صحيفة إسرائيل اليوم / بقلم الدكتور إيدي كوهين

إن السيطرة على المقهى في سيدني في استراليا وطلب المخرب الحصول على علم داعش قبل دخول قوات الأمن إلى المكان يُثبت العمق الذي تخللت اليه افكار الجهاد في قلوب الشباب المسلمين في أنحاء العالم.
المخرب الوحيد نجح في تنفيذ العملية رغم الاعتقالات الواسعة التي تمت في استراليا قبل نحو شهرين والتي اعتقل خلالها عشرات الاشخاص. قالت شرطة سيدني في حينه إنه في أعقاب انذار استخباري مبكر، حيث خطط المشتبه فيهم بقتل مواطنين في الدولة وزرع الرعب والخوف لدى سكان استراليا.

المخرب المملوء بالكراهية تجاه الغرب استجاب وعن بعد لنداء زعيم داعش، أمير المؤمنين الخليفة أبو بكر البغدادي، لحرب مقدسة جهادية. وفي داعش طوروا طريقة جديدة من اجل تجاوز القانون الجديد، الذي يسمح بالاعتقال الفوري وسحب المواطنة من مواطنين يعودون إلى دولتهم بعد أن قاتلوا في الشرق الاوسط.
والطريقة تعتبر أن عمليات كراهية كهذه فوق الاراضي الغربية هي جهاد. أي أن المجاهدين ليس بالضرورة أن يصلوا إلى العراق أو سوريا من اجل محاربة الكفار، فكل ارض غير إسلامية يجب أن تُمحى.

وكدليل على كراهية الغرب ورموزه يمكن مشاهدته في أحد الافلام التي تم بثها مؤخرا في الانترنت والتي تُظهر عدد من الشباب المسلمين والاوروبيين بوجوه مكشوفة وهم يحرقون جوازات سفرهم الغربية مع ادراكهم الواضح أنهم لن يستطيعوا العودة بتاتا إلى دولهم. ومهما كان السبب ـ فان هؤلاء الشباب قد ضاقوا ذرعا من الغرب ومن الحياة العصرية، وحسب قناعاتهم فان الطريقة والحياة الديمقراطية التي عاشوها قد تلقت فشلا ايديولوجيا خطيرا، الغرب في نظر مقاتلي الجهاد قد أفلست جميع مبادئه.
هؤلاء الشباب يحاولون الاظهار للعالم كله أن الإسلام يجب أن يلعب الدور المخصص له ـ قيادة الانسانية ـ من قبل الأمة الإسلامية التي تستمد قوتها وشرعيتها من الدين الإسلامي والشريعة. هذا هو الهدف الذي يسعى اليه داعش – تقوية الارض الإسلامية حيث تعيش فيها الأمة الإسلامية وتُقام من قبل مقاتلي داعش، مصدر الصلاحية والشرعية الوحيد والغير قابل للزعزعة يكون القرآن والشريعة الإسلامية. هؤلاء الشباب مطلوب منهم تأسيس وتقوية الخلافة الإسلامية الجديدة حسب رؤية زعيم داعش، ولا شك أن المخرب من استراليا الذي سحرته هذه الافكار قد عمل حسب هذه القناعات.
يحمل داعش في أساسه ملاءمته للمهمة التي وضعها البغدادي لجميع الشباب المسلمين في العالم، هؤلاء الشباب يؤمنون بأنه للإسلام ولزعيمهم توجد القيم المطلوبة لاقامة الدولة الإسلامية في سوريا والعراق، بل وتنتشر حتى باريس، واشنطن وسيدني، كما يدعي المقاتلون في الافلام الدعائية.
ليس سرا أن هدف تنظيم داعش هو تحرير الاراضي التي ليست إسلامية (اراضي الغرب) عن طريق الحرب الجهادية والخروج في هذه الحرب هو واجب ديني ملقى على كل مسلم، ومن لا ينضم إلى هذه الحرب يعتبر خائن، وكل من يريد الانضمام وأخذ جزء في الخلافة الإسلامية ملزم بقبول طريق الإسلام.
من اجل هذه الاهداف توجد عدة مراحل، المرحلة الاولى لعمل تنظيم داعش هو تحرير الدول الإسلامية من الانظمة الخائنة، التي تأسست على العلمانية، وبعد ذلك فقط يمكن فرض سلطة الله على اوروبا والولايات المتحدة واستراليا.
هل داعش هو ظاهرة عابرة كما الايديولوجيات الغربية التي انقرضت مثل الشيوعية والنازية أو الفاشية؟
هل توجد هنا حركة دينية جديدة تنشأ من الغرب بهدف هدمه، والآن تقوم بتأسيس جذورها عميقا في الارض؟
واذا كان الجواب نعم – فكيف ينوي الغرب الرد على هذا التهديد؟ وحتى ذلك الحين ماذا سيكون مصير آلاف الشباب المسلمين الذين يتضامنون مع داعش ويشكلون قنبلة موقوتة للسلطات؟

 

כתיבת תגובה

האימייל לא יוצג באתר. שדות החובה מסומנים *