فيما يقف المجتمع الدولي صامتا امام مشاهد المجازر في سوريا، مكتفيا بالدعوة الى الهدوء والحلول السياسية، تأتي روسيا لتزيد الزيت على النار اذ تعتزم بيع النظام السوري منظومات متطورة لصواريخ أرض-جو من طراز إس-300، وهي صواريخ قادرة على اعتراض الطائرات والصواريخ الموجهة .  تعد هذه الصفقة ، التي من المتوقع ان ترسل الى دمشق في غضون ثلاثة اشهر، مقلقة للغاية لان من شأنها ان تجعل الازمة السورية دولية بامتياز، وتفتح امكانية المواجهة العالمية. ولعل المصالح الروسية تجعلها تتعنت باتمام هذه الصفقة لان من شانها ان تضع صعوبات أمام أي تدخل دولي في النزاع المتصاعد في سوريا.

الرئيس الروسي بوتين

وهي بذلك تحاول ان تفرض وان تعيد ميزان القوى العالمي من خلال فرض نظام القطبين، ولعل المؤشرات على الارض تؤكد تمسكها بالاسد وبدعم محور الشر، خصوصا وان التقارير الغربية تفيد انه، وبعد الغارة الاسرائيلية في العمق السوري، تم نشر مستشارين عسكريين روس مع انظمة جديدة من صواريخ ارض جو ، يشرفون على الدفاعات الجوية السورية كما انهم قاموا بتطوير النظم القديمة التي زوّدت بلادهم نظام الرئيس بشار الأسد بها منذ اندلاع الأزمة في سوريا قبل 21 شهراً.

ما يعني ان روسيا دخلت فعليا وعمليا الى جانب الحرس الثوري الايراني وبوليسه حزب الله لتشكل درعا يقي الاسد الانهيار، وان الامر بات اكثر تعقيدا ومحفوفا بالمخاطر، ما يضع المنطقة على شفير هاوية ، قد تؤول الى عواقب جيوسياسية خطيرة.

כתיבת תגובה

האימייל לא יוצג באתר. שדות החובה מסומנים *