الكاتب: باريس بحري


 
يبدو أن رجالات بشار الأسد يرون القادم بشكل مختلف ، من الواضح أنهم لا يستبشرون خيرا" ولا يطمئنون للمواقف الخارجية التي تُطمئِن بشار ، أن الفرق بين رؤيتهم ورؤية زعيمهم أنهم ذوي نظرة سوداوية قاتمة وهو ذو نظرة ضبابية ساذجة وما بين السواد والسذاجة علاقة فكرية وثيقة فالرؤى المغلوطة تودي بمرتئيها الى السقوط في هاوية الذهن المشوش فيضيع صاحب العقل المرتبك في متاهات تصوراته الغير منظمة ويساعدهُ في هذا التساقط الدعم الموجه له من المستفيدين من كل شخص أستطاع أن يدخل خطأ" للسلطة بدل مستشفى الأمراض النفسية .

القصر ينهار وصاحب العرش يتطلع الى الأفق منتظرا" حليفه قادما" على حصان طائر متخيلا" نفسه راكبا" خلف أو أمام الحليف محمولا" الى مخبأ أمين لا تطاله يد القدر وهناك…… !!! .. هيه يابشار أصحو من نومك واترك عالم الأحلام وتطلع من شرفتك المتهاوية الى الطوفان المهيب الذي قرر أن يزورك ويحل ضيفا" قسريا" عليك وستكون وليمة الأستقبال عبارة عن الجمل بما حمل …. لن تنجو يا ملك الغابة الدمشقية من الغرق وحتى لو تواريت في الكهوف الطهرانية فسوف تسمع هدير الأمواج متوجها" نحوك صارخا" بإن الرب الأله قد بلغ به الحزن مبلغه لأنه خلقك أنت وأمثالك وحلفائك .

أنا لا ألوم أتباع الرئيس السوري المخلوع عما قريب ، فهم قد تربوا على الركوع أمام زئير الأسد النهم ورؤوا سطوة سيفه المتغطرس ، لا ألومهم لأنهم لا يستطيعون الهرب ركضا" بسبب ثقل بطونهم المتكرشة المملوءة من موائد الذُل ودسم الأذلال ، ولا أعذرهم لأنهم تجاهلوا المستقبل وكأن يومهم لا غد له ، جاء الغد حاملا" معه الطوفان مكتسحا" عقارب الساعات المتوقفة وأزمنتها البالية بسبب الركود ولن تُستثنى أي غابة أو كهف سقيم.

أي مصيرِ سيُصيب حيوانات الغابة أذا ما هلك أو هرب ملكها الأسد الحالم ؟؟؟؟…

 

بسقوط النظام السوري سيزداد الخناق على حزب جنوب لبنان الأرهابي وتنقطع عنه الكثير من مقومات أصراره على إيذاء دولة اسرائيل وهذا ما سيُربك المتطرفين والسياسيين المتشددين في الأقلية الفلسطينية وستُسد منافذ مهمة كانت تمولهم بالسلاح وغيره ، ستكون ايران في موقف لاتُحسد عليه ومن الممكن أن تستبدل حليفها السوري في حال سقوطه بحليف عراقي حيث أن بغداد أبدت موقفا" سلبيا" تجاه تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية وبررت ذلك بالمصلحة الستراتيجية للعراق فرفضت التصويت على التعليق ، سيكون جنوب العراق بديلا" مفضلا" في حال ضعف حزب جنوب لبنان ، وستكون حكومة بغداد الحليف الجديد للجمهورية الأسلامية بشرط أن يتم تطويع وترويض رئيس الوزراء المالكي ولا أستبعد ذلك لكونه ذو نزعة نفعية غالبة على شخصيته ، ولا ننسى الدور المهم للمكون السُني الرافض للتدخل الأيراني في العراق بسبب أختلافات عقائدية وعرقية ، أن الولايات المتحدة مستمرة بعملية الأنسحاب من العراق وهذا ما يُشكل عاملا" مُشجعا" لطهران .

هناك حلفاء لأيران مازالوا لاعبين مؤثرين في المنطقة كالمعارضة البحرينية والحركة الشيعية في المملكة السعودية ومن المرشح أن تظهر فصائل مسلحة جديدة لملأ الفراغ الذي يُحدثه أنهيار حلفاء طهران فيتجدد الدور والخطر ، ليس من المستبعد أن تكون العصابات بديل للحلفاء الذين يسقطون أو يضعفون .

كل الخيارات والتوقعات مطروحة ولكن الأمر الأكثر تأثيرا" وحظورا" هو سقوط النظام السوري فبسقوطه لن يكون هناك بديل يُكافيء دوره في المنطقة وستقترب النار من أصابع طهران بعد حرق الورقة الواقية .

 
 

  ان المقالات المدونة في هذه الخانة تعبر عن اراء اصحابها, ولا تلزم الموقع بمحتواها  

 

تابعونا على 

 

 

 

כתיבת תגובה

האימייל לא יוצג באתר. שדות החובה מסומנים *