"النكبة الهُراء"
المقدمة:
الخامس عشر من أيار، تاريخ من الصعب أن يُمحى من صفحات الذاكرة الإنسانية الحية، لما يحويه من مآسٍ وويلات، وليعنوّن في كتاب الحياة "بنكبة"، قل مثيلها في تاريخ البشرية القديم والحديث.
إنها "النكبة " التي حلت بالشعب اليهودي عام 1944 ، حين قام الإجرام النازي بسلب أرواح نصف مليون من أبناء شعب إسرائيل في معسكر اوشفيتس، في أبشع إبادة جماعية وتطهير عرقي، إتسمت بفظاعتها ووحشيتها.
لم يكن هذا اليوم هو المحطة الوحيدة من محطات "النكبات اليهودية"، وإن كان أقساها، بل عرف شعبنا "نكبات" متتالية، على مدى الأزمنة والعصور.
"نكبات" أُهملت، وغُيبت، وطُمست، لصالح "نكبة" العصر الحديث الوحيدة، العربية الهوية، عمرها عمر دولة إسرائيل، والتي تتصف (بالهراء) لما تحويه من إدعاءات وتضخيمات.
ويصبح، بذلك، الخامس عشر من أيار 1948، ممثلا شرعيا ل"نكبة"، اختصرت كل نكبات العالم، جاعلة "التفاهة" صفة كل معاناة سواها، حاصدة الاهتمام العربي والعالمي والإنساني، مما يجعل" النكبات اليهودية" مجرد حوادث عابرة لا قيمة لها أمام أهوال "نكبة الفلسطينيين" التي لا مثيل لها والتي يتحمل كل العالم مسئوليتها.
لا ننكر مأساة الفلسطينيين وما حل بهم من "نكبة"، ولكن بالطبع لا نقر بالمفهوم الذي يريدونه، وبالآلية التي يعتمدونها، القائمة على الدعاية، والمبالغات.
أردنا عبر هذا الكتيب الذي يحمل عنوان "النكبة الهُراء"، إحياء الذاكرة التاريخية، وتصفح المحطات والوقائع التي سادت آنذاك، تاركين لموضوعيتكم الحكم على من تقع مسؤولية نتائج الحرب عام 1948 التي أنتجت يوم "نكبة الفلسطينيين"، داحضين بشهادات ووثائق تاريخية رسمية كل الافتراءات التي تحاول أن تجعل "اليهودي" مسؤولا عن ما حدث حينها، مستعرضين سلسلة من "نكبات" عاشها اليهود على أراضي الدول العربية في التاريخ القديم والحديث، مسترجعين أحداثا طواها النسيان المقصود، بفعل التعتيم، لتبقى "النكبة العربية" سيدة الموقف كل حين.
هذا الكتيب، لم يأت بهدف تأجيج الصراعات، وتوسيع الهوة ما بين الشعبين العربي والإسرائيلي، بل جلّ همنا كشف الحقائق المغيبة والدفاع عن أمتنا اليهودية في وجه كل إدعاء ينال من حقيقة وجودنا، ووضع النقاط على الحروف.
كتيبنا هذا ليس تاريخا، بل تدوين شهادات وأبحاث ووثائق، جئنا نضعها بين أيدي مواطني دولتنا والعالم العربي، صرخة حق ضد أضاليل المدعين وأزلامهم، تكشف مبالغات الدعاية العربية فيما يتعلق بيوم "النكبة"، ليكون مساهمة فعالة، يلقي الضوء على عينة من أحداث غُيبت عن ذاكرة ألأجيال، عله يقدم لها خدمة لتعرف بعض التفاصيل عن وقائع قد يهملها التاريخ عمداً.


כתיבת תגובה

האימייל לא יוצג באתר. שדות החובה מסומנים *