مجدى خليل / ناشط حقوق إنسان ومحلل سياسي مصري مقيم في الولايات المتحدة

أتخذت الأمارات خطوة شجاعة ،وغير مسبوقة، فى الدول الإسلامية بتصنيف 85 منظمة راديكالية إسلامية على أنها منظمات إرهابية.هذا التصنيف الإماراتى هو أشجع وأهم تصنيف للمنظمات الإرهابية فى العالم،وهو أفضل من تصنيف الولايات المتحدة والأتحاد الأوروبى والأتحاد الروسى والأمم المتحدة، والسؤال لماذا هو أفضل تصنيف فى العالم؟.

مجدي خليل أقلام القراء اسرائيل بالعربية

اولا:تعاملت الأمارات مع أصول المشكلة،بمعنى الفكر الإرهابى يسبق الفعل الإرهابى،ومن ثم شملت القائمة المنظمات التى تدعو للفكر الإرهابى أو تسعى لتجنيد المسلمين بطريقة سرية وتجهيزهم كوقود لمنظمات الفعل الإرهابى.

ثانيا: تعرف الإمارات لغة الإسلاميين المزدوجة والكذب الحلال والتقية،فالإمارات دولة إسلامية تعرف ذلك جيدا،ولهذا لم تقف كثيرا عند المنظمات التى تدعى أنها ضد الإرهاب فى تصريحاتها الباهتة فى حين أن كل سلوكها هو تنمية السخط لدى المسلمين ليسهل تجنيدهم فى المنظمات الإرهابية،وأبرز مثال على ذلك منظمة كير الإسلامية بأمريكا.

ثالثا:لأول مرة تصنف منظمات إسلامية فى أوروبا وأمريكا على أنها منظمات إرهابية،وهذه المنظمات تتلقى معظم تمويلها من الدول العربية البترولية بحجة الدفاع عن حقوق المسلمين فى أوروبا وأمريكا،ولكن حقيقة عملها هو أنها جزء من شبكة الجهاد العالمى ،فدورها الرئيسى حشو عقول المسلمين فى الغرب بكل الأفكار المتطرفة لتسهيل أنضمامهم إلى شبكات الجهاد العالمى ضد الكفار،كما أن هذه المنظمات عملت بكل نشاط على عزل المسلمين ومنعهم من الإندماج فى مجتمعاتهم الجديدة فى الغرب،بل أن هذه المنظمات كانت وراء كراهية الكثير من المسلمين فى الغرب لأوطانهم الجديدة،ونشرت ثقافة أن الولاء لهذه الأوطان يتعارض مع الولاء للإسلام ويتعارض مع كراهية ومحاربة الكفار،ومن هذه المنظمات التى جاءت فى التصنيف الإماراتى منظمة كير الإسلامية بأمريكا،والجمعية الأمريكية الإسلامية ماس، وأتحاد المنظمات الإسلامية بأوروبا،والرابطة الإسلامية فى ايطاليا وفنلندا والسويد والنرويج والدنمارك وبلجيكا،ومؤسسة قرطبة بلندن،والتجمع الإسلامى فى المانيا.

رابعا:كذلك شملت القائمة الأماراتية المنظمات التى تتخفى وراء العمل الإنسانى والخيرى وهى فى الواقع تخفى وراءها دورها الرئيسى فى تمويل المنظمات الإرهابية مثل منظمة حماس ومنظمات إرهابية أخرى،ومن هذه المنظمات، منظمة الإغاثة الإسلامية بلندن،ومنظمة الإغاثة الإسلامية الدولية التابعة لتنظيم الاخوان المسلمين الدولى.
خامسا:كسرت القائمة الإماراتية كذلك التقسيم الوهمى بين منظمات إسلامية معتدلة ومنظمات إسلامية متطرفة،فكل منظمات الإسلام السياسى التى تسعى للحكم وتتدخل فى السياسة وتروج للفكر الاصولى وتساند الإرهاب بطريقة غير مباشرة ،هى فى الواقع منظمات إرهابية خطيرة،فمنظمة داعش هى فى الواقع حفيدة تنظيم الاخوان المسلمين،فالقاعدة هى أبنة تنظيم الاخوان وداعش هى أبنة تنظيم القاعدة،ومن ثم فأن داعش هى حفيدة تنظيم الاخوان،ولهذا دافع القيادى الاخوانى يوسف القرضاوى عن داعش وأعلن أن أبو بكر البغدادى كان عضوا فى تنظيم الاخوان،وأصدر القرضاوى بيانا يرفض فيه ضرب التحالف الدولى لداعش.

سادسا:كانت خطوة شجاعة من الإمارات كذلك ضم "الأتحاد العالمى لعلماء المسلمين" ضمن المنظمات الإرهابية،فهذا الأتحاد هو فى الواقع هو الأتحاد العالمى لعلماء الاخوان المسلمين والاصوليين المتطرفين،وهو أداة الاخوان وقطر من آجل هيمنتها على الشأن الإسلامى.

سابعا:أثبتت الإمارات كذلك بهذا التصنيف أن الدول التى شاركت فى صناعة المشكلة من الصعب أن تكون جزءا من الحل، فهذه المنظمات الإرهابية هى نتاج ما تسمى ب"الصحوة الإسلامية" التى بدأت من سبعينات القرن الماضى،والدول التى ساهمت فى صناعة هذه الصحوة هى:مصر(السادات)، والسعودية(فيصل)، والسودان(النميرى)، وباكستان(ضياء الحق)، وإيران(الخومينى) وأمريكا(كارتر وبريجنسكى)، ،وقطر(حمد) فى السنوات العشر الأخيرة،وتركيا(إوردغان) فى السنوات الخمس الأخيرة،وهذه الدول التى صنعت الصحوة الإسلامية الإرهابية من الصعب أن تصدر تصنيفا شاملا وهاما مثل التصنيف الأماراتى،وأتحدى أن تتبنى مصر مثلا التصنيف الأماراتى وتعلن نفس المنظمات كمنظمات إرهابية،أما السعودية فقد اصدرت قائمة هزيلة هى فى مجملها تضم المختلفين مع السعودية سياسيا والذين يهددون حكمها،أما المفاجئة غير السارة فهى رفض أمريكا لتصنيف منظمة كير والجمعية الإسلامية الأمريكية كمنظمات إرهابية،كما رفضت كذلك تصنيف الاخوان المسلمين كمنظمة إرهابية.

ثامنا:أسقطت الإمارات كذلك المتاجرة بالإسلاموفوبيا فى الغرب، فهذه المنظمات الإسلامية التى صنفتها الإمارات كمنظمات إرهابية فى أوروبا وأمريكا هى فى الواقع التى اخترعت وروجت وتاجرت بالمصطلح الوهمى المعروف بالإسلاموفوبيا، فالمسلمون فى الغرب يتمتعون بحريات أفضل بكثير مما يتمتعون به فى دولهم الإسلامية،وإلا فليفسر لنا أحد لماذا يتقاتل المسلمون فى الدول الإسلامية للهجرة والمعيشة فى دول الإسلاموفوبيا هربا من الحرية والنعيم والإيمان والتقوى فى بلاد الإسلام؟.

تاسعا:رفعت الإمارات كذلك الغطاء عن المنظمات الإسلامية الإرهابية التى تدعى أنها حركات مقاومة وتحرر،مثل منظمة أبو سياف فى الفلبين،،ومنظمة إمارة القوقاز الإسلامية( الجهاديين الشيشانيين)، والحركة الإسلامية بأوزبكستان،فهذه المنظمات الإرهابية الخطيرة كانت تتلقى أموالا من دول البترول وتجد تعاطفا بين الكثير من المسلمين يجعلها تجند مسلمين متطرفين من العالم كله،وقد صنعت خيرا الإمارات برفع الغطاء عن هذه المنظمات وكشف وجهها الإرهابى الحقيقى.
وأخيرا: لعل النقص الوحيد فى القائمة الإماراتية هو عدم إداراج منظمة حماس كمنظمة إرهابية ،رغم أنها كذلك،وربما يرجع ذلك لحساسية الموضوع الفلسطينى عند الرأى العام العربى،فحماس هى الى أنشأت منظمة أنصار بيت المقدس الإرهابية فى سيناء،حتى من الأسم يتضح أنها صناعة حمساوية،فرغم كثرة المنظمات الإرهابية المصرية إلا أنها لم تستخدم بيت المقدس أسما لأى منها من قبل ،ولكن لأن حماس هى الضالع الرئيسى فى تأسيس أنصار بيت المقدس فقد جعلت أسمها يتوافق مع قناعات حماس بالإشارة إلى بيت المقدس،فحماس تتلقى التمويل من عدة دول ومن التنظيم الدولى للاخوان وهى تقوم بالتدريب والتجنيد والتسليح لمنظمة أنصار بيت المقدس.
لقد أدركت الإمارات أن الصحوة الإسلامية ،التى أنتجت كل هذه المنظمات، هى صحوة خراب ودمار للمنطقة وليست صحوة دينية بريئة، ولهذا رفعت عنها الغطاء ليظهر وجهها الحقيقى أمام العالم كله.

כתיבת תגובה

האימייל לא יוצג באתר. שדות החובה מסומנים *