يوسف السفياني ( المغرب )

أوقفت السلطات الأمنية في المغرب وسطاء إرهابيين كانوا يقومون بتهجير المقاتلين إلى صفوف تنظيم " داعش " المحظور ، المصنف دوليا ضمن التنظيمات الإرهابية الشريرة، التي تعتدي بالقتل والتفجير على المواطنين الأبرياء العزل.

وأعلنت وزارة الداخلية من العاصمة الرباط ، أن الفرقة الوطنية للشرطة القضائية تمكنت من تفكيك خلية إرهابية تتألف من تسعة أعضاء ، كانوا ينشطون إجراميا في مدن تطوان ، الفنيدق وفاس ، حيث كانوا يقومون بتجنيد الإرهابيين المغاربة والأجانب ، وتأمين الدعم المالي واللوجيستيكي لهم للاتحاق بصفوف التنظيم الإرهابي المسمى تنظيم " الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام " ، المعروف اختصارا ب " داعش " .

وأفاد بيان لوزارة الداخلية المغربية ، أن تحريات دقيقة قامت بها المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني المغربي – مخابرات – بتعاون مع المصالح الأمنية الإسبانية ، أن الأشخاص المجندين للقتال الاجرامي من طرف الخلية الارهابية ، كانوا يخضعون لتدريب مكثف بمعسكرات تنظيم " داعش " ، لتعلم كيفية استعمال الأسلحة وصناعة المتفجرات وطرق تفخيخ السيارات ، وذلك قبل توجيههم لتنفيذ عمليات انتحارية ، أو للقتال بمختلف الجبهات ، حيث يشارك بعضهم في العمليات الوحشية كقطع رؤوس الجنود السوريين والعراقيين ونشر صورهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي في أوضاع بشعة لا تمت إلى الإنسانية .

وأظهرت التحريات ، يضيف البيان ، أن أعضاء الخلية الإرهابية كانوا بصدد التخطيط للقيام بأعمال تخريبية داخل المملكة الآمنة ، وذلك باستعمالهم أسلحة نارية ومتفجرات ، وإيفاد أحد عناصرهم إلى معسكرات ما يعرف ب " الدولة الإسلامية " قصد كسب الخبرة في مجال صناعة المتفجرات والعبوات الناسفة لقتل المواطنين الأبرياء العزل .

وأكد المصدر ذاته ، أنه سيتم تقديم المشتبه فيهم إلى العدالة فور انتهاء البحث الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة في جرائم الإرهاب والجريمة العابرة للحدود ، وأنه بتفكيك هذه الخلية الإرهابية في المدن المغربية المذكورة ، يكون عدد الخلايا التي تم تفكيكها قد بلغ 19 خلية في ظرف سنتين ونصف .

يذكر أن وتيرة تفكيك الخلايا الإرهابية في المملكة المغربية في تصاعد ، وزادت في الشهور الأخيرة ، نظرا للإجراءات الأمنية الناجحة والمتقدمة في رصد تحركات العناصر الإرهابية ، خصوصا بعد إعلان تنظيم " داعش " الإرهابي عن قيام دولته " الدموية " في المناطق التي تسيطر عليها في سوريا ( 33 في المائة ) وفي العراق ( 50 في المائة) ، والذي أصبح عنصر جدب واستقطاب للعناصر الإرهابية من كل دول العالم.

الأمن المغربي في حالة تأهب

وتؤكد المصادر العليمة ل " إسرائيل بالعربية " أن التنظيمات الإرهابية تستغل حلم الشباب المسلمين ، وذلك بعد شحن عقولهم بأفكار التطرف الإجرامي ، وتدعوهم إلى القتال الإجرامي لأجل قيام " دولة إسلامية " تحميهم من الظلم والفقر ، وتوفر لهم الأمن والسعادة .. وهو أسلوب إديولوجي يوهم به " داعش " المراهقين من الشباب ، ويغريه بوجود دولة وهمية نسبها إلى " الإسلام " في العراق والشام ، داعيا الشباب ، الذي في أغلبه من الأميين الجهلة ، الذين لا ثقافة رصينة لهم ، ولا علم ديني صحيح لديهم ، بل هم شباب مندفع أمام إغراءات " داعش " للذهاب إلى العيش في ظلها الوهمي والدفاع عن قيام دولتها الشريرة .

وتعلق مصادرنا ، وتنذر ، أن عدد الراغبين في التوجه إلى سوريا والعراق لنصرة تنظيم " داعش " الإرهابي من البلدان العربية سيزيد كلما طال أمد وجود ما يعرف ب " الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام " الإرهابية ، الأمر الذي سيشكل خطورة أكبر على أمن وسلم العالم ، ناصحين البلدان المعنية بتشديد المراقبة على حدودها لضبط العابرين لها ، خصوصا العابرين الذين يرغبون في السفر إلى بلدان التوتر وبؤر الحروب كالعراق وسوريا وليبيا.

כתיבת תגובה

האימייל לא יוצג באתר. שדות החובה מסומנים *