قراءات في كتاب