أقلام القراء / الكاتب جمال مزراحي
 طبيعة النزاعات الإثنية والدينية في المنطقة العربية واسبابها

 

تعتبر النزاعات أيا كان شكلها ونوعها, ظاهرة اعتيادية بغض النظر عن الطوائف والإثنيات المشتركة في النزاع, داخل المنطقة الواحدة أو خارجها, عموما فيما يخص الشرق الأوسط والمنطقة العربية تحديدا , وطبيعة النزاعات داخلها , فيجبأن نقف هنا على عدة أسباب وأبعاد تتعلق بهذه النزاعات.

فمع تفكك ما يسمى الكتلة الشرقية ,مطلع التسعينات, إضافة الى رود الأفعال, المضادة لمبدأ العولمة لأسباب تتعلق, بعدما ستيعاب العقلية العربية بشكل عام للثورة المعلوماتية ومبدأ الحداثة , التي اصبحت في الوقت الحاضر سمات طبيعية في الحياة البشرية , ناهيك عن العصبية الكلاسيكية وسمة التمجيد بالماضي التي يتمشدق بها العرب, على بقية الشعوب المحيطة بهم والغير المحيطة , وغيرها من الأسباب والمسببات, التي خلفت شرخا كبيرا فيالمنطقة, إنعكس على الأوجه الحضارية والسياسية والإجتماعية لدى الواقع العربي, تسبب في قلة الوعي, وتصاعد مستوى الأمية لدى هذه الشعوب كل هذه الاسباب وغيرها ساهمت , في انتاج مساحات فارغة, تملأها انماط سلوك اثنية مذهبية ضيقة قائمة على اساس التعصب للأيديولوجية والعقيدة ومحاربة كل ما من شأنه الإختلاف مع هذه العقيدة او هذا الفكر عموما.

وفيما يخص النزاعات الإثنية _المذهبية, التي هي موضوعنا اليوم , فقد تضافرتمجموعة من الجهود والعوامل, المتعددةلتجعل من قضية النزاعات الإثنية, إحدى القضايا البارزة في المنطقة العربية , وقبلالشروع في تحليل تلك العوامل تجدر الإشارة هنا الى ان مفهوم النزاع نعني به وصف كلتفاعل سلبي, بين الجماعات الإثنية المختلفة سواء اتخذ هذا التفاعل شكلا عنيفا, اواقتصر على العنف السياسي, كما أنه_اي النزاع_ يتعامل مع مفهوم الجماعة الإثنية, بوصفها كل جماعة لها خصوصيتها اللغوية, والدينية أو المذهبية, أو العرقية, وتملك الوعيبتمايزها عمن سواها من الجماعات بحكم تلك الخصوصية.

