهرى ومحمد الغزالى ويوسف القرضاوى.بل أن الشراكة الوهابية الأخوانية أمتدت إلى المدارس والجامعات التى أسستها السعودية خصيصا لهذا الغرض،مثل جامعات المدينة المنورة وجامعة الملك عبد العزيز فى جدة،والمدارس والجامعات الإسلامية فى باكستان،حيث تقاسم الاخوان والوهابيين أعضاء هيئة التدريس فيها،وتشاركا كليهما فى تأسيس عشرات المنظمات الإسلامية فى أوروبا وأمريكا. معنى هذا بوضوح أن الوهبنة والاخونة يمثلان جناحى الإرهاب الإسلامى الدولى المعاصر،وكل المنظمات الإرهابية حول العالم هى نتاج فكرى ومالى لهذا التحالف الشرير.
على ماذا يدور الخلاف إذن؟.
فى تقديرى أن الخلاف يدور حول من يمسك بمفاتيح الإرهاب الإسلامى عالميا،فالسعودية منذ التحالف الاخوانى الوهابى الذى اطلق الاخوان عليه " الصحوة الإسلامية"،هى التى تحتكر وتقود وتمسك بمفاتيح هذا الإرهاب الدولى وتسخره لخدمة المملكة سياسيا ولخدمة الوهبنة عالميا،فى ظل حماية عالمية ، أسبغها الغرب وخاصة أمريكا على هذه الدولة نتيجة لتفجر البترول بغزارة فيها،وفجأة تتغير المعادلة وتدخل قطر شريكا عالميا فى رعاية الإرهاب الإسلامى وقيادته ساحبة ملفات كثيرة من أيدى السعودية،وقد بدأت قطر اللعبة بسحب الحماية الأمريكية إلى الدويلة الصغيرة بتبنى أقامة أكبر قاعدة أمريكية فيها،ثم بسحب الاخوان من السعودية إلى قطر ،ثم باستثمار جزء كبير من فوائض تصدير الغاز الهائلة وتحويلها إلى ملف دعم الإرهاب الإسلامى عالميا،ثم بتأسيس الجزيرة كمنبر للدور القطرى الجديد،ثم بالسيطرة على الملف الفلسطينى عبر دعم حماس الاخوانية.. ولم تكتفى قطر بتأميم تنظيم الاخوان المسلمين الدولى لصالحها،بل قفزت على رابطة العالم الإسلامى بتأسيس الأتحاد العالمى لعلماء المسلمين لكى يكون هو المنظر الأول للإرهاب بديلا عن علماء رابطة العالم الإسلامى،وزادت على ذلك بمحاولة أقناع الغرب بأنها القادرة على تروييج ما تسمى بالديموقراطية الإسلامية،وتوجت كل ذلك بدورها المخرب فى ما سمى بالربيع العربى.

مجدي خليل أقلام القراء اسرائيل بالعربية

عند هذا الحد أحست السعودية بأن مفاتيح الإرهاب الدولى تخرج من بين يديها بل وتنقلب عليها، أو على الأقل وجود شريك أساسى لها فى رعايته عالميا،وما أثار غيظها أكثر أن هذا جاء من دويلة صغيرة تعتبر أحد ذيول الوهابية فى الجزيرة العربية،فجاءت تصريحات نايف بن عبد العزيز بعد أحداث 11 سبتمبر بأن الاخوان خانوا السعودية،ولا أعرف كيف خانوها؟..بل ما يعلمه الجميع أن الاخوان نشطوا الوهابية عالميا ،ولكن قصده بالخيانة أنهم باعوا تنظيمهم لمن يدفع أكثر وكانت قطر هى الجاهزة.

عند هذا الحد تبنت السعودية خطابا حادا ضد قطر وضد الاخوان،بل وصنفت الاخوان كمنظمة إرهابية،وضغطت على الأمارات لتصنيف الأتحاد العالمى لعلماء المسلمين كمنظمة إرهابية.
ولو كان الخلاف فعلا حول محاربة الإرهاب لكان بالاولى تصنيف رابطة العالم الإسلامى والمنظمات المنبثقة عنها كمنظمات إرهابية،حيث أنها هى الراعى الرسمى لهذا الإرهاب الدولى عبر خمسة عقود من الزمن،ولصنفت الوهابية كفكر إرهابى.
فهل هناك فرق بين شيوخ رابطة العالم الإسلامى وشيوخ الأتحاد العالمى لعلماء المسلمين؟ أو بين الفكر الوهابى والفكر الاخوانى؟،فلماذا يصنف الاتحاد كمنظمة إرهابية وتستثنى الرابطة من ذلك؟.
خلاصة القول أن السعودية وقطر كلاهما دولتان مارقتان ترعان الإرهاب الإسلامى عالميا،وأن السعودية هى الرائدة فى ذلك وتبعتها قطر الوهابية،والخلاف بينهما على قيادة الإرهاب الإسلامى،أى أنه تنافس وصراع على من يكون أكثر إرهابا.

כתיבת תגובה

האימייל לא יוצג באתר. שדות החובה מסומנים *