موقع اسرائيل بالعربية 
ا
لكاتب: المحامي أحمد البكري

منذ بداية هذا العام نتابع الاحداث التي تجري على الساحة العربية ومايسمى ب ((الربيع العربي)) والتي جرت في دول تتحكم فيها ديكتاتوريات فردية أو حزبية ،والمتابع لهذه الأحداث يرى للوهلة الاولى انها جرت بشكل عفوي وغير مخطط له ،ابتداء" من حرق الشاب محمد بوعزيزي لنفسه في تونس وصولا الى وائل غنيم وثلة الشباب في مصر والتي أمتدت شرارتها الى سوريا والبحرين واليمن وبشكل أقل الاردن والعراق والمغرب والجزائر .أكثر من سؤال يطرح نفسه هنا وبقوة : من الذي خطط لكل هذا ؟ من الذي تسبب بكل هذه الاحداث ؟هل كانت وراءها جماعة سياسية معينة ؟ واذا كان الجواب بنعم ،فمن هي هذه الجماعة وماهي أهدافها وغاياتها. ؟

ان نظرة خاطفة الى الشعارات التي رفعت في هذه ((الثورات)) نجدها خالية من أي رؤى أو أهداف ستراتيجية بعيدة المدى بل ان كل همها كان (( الشعب يريد اسقاط النظام)) دون أن يعلمونا أي نظام هم يريدون لاحقا أو أي نظام يخططون لاقامته ، هل هو نظام ليبرالي تعددي أم نظام مشابه لولاية الفقيه وحركة حماس ، اذا كان المطلوب هو الأول فلماذا لايتم الاعلان عنه ؟ اما الثاني فأعتقد انه ليس من مصلحة أي من شعوب المنطقة معايشة تجربة حكم فاشلة ومتطرفة اخرى مشابهة لتجربة ايران أو حماس .قد يرجع البعض سبب عدم تحديد الرؤى وشكل النظام القادم الى عفوية تلك (الثورات) وعدم وجود أحزاب سياسية أو ايديولوجية خاصة بها ، الا ان ذلك برأيي غير صحيح فأغلب ((الثورات )) العربية هي موجهة وتتم عملية ادارتها من خلف الكواليس عن طريق الاسلاميين الجدد الذين تمكنوا لاحقا وبالخديعة من سلب نجاحات بعض هذه (الثورات) وتجييرها لصالحهم بعد ان تلاعبوا بعواطف الجماهير العربية عن طريق توجيه السلوك الجمعي الهائج لتلك الجماهير ، ومما يدعم رأيي نجاح الاسلاميين في تونس من خلال حركة النهضة الاسلامية بعد ان كانت هذه الدولة عصية عليهم لعقود طويلة وكذلك النجاح المتوقع للأخوان المسلمين في انتخابات مصر أواخر هذا العام .

لقد علمتنا التجارب ان كهنة الدين السياسي غالبا مايكون عملهم خفي وغير معلن ويفضلون الانزواء خلف الكواليس وادارة اللعبة من هناك كونهم لايجيدون العمل تحت الاضواء التي تعريهم وتكشفهم للناس كما انهم غير معتادين على العمل مع الغير ، فهذا الغير دائما مايكون بنظرهم اما جاهل أو كافر يستحق القتل .ان أغلب مايسمى ب ((الثورات العربية)) سوف تتجه في النهاية الى نتيجة واحدة وان اختلفت الطرق ، اذ اننا سنرى المنطقة العربية في نهاية المطاف تتحكم بها رجالات الدين السياسي الذين هم انفسهم من صنع الديكتاتوريات التي يثيرون الناس الآن ضدها وبالتالي انحدار المنطقة ككل الى أوضاع أمنية وسياسية خطيرة لايمكن التنبؤ بعواقبها .

في هذه الأوقات العصيبة يتعين على الدول المعنية بالمنطقة والدول الكبرى مؤازرة ودعم الأنظمة العربية العلمانية ((من باب أهون الشرين)) والاحزاب السياسية غير الدينية لمواجهة مخاطر التيار الديني السياسي الذي بدأ يقضم دولة تلو الاخرى وخطفها من أيادي ابنائها الوطنيين غير المتطرفين ، كما ان المطلوب منا هو مواجهة تلك الخطط اللئيمة الصفراء عبر الجهات الاعلامية او عبر التيارات الليبرالية لوقف ومنع تيار كهنة الدين السياسي من بناء ذاته او الاستحواذ على مقدرات الجماهير العربية من خلال الاستبداد والتسلط ..كما ان الجماهير العربية هي ايضا مطالبة الان برفض القبول الطوعي والمذعن لتسلط هؤلاء الكهنة بعد ان خنقها لقرون طويلة نتيجة تقبلهم هم انفسهم ومباركتهم لهذا التسلط بل وفي احيان كثيرة الدفاع عنه …اختم مقالتي بالقول : مالذي يجعل المواطن العربي يقبل السوط الذي يجلد ظهره ،بل ويلمعه ويحرص على صيانته ؟؟؟

 ان المقالات المدونة في هذه الخانة تعبر عن اراء اصحابها, ولا تلزم الموقع بمحتواها  

تابعونا على 

 

 

2 תגובות

  1. تحية لك استاذ احمد العزيز..  فعلا لقد دققت في مقالتكم اكثر ووجدت هناك تشابه في معظم فقرات مقالي السابق( ما بعد الربيع العربي .. رؤية مستقبلية) وانا اعتذر بشدة لكم استاذ احمد ومستعد للخضوع الى أية مساءلة قانونية لكن يجب ان تعلم استاذي العزيز احمد بأن معظم المواضيع السياسية قد تتشابه في مقتطافتها استنادا الى تشابه الرؤى والاتجاهات .. مع خالص الشكر لك والتقدير

  2. تحية لك استاذ احمد العزيز..  فعلا لقد دققت في مقالتكم اكثر ووجدت هناك تشابه في معظم فقرات مقالي السابق( ما بعد الربيع العربي .. رؤية مستقبلية) وانا اعتذر بشدة لكم استاذ احمد ومستعد للخضوع الى أية مساءلة قانونية لكن يجب ان تعلم استاذي العزيز احمد بأن معظم المواضيع السياسية قد تتشابه في مقتطافتها استنادا الى تشابه الرؤى والاتجاهات .. مع خالص الشكر لك والتقدير

כתיבת תגובה

האימייל לא יוצג באתר. שדות החובה מסומנים *