جرس الأنذار السماوي
الكاتب: باريس بحري
 
حينما يدق جرس الأنذار فإن الاستنفار يكون ردة فعل طبيعية ، وهذه الحقيقة من بديهيات الأمور ، كلما كان جرس الأنذار اكبر حجما" وأعلى صوتا"ازداد الاستعداد والتأهب وهذا أيضا" من البديهيات.


جرس الأنذار أذا ما دق فهذا يعني الدخول في حالة جديدة يؤطرها الخطر ، ووفق هذه الحالة المستجدة تتغير الأوضاع والسلوكيات توافقا" مع الوضع الطاريء .
سأدخل في صلب الموضوع متسائلا": هل هناك جرس أنذار قد دُق أكبر من جرس الحادي عشر من أيلول ؟؟.. وأنطلاقا" من هذا التساؤل أتوجه بتساؤلات للأوربين : هل ينتظر الفرنسيون أن يُدق جرس أيفل؟؟!!.. هل ينتظر البريطانيون أن يُدق جرس ساعتهم العريقة ؟؟!!.. أختزل التساؤلات وأعممها وفق الصيغة التالية : هل ستنتظر هيئة الأمم المتحدة أن يدق جرس عيد الميلاد الأرهابي معلنا" أنتصار بابانويل الحماسي لتضاء مصابيح الظلام على شجرة الشر ؟؟..

لا شك أن موقف الولايات المتجدة الامريكية هو الأكثر وضوحا"وشجاعة ( ولكن هل أن هذا الموقف بالمستوى المطلوب ؟ ) . على كل حال فإن الموقف الامريكي أفضل بكثير من مواقف باقي الدول الجالسة حول طاولة هيئة الأمم المتحدة . أن الولايات المتحدة ذاقت السم الأرهابي كما هو حال الاسرائيليين ، مع أن اسرائيل هي الأقرب للعدو والأكثر تضررا" منه بفعل الأرهاب الفلسطيني المستمر وأعتداءات حزب الله ( مع أن الله لايعتدي على أحد ) والحروب العربية المفتعلة والتهديد الأيراني المتزايد…
لماذا عانى ويعاني الشعب الاسرائيلي طوال آلاف السنين؟؟.

اسرائيل دولة ديموقراطية .. دولة متحضرة .. دولة تحترم حقوق الأنسان المُهان في الدول العربية والأسلامية .. اسرائيل تمثل أرثا" وتاريخا" وحضورا" حضاريا" لا نظير له وهو مازال قائما" بفضل أصالة وقوة الشعب الاسرائيلي ( الشعب الذي هو أمتداد طبيعي وحقيقي لاسرائيل بن اسحاق بن ابراهيم ) .. كان من المفروض واجبا" أن يتم تكريم هذا الأرث التاريخي الحضاري الأصيل .. كان من المفروض أن تُبجل وتُحترم كلمة الله الأولى والأنقى .

لقد دق جرس الأنذار ولكن هذه المرة في السماء وبصوتين متزامنين ؛ صوت ينبه لخطأ يحدث في نيويورك ( حيث مقر هيئة الأمم المتحدة ) المدينة التي نال منها أخوة الأقلية الفلسطينية ، فعلى مقربة من شواهد قبور ضحايا أيلول تجري المباحثات والمشاورات بخصوص انشاء دولة فلسطينية على التراب الاسرائيلي بدل أدانة الأحتلال الفلسطيني لأراضي الدولة العبرية ( يطالب الفلسطينيون بمقعد في الأمم المتحدة ولن أستغرب أذا ما طالبوا بجميع الأثاث الموجود في الهيئة الأممية.. أنها كوميديا الى حد اللعنة ) . الصوت الثاني ينبه ويشير لفعل شرير يحدث في العاصمة الايرانية طهران حيث ينعقد مؤتمر داعم لما يسمى بالأنتفاضة الفلسطينية .. ما يجري في نيويورك يتزامن مع ما يجري في طهران وجرس الأنذار السماوي يدق بينما أُذن العالم صماء لاتسمع .

كيف اجتمع النقيضان؟؟!!.. بحسب المنطق فإن النقيضان لا يجتمعان ولا يرتفعان ، هل دخلنا في زمن اللامنطق؟؟!..
هل فقدت الأمم المتحضرة الحكمة وغفلت عن حقيقة إن طهران هي مشروع الحية القديمة التي تستعد لخداع آدم في القرن الواحد والعشرين ؟؟!. هل تستطيع الحية أن تكرر دور الأغواء بنجاح؟؟.. .. يقول علي خامنئي ( المرشد والولي الفقيه في ايران ) : أي { مشروع } حول فلسطين يجب أن يقوم على أساس [ كل ] فلسطين من النهر الى البحر !!!!!!!!!!!.

على العالم المتحضر أن يعيد ترتيب موقفه ويتوحد في وجه التطرف الدموي الأرهابي المتزايد والذي أعطى تخويلا" لأيران لتتزعمه في مرحلته الجديدة ، العمائم الفارسية هي الخطر الحديث على كل العالم ولا يتصور أحد أن طهران ستشكل خطرا" على جغرافية وتاريخ وسيادة محددة .. العالم كله في خطر بل أن الخطر أستفز حتى جرس الأنذار السماوي .
 

 ان المقالات المدونة في هذه الخانة تعبر عن اراء اصحابها, ولا تلزم الموقع بمحتواها  


 
 
تابعونا على


 

 

כתיבת תגובה

האימייל לא יוצג באתר. שדות החובה מסומנים *