وفي طليعة العوامل المثيرة للنزاعات الإثنية, يأتي الخلل في اسلوب ادارةالتنوع الإثني, وهو خلل يتجسد في إقدام الجماعة الحاكمة, على اقصاء و تهميش ماعداها من جماعات اخرى, وهذا النموذج نجده واضحا لدى الانظمة العربية وطريقة ادائهاللسلطة, اضافة الى ما تقوم به هذه الإنظمة من شتى اجراءات تعسفية على شعوبها, تتضمن كبت الحريات ومصادرة الرأي الأخر, ومنع حرية تدفق المعلومات, وغيرها من عوامل القمع والبطش, مما انعكس على واقع هذه الشعوب تحت مطارق انظمتها, الحاكمة فهيء تربة ملائمة لنمو العصبيات الضيقة التي بدورها أسست , لمبدأ نزاع فكري_عقائدي, الذي تطور فيما بعد , الى الصدام المسلح بينالاطياف والمكونات العربية , على اختلاف الوانها ويجب ان لا نغفل عن العوامل التاريخية , التي تحتل مكانة مرموقة, في هذا المضمار, فما يسمى بالخلافة العثمانية التي امتدت سلطتها على المنطقةالعربية, اربعة قرون ادخلت آلياتسلبية كثيرة لشعوب المنطقة, خلال فترة حكمها تتضمنمزيدا من التخلف و الاقطاعية, وانحدارالمستوى الثقافي والتعليمي, واقتصاره على فئة قليلة من ابناء ملاكي الأراضي والمقربين من السلطة, ولا ننسىايضا الاختلاف الكبير بين السنة والشيعة,العرب الذي ترجع اسبابه الى عوامل تاريخية كثيرة لا مجال لذكرها ,هذا ناهيك عن ماتتميز به الشخصية العربية , بعدم الشعور بالهوية الوطنية او فقدانها فيالأصل وانصهارها بين المفاهيم الطائفية_الديموغرافية الضيقة التي باتت تشكل السمة الابرز, بين العرب وبالتالي تطور هذا الاختلاف العقائدي السني _الشيعي من الجدل السلمي, الى الصدام المسلح ,وخيرمثال على ذلك , ما يعرف بحزب الله اللبناني ( الحمار المطيع لإيران) والذي انخدع اغلب العرب السذج ,بحقيقةتوجه واهداف هذا الحزب ,الخفية الغيرمعلنة فقد اقدمت الميليشيات التابعة لهذا الحزب المزعوم, اثناء الحرب الأهلية اللبنانية على جرائم عديدة مستهدفة المناطق التي يسكنهاالمواطنون اللبنانيون , ابناء الطائفة السنية والدين المسيحي وغيرها من الطوائف والمكونات التي لا تتفق وسياسة هذا الحزب , حيثاصدر أمين عام حزب الله أوامره, الى ميليشياته بقطع جميع المواد الغذائية والتبرعات عن المناطق التي يقطنها السنة او المسيحيين اوغيرهم ممن يختلفون مع الحزب من الناحية المذهبية والسياسية , مما اجبر سكان تلكالمناطق على اكل لحوم القطط والكلاب, سدا لجوعهم القارص ومجزرة صابرا وشاتيلا خير دليل على ذلك , وهاهم اقطاب وقياديو حزب الله لازالوا يصولون ويجولون في لبنان وخارجها , دون ان يجرؤ احد على محاسبتهم عن جرائمهم, ولو بالتلويح البسيط! .

في النهاية نقول ان ثمة ميلا متزايدا لدى الشعوب العربية, الى التنازع الطائفي والعرقي وهو ميل تغذيه بالاساس القوىالحاكمة, في الداخل واجهزتها المتنفذة اضافة الى التيارات الدينية , والمذهبية التيتحمل في فكرها سمة التعصب والموت الفكري الذي كما نعلم ,اسوء من الموت الجسدي لها دورا في تغذية هذا النزاع في الداخل العربي ,وخارجه ايضا, فأين شعارات الديمقراطية ,والتمنية ومكافحة الفساد التي تتمشدقون بها مرارا وتكرارا, وتدعون بأنكم اولى بها عن غيركم واين هو التسامح الديني والمذهبي الذي ترتلوه كل يوم على مسامعنا’ وأين وأين وأين … الخ اسئلةكثيرة فات الآوان على اجابتها ,لأننا لنننتظر منكم مزيدا من الأكاذيب والتزييفات المتعمدة للحقيقة, التي اصبحت مجرد شعارا مرفوع لا اكثر في بلدانكم .

 ان المقالات المدونة في هذه الخانة تعبر عن اراء اصحابها, ولا تلزم الموقع بمحتواها  

 

 

8 תגובות

  1. ان العيب الرئيسي فينا نحن العرب هو عدم تقبلنا للاخر سواء كان هذا( الاخر) مختلف معنا في الديانة او ننتمي معه انفس الديانة ولكنه من مذهب اخر وهذا يستتبع معه تكون عقد نفسية ينتج عنها كراهية واحقاد تنتقل من جيل لاخر ..المشكلة تأتي من كون عدم التقبل هذا ناتج عن قلة معرفة وجهل وليس نتيجة دراسة وتحليل ومقارنة مجردة.غالبيتنا يحيا ويموت وهو يكره ديانة معينة او مذهب معين دون ان يعرف السبب سواء كان ذلك ناتج عن جهله او نتيجة تراكمات فرضها المجتمع الجاهل ورجال الدين الظلاميين وطبعت في ذهنيته،اما المحظوظين والباحثين عن الحقيقة فانهم غالبا ماتتشكل قناعتهم وعقائدهم بعد البحث والتقصي والدراسة ومن ثم تتشكل لديهم القدرة على تقبل الاخر والتعايش معه مادام هناك امور مشتركة تجمع بينهما وبذلك يمكن التخلص من التعصب الاعمى البغيض ..الا ان ذلك لايروق بالطبع للطبقة الحاكمة ورجال الدين لخوفهم على مكتسباتهم وسطوتهم التي هي بالتأكيد نتاج جهل المجتمع ..فنراهم يقتاتون ويغذون ايضا مجتمعاتهم بكراهية الغير وتخويفهم منه دون مبرر ،ان انضاج الفكر وتنظيفه من أوساخ التعصب وخزعبلات الظلاميين يتطلب تحرك مبرمج وصبر ومثابرة من قبل النخب والطبقة المثقفة لانقاذ المجتمع مما هو عليه من تعصب مقيت وجهل مطبق يمكنه من النهوض من هذا الواقع المزري ..

    1. نعم هذا الصحيح لكن كما تعلم استاذ علاج هذه المشكلة لا يمكن ان يأتي في يوم او ليلة ناهيك عن عد استيعاب المنظومة الاجتماعية العربية لمظاهر الحداثة الاجتماعية والتمسك بالعادات والتقاليد الضيقة وشحنها بالمزيد من العصبياات التي يتصفون بها

      1. ان المنظومة الاجتماعية العربية على عكس نظيراتها في العالم المتمدن في حالة تدني مستمر وليس تطور وان اسباب ذلك برايي يعود الى اعتبارات دينية بالدرجة الاساس ..فقد لعب رجال الدين السياسي لعبتهم وقالوا كلمتهم واوصلوا المجتمع العربي الى حالته المزرية التي نشهدها اليوم ،نحن بحاجة اليوم الى تكاتف جهود كل الاطراف بما في ذلك الطرف الاخر (دولة اسرائيل ) لنرقى بالمجتمع الى مستويات فهم افضل ، وهذا بالتاكيد يحتاج الى وقت وجهد ليس بالهين ..كما انه بحاجة الى عقول متفهمة ونضج سياسي عال بعيدا عن التعصب الديني والقبلي والقومي ..اننا الان واكثر من اي وقت مضى بحاجة الى الحوار المتمدن الذي يعتمد على المشتركات التي تجمع الشعوب والابتعاد عن كل ماهو مثير للعداء ..اني ارى التجربة الاسرائيلية ((بكل حيادية وبعيدا عن التعصب )) سوف تكون مفيدة لنا اذا عرفنا كيف نستفاد منها وكيف استطاعت دولة حديثة التكوين من النهوض بنفسها في مدة قياسية رغم تعدد ألوانها وأطيافها وتكوينها الاجتماعي ..هذه التجربة التي نجحت في اصهار جميع مكونات المجتمع وجعله يدا واحدة وصوت واحد لهي جديرة بالدراسة والاستفادة منها …نحن الان بأمس الحاجة الى جهود أناس واعين ومعتدلين أمثال الاستاذ جمال مزراحي وباريس بحري وغيرهم ..شرا لك استاذ جمال مرة ثانية واسف للاطالة

  2. ان العيب الرئيسي فينا نحن العرب هو عدم تقبلنا للاخر سواء كان هذا( الاخر) مختلف معنا في الديانة او ننتمي معه انفس الديانة ولكنه من مذهب اخر وهذا يستتبع معه تكون عقد نفسية ينتج عنها كراهية واحقاد تنتقل من جيل لاخر ..المشكلة تأتي من كون عدم التقبل هذا ناتج عن قلة معرفة وجهل وليس نتيجة دراسة وتحليل ومقارنة مجردة.غالبيتنا يحيا ويموت وهو يكره ديانة معينة او مذهب معين دون ان يعرف السبب سواء كان ذلك ناتج عن جهله او نتيجة تراكمات فرضها المجتمع الجاهل ورجال الدين الظلاميين وطبعت في ذهنيته،اما المحظوظين والباحثين عن الحقيقة فانهم غالبا ماتتشكل قناعتهم وعقائدهم بعد البحث والتقصي والدراسة ومن ثم تتشكل لديهم القدرة على تقبل الاخر والتعايش معه مادام هناك امور مشتركة تجمع بينهما وبذلك يمكن التخلص من التعصب الاعمى البغيض ..الا ان ذلك لايروق بالطبع للطبقة الحاكمة ورجال الدين لخوفهم على مكتسباتهم وسطوتهم التي هي بالتأكيد نتاج جهل المجتمع ..فنراهم يقتاتون ويغذون ايضا مجتمعاتهم بكراهية الغير وتخويفهم منه دون مبرر ،ان انضاج الفكر وتنظيفه من أوساخ التعصب وخزعبلات الظلاميين يتطلب تحرك مبرمج وصبر ومثابرة من قبل النخب والطبقة المثقفة لانقاذ المجتمع مما هو عليه من تعصب مقيت وجهل مطبق يمكنه من النهوض من هذا الواقع المزري ..

    1. نعم هذا الصحيح لكن كما تعلم استاذ علاج هذه المشكلة لا يمكن ان يأتي في يوم او ليلة ناهيك عن عد استيعاب المنظومة الاجتماعية العربية لمظاهر الحداثة الاجتماعية والتمسك بالعادات والتقاليد الضيقة وشحنها بالمزيد من العصبياات التي يتصفون بها

      1. ان المنظومة الاجتماعية العربية على عكس نظيراتها في العالم المتمدن في حالة تدني مستمر وليس تطور وان اسباب ذلك برايي يعود الى اعتبارات دينية بالدرجة الاساس ..فقد لعب رجال الدين السياسي لعبتهم وقالوا كلمتهم واوصلوا المجتمع العربي الى حالته المزرية التي نشهدها اليوم ،نحن بحاجة اليوم الى تكاتف جهود كل الاطراف بما في ذلك الطرف الاخر (دولة اسرائيل ) لنرقى بالمجتمع الى مستويات فهم افضل ، وهذا بالتاكيد يحتاج الى وقت وجهد ليس بالهين ..كما انه بحاجة الى عقول متفهمة ونضج سياسي عال بعيدا عن التعصب الديني والقبلي والقومي ..اننا الان واكثر من اي وقت مضى بحاجة الى الحوار المتمدن الذي يعتمد على المشتركات التي تجمع الشعوب والابتعاد عن كل ماهو مثير للعداء ..اني ارى التجربة الاسرائيلية ((بكل حيادية وبعيدا عن التعصب )) سوف تكون مفيدة لنا اذا عرفنا كيف نستفاد منها وكيف استطاعت دولة حديثة التكوين من النهوض بنفسها في مدة قياسية رغم تعدد ألوانها وأطيافها وتكوينها الاجتماعي ..هذه التجربة التي نجحت في اصهار جميع مكونات المجتمع وجعله يدا واحدة وصوت واحد لهي جديرة بالدراسة والاستفادة منها …نحن الان بأمس الحاجة الى جهود أناس واعين ومعتدلين أمثال الاستاذ جمال مزراحي وباريس بحري وغيرهم ..شرا لك استاذ جمال مرة ثانية واسف للاطالة

כתיבת תגובה

האימייל לא יוצג באתר. שדות החובה מסומנים *