صراع الحق مع اللاحق 
الكاتب: باريس بحري
 
تسعى سلطة الأقلية الفلسطينية هذه الأيام الى الحصول على أعتراف دولي لأنشاء دولة تضمهم ويترأس هذا المسعى محمود عباس والذي أعلن طلب الحصول على دولة (فلسطينية) من خلال الأمم المتحدة ، وقد أعترضت دولة اسرائيل على هذا الطلب ، وأبدت استنكارها ورفضها لتجاوز مفاوضات السلام والتي تُعتبر الطريق الوحيد لحل الأزمة والمتمثلة بالصراع طويل الأمد بين اسرائيل والفلسطينيين.
 
من الناحية التأريخية تُعتبر اسرائيل دولة حقيقية وبشهادة النص التوراتي والأنجيلي وحتى القرآني حيث الأشارة واضحة وبنص صريح يوضح أحقية الاسرائيليين في انشاء دولة على الأرض التي تُمثل دولتهم الحالية ، ومن جانب آخر يُطلعنا التأريخ على حقيقة وجود دولة ( مملكة ) اسرائيلية قد أُنشأت قبل الآف السنين ترأسها مجموعة من الذين يطلق عليه الاسرائيليون تسمية (آباء) وقد تبوء بعض هولاء الآباء مناصب سياسية مرموقة في مصر والعراق ، في حين إن الفلسطينيين لم يكونوا ذو شأن في داخل حدود دولة اسرائيل أو خارجها الى درجة أن النص القرآني ( والفلسطينيين مسلمين بأغلبهم ) لم يأتي على ذكرهم بتاتا"وتجاهل وجودهم ، وبالمقابل فأن النص أشار وبكل وضوح لأرض يمتلكها شعب اسرائيل وأطلق عليها تسمية ( الديار ) كدلالة مكثفة تشير لأصحاب الحق في السيادة.
 
 
لا أعتقد بأن المسعى الفلسطيني جاء متفردا" من غير دعم خارجي وفره اعداء اسرائيل وخاصة أولائك الذين ينادون ليل نهار وبصوت عالي مطالبين بزوال الدولة العبرية ، أعتقد بأن الفلسطينيين أذا ما نجحوا في أخذ حق لم يمتلكوه فلسوف يكون هذا مشجع للباقين من السراق ليطالبوا بأجزاء من أرض اسرائيل ويدعون أحقيتهم فيها، قد يطالب حزب الله بشمال اسرائيل ، ويطالب السلفيون المصريون بصحراء النقب ، ويطالب الأيرانيون بأورشليم ، ويطالب العرب السُنة بتل أبيب ؛ لست أفهم هذه المهزلة ؟. لست أفهم لماذا يدعي المسلمون تقديس الكعبة في مكة السعودية في حين أن أطماعهم تتجه نحو هيكل سليمان (سليمان أحد آباء الشعب الاسرائيلي)؟. لماذا لم يدعم القرآن ( القضية ) الفلسطينية ؟!!..
 
لقد حان الوقت لتوضيح الحقائق وأرجاع المياه لمجاريها والنظر للفلسطينيين كأقلية تكرمت عليهم اسرائيل الدولة وأعطتهم فوق ما يستحقون ، وعلى الأمم المتحدة أن لا تسمح لنفسها بألحاق الأذى باسرائيل ولا ترضخ لأي ضغط من قبل أطراف دولية معينة ، كما وأن على الاسرائيليين أن يكفوا عن مسايرة ومهادنة مشاريع معادية لهم ، فلا يمكن أن يواجهوا الرصاصة بأبتسامة. 
الفلسطينيون أقلية ، الدولة الاسرائيلية واقع تاريخي وحقيقة حاضرة ، النصوص الكتابية المقدسة أشارت لأصحاب الحق ، على الجميع احترام قرار الله ، احترام حقائق التأريخ ، احترام الحق. 
 

 ان المقالات المدونة في هذه الخانة تعبر عن اراء اصحابها, ولا تلزم الموقع بمحتواها  


 
 
تابعونا على


 

 

תגובה אחת

כתיבת תגובה

האימייל לא יוצג באתר. שדות החובה מסומנים *