سذاجة الزعماء العرب في مؤتمر قمة بغداد

موقع اسرائيل بالعربية / أقلام القراء

الكاتب جمال مزراحي

 

لأول مرة بغداد تستضيف القادة والحكام العرب, لحضور مؤتمر القمة العربية ,الذي انعقد في التاسع والعشرين من آذار 2012, في أجواء أمنية مشددة فرضتها طبيعة الظروف التي يمر بها العراق , التي باتت كالروتين اليومي, الذي لا يحتاج الى النقاش!.

لكن المسألة تتعلق بما خرج به ,الرؤساء والملوك العرب من بيانات ختامية, ركزت على امور لا تمت الواقع العربي بصلة, فقد كان محور الحديث الأساسي المشترك, يتناول كالعادة ما يسمى بالقضية الفلسطينية!, أو (تهويد القدس)! …… الخ ناهيك عن مواضيع عامة ,سبق وان تم طرحها في القمم السابقة, فهل هذه المحاور وغيرها, تشكل الحجر الأساس لتقدم ورقي شعوبكم, ايها القادة العرب ؟! لماذا لم تتحدثوا عن الخطر الإيراني, المحيط بكم و الذي ينمو بعد يوم كالأخطبوط ,الذي سرعان ما سيلفكم جميعا بين ذراعيه عاجلا أم آجلا ؟ ولماذا لم تتحدثوا عن نسبة تفشي الامراض والبطالة, ؟ ولماذا لم تتحدثوا عن الإنحلال الأخلاقي الذي تعاني منه مجتمعاتكم؟!, فقد افادت احدى المنظمات الدولية الموثوقة, بأن المنطقة العربية, تمتلك اكبر نسبة في العالم في انتشار, ما يسمى بالشذوذ الجنسي ! فضلا عن ازدياد حالات الإغتصاب , والإنتحار ….الخ فأين هم رجال دينكم الذين يدعون الإصلاح, أين هم من هذا وذاك ألا يملكون سوى التحذلق في الفضائيات والوعود الكاذبة ؟!

لكن حسب ما يبدو, ان الحكام العرب في سذاجتهم هذه وبعدهم عن الواقع العملي, قد استفادوا كثيرا من هذه السذاجة لأجل مكاسب سلطوية, تتعلق بالبقاء في الزعامة, اطول فترة ممكنة, فهم يمتلكون من وسائل دعاية, واعلام ما لا يمتلكها احد في الكون! وهي تعمل, للترويج لسياساتهم وافعالهم ليل نهار!, اما الملف السوري الشائك, والذي يعتبر نقطة التحول الهامة لدى العرب خاصة ,والعالم عامة فلم يناقش الا بالشيء اليسير ! طبعا خوفا من الدولة المستضيفة , المعروفة بتأييدها الغامض للنظام السوري! والمشكلة ليست فقط في الرؤساء العرب, وما يمتلكونه من رؤى وسياسات هشة, وانما المشكلة في شعوبهم التي لا زال اكثرها يعاني من الأمية, في فهم الواقع العصري ومقتضياته, فهذه الشعوب كنتيجة طبيعية لسياسات زعمائها المتراكمة باتت تعاني من صراع نفسي, حاد بين مرض التمسك بعاداتها و تقاليدها من جهة ,وبين صعوبة فهم الحداثة الديناميكية كمبدأ,!

والتكيف معها من جهة اخرى, فضلا عن ما يعانيه العرب من التمجيد الزائف بالماضي , وعدم التفكير في الحاضر والمستقبل وغيرها من السلبيات, التي لا مجال لذكرها.

في النهاية نحب ان نوجه كلمة, نرجو ان يستفيد منها القادة العرب وحلفاؤهم, اذا كنتم تعتقدون بأنكم تسيرون الكرة وفق ما تشاؤون, فأعلموا بأنكم لستم وحدكم في الملعب, فسرعان ما ستصطدمون بالواقع الذي سيعيدكم الى رشدكم ,لتكتشفوا فيما بعد بأن أقزاما مثلكم هم اضعف من اللعب في اورقة السياسة, واتخاذ القرارت فأتركوا هذه الأمور لغيركم, لعلهم يصلحوا ما افسده الدهر, رغم اني استبعد حدوث ذلك في الوقت الراهن! .

ان المقالات المدونة في هذه الخانة تعبر عن اراء اصحابها, ولا تلزم الموقع بمحتواها

6 תגובות

  1.  العزيز الكاتب .. جمال مزراحى
    اشكرك على مقالاتك القيمة
    ومقالك هذا موجز ولكن سرد الواقع والحقائق وكشف الفساد واعلن الداء وطالب بمواجهة مشاكل المواطنين اليومية الخانقة ونقد فى مصداقية حال من يدعون انهم زعماء .
    تقديرى .. وتحياتى . حميد الصباحى

  2. تحية طيبة للاستاذ جمال مزراحي ..
    في البدء أود أن اعبر عن اشتياقي العميق لكم ولموقعنا العزيز وأتمنى أن تكونوا بصحة جيدة وكل حبي لاسرائيل العظيمة …
    مازالت ظروفي صعبة ولكن لن اصبر عن الانقطاع عنكم اكثر …
        مقالك عالمعتاد جميل …..    القادة أو اللاقادة العراقيون وصلوا لحالة من عدم الخجل أنستهم الفضل ورد الجميل , انهم يتجاهلون حقيقة أن اميركا هي التي اوصلتهم للسلطة وليس العرب , وامريكا ترتبط مع اسرائيل بحلف قوي , وليس من الستراتيجية بشيء أن يتصرف العراق هكذا, ولكن المصيبة تتمثل في جهل الجماهير المزمن , الذي شجع رؤساء العصابات السياسية على القفز فوق المشاكل المحلية والذهاب بعيدا" في الخطابات والتصريحات , سيأخذ هولاء اللاقادة بيد العراق الى الهاوية وبمباركة الجماهير الغافلة المخدوعة …المثل العراقي يقول :عمت عينة المايشوف بالغربال….

    1. تحية طيبة لك  كلنا اشتياق اكثر لكم ولإطلالتكم الرائعة لقد سألنا على احوالكم كثيرا لكن للأسف لم تتوصل مصادرنا الى اية معلومة تخص شخصكم الكريم شكرا لكم على عودتكم الينا من جديد ولك منا كل الحب والتقدير .. 

  3. (( كل بهجتي بقديسي الارض وأفاضلها ___ مزمور 16 : 3  )) هذا مزمور لداوود يُبين مدى بهجتي بكم …
        كيف احوالكم استاذ جمال وكيف هي صحتكم وحال اقربائكم واصدقائكم … أما أنا فيكفيني سعادة أني تلقيت ردك فشكرا" ياسيدي …سنتواصل بالبركة والحب …

כתיבת תגובה

האימייל לא יוצג באתר. שדות החובה מסומנים *