قالت الكاتبة والصحافية اللبنانية المقيمة في لندن هدى الحسيني في مقال لها بعنوان  "تركيا تفعل مع حماس ما تفعله إيران مع «حزب الله»!" ان الصراع الحالي في غزة كشف عن نطاق العسكرة الضخم الذي تحولت إليه  "حماس" في السنوات الأخيرة، إن كان بالنسبة إلى آلاف الصواريخ متعددة المدى أو عشرات الأنفاق التي حفرتها سرا استعدادا ليوم المعركة.

واضافت الحسيني: "يتراوح ثمن كل صاروخ ما بين مئات وآلاف الدولارات، فالصواريخ المستوردة مثل «فجر- 5» الإيرانية تكلف آلاف الدولارات للواحد، بينما الصواريخ التي تصنعها حماس يكلف الواحد منها مئات الدولارات، كما أن تهريب الأسلحة ونقلها إلى غزة يكلف ملايين الدولارات سنويا، في حين أن حفر الأنفاق يستغرق وقتا ويتطلب موارد واسعة تكلف الملايين من الدولارات، إضافة إلى مئات الأطنان من الخرسانة والحديد، كل هذا يطرح أسئلة عن قدرة حماس على تمويل هذا الكم وهي التي تقول إن لديها ضائقة مالية ضخمة. حماس معزولة سياسيا، ومع تغيير النظام في مصر، هي أيضا معزولة «جسديا». ومراجعة وثيقة ودقيقة تظهر أن أهم مصادر التمويل لحماس، لا سيما جناحها العسكري (كتائب عز الدين القسام)، تحملته حكومة رجب طيب إردوغان رئيس الوزراء التركي، هذا بالإضافة إلى المساعدات المالية من قطر."

وبتسبة للسياسة التركية أكدت الصحافية اللبنانية الأصل ان تركيا تُستخدَم مكان لقاء واجتماع لكل الداعمين الماليين لحماس الذين يتوجهون من كل أنحاء العالم العربي وان إردوغان هو عضو فاعل في «الإخوان»:

" تُستخدَم تركيا مكان لقاء واجتماع لكل الداعمين الماليين لحماس الذين يتوجهون من كل أنحاء العالم العربي، وكذلك مكانا تتمركز فيه العناصر العسكرية، كما أن مسؤولين كبارا من حماس يتولون توجيه البنى التحتية التشغيلية في الضفة الغربية، يقيمون بتركيا، إضافة إلى مراكز تدريب عسكرية لمقاتلي حماس. مواقف إردوغان منذ بداية جولة المعارك الأخيرة، حيث قرر دعم حماس عبر الهجوم على مصر، أثارت غضب القاهرة، هذه المواقف أكدت وضع البلدين على مسار الصراع المكشوف. تحولت تركيا بالنسبة إلى حماس، تماما كإيران بالنسبة إلى «حزب الله» في لبنان، وإن كانت الأخيرة تلتزم الحذر ولا تتهجم على القيادة السياسية الرسمية في البلد، ولا حتى على المعارضة، وتكتفي كل فترة بالمطالبة بدبلوماسيين إيرانيين أربعة اختطفوا أثناء الحرب في لبنان عندما كان الكل يخطف الكل. المعارضة في تركيا ومصر ترفض آيديولوجيا «الإخوان المسلمين»، وتمسك إردوغان (عضو فاعل في «الإخوان») بدعم حماس، من المرجح أن يثير غضب حلفاء تركيا الغربيين. حماس مصنفة في عدة دول غربية، بما فيها الولايات المتحدة، منظمة إرهابية، ومن المؤكد أن الدول الأعضاء في الحلف الأطلسي (تركيا عضو) قد تتساءل عن الدعم التركي الواضح لمنظمة لجأت إلى العمليات الإرهابية ضد من لا يتفق معها من المنظمات الفلسطينية، ولم تحاول يوما أن تحمي مدنيي غزة من الغارات الإسرائيلية. لم تطالب حماس بفك الحصار جديا عندما كانت أنفاق التهريب «شغالة» على طول الحدود المصرية، حيث وفرت للحركة المئات من القادة الأثرياء، وعندما جرى تدمير تلك الأنفاق تنبه قادة حماس إلى الحصار!"

تمويل "حماس"
وافاد المقال ان تركيا تقلت إلى الجناح العسكري ل"حماس" (القسام) ما بين 2012 وبداية 2013 مبلغ 60 مليون يورو: "رأى إردوغان في وضع حماس ولجوئها إليه، الفرصة بأن يحل محل إيران، ويصبح الراعي الرئيس للحركة الإسلامية الفلسطينية، وحامل علم آيديولوجية «الإخوان المسلمين» في العالم. في واقع الأمر، نقلت أنقرة سرا إلى غزة ما بين 2012 وبداية 2013 مبلغ 60 مليون يورو كان هذا المبلغ محمولا إلى الجناح العسكري لحماس." (صحيفة الشرق الأوسط / 31.7.2014)

 

 

כתיבת תגובה

האימייל לא יוצג באתר. שדות החובה מסומנים *