أقلام القراء: الكاتب جمال مزراحي – داعش+داعش = إرهاب وليد تاريخ قديم

بات ما يسمى "تنظيم دولة العراق الإسلامية" (و اختصارها داعش ) موضة جديدة تتسيد حديث وسائل الاعلام العربية والغربية حيث تتصدر عمليات هذه الجماعات الارهابية المتطرفة نشرات الأخبار الرئيسية كل يوم في سوريا والعراق وربما في دول اخرى في المستقبل, لكن السؤال هنا من اين انبثقت هذه الجماعات بالأساس؟, أو بالأحرى ما هو نوع الأفكار والأيديولوجيات التي تتبناها هذه الجماعات و تسير بقمتضاها؟, وهل هي وليدة اليوم أم هي نتاج تاريخ أقديم أفرزها الى الوجود؟

نستطيع الإجابة على هذه التساؤلات مستندين الى المنطق الذي لا يقبل الشك والطعن, فلو تمعنا بشعارات هذه الجماعات جيدا وتتبعنا سير عملياتها الإجرامية التي تحدث بشكل يومي على الأرض لاستنتجنا ان التاريخ الإسلامي الدموي يعتبر بمثابة قاعدة انطلاق جوهرية لهذه الجماعات الارهابية وغيرها من الجماعات التي تتفرع منها على اختلاف الأشكال وتشابه المضامين. فالتاريخ الإسلامي كان رجاله يتبنون الغزوات التي يقومون بها ضد من يختلف معهم تحت ذرائع إحقاق الحق وإقامة دولة العدل التي انكشف زيفها فيما بعد, فغالبا ما كان يقوم رجال التاريخ الإسلامي بدك الحصون والأمصار وقتل جميع من يصادفوه تحت هتافات "الله اكبر" الذي يردده الأحفاد اليوم كما إنهم ينادوا بمقاتلة ما يمسونهم المشركين كافة وهذه الكلمة لو تمعنا فيها لغويا لأدركنا بأنها تشجع على قتال الجميع دون استثناء, رجال, أم نساء , أطفال أم شيوخ ليس هذا فحسب بل أنهم ينادون أيضا بقتل (المشركين ) (أينما ثقفتموهم) أي أينما وجدتموهم في أي مكان وتحت أي ظرف, وهذا يعني التشجيع على القيام بجميع انواع القتل وان كان عن طريق الغدر , لأن الجملة هنا تقبل التعميم المطلق كما هو الحال في سابقتها.

إذن ليس غريبا ما تقوم به داعش اليوم من قتل وذبح وتقطيع الرؤوس علينا ان لا نستغرب كثيرا من هذه الجرائم التي يقومون بها فهم ليسوا فقط مجرمين ملعونين قبل ان يكونوا ضحايا فكر دموي ولد من رحم العقارب, ومن يقرأ التاريخ جيدا سيدرك ان داعش لم يأتوا اليوم بل هم نتيجة مكملة لتاريخ حافل بالإنجازات الدموية التي أتمها الأسلاف على أكمل وجه !.

כתיבת תגובה

האימייל לא יוצג באתר. שדות החובה מסומנים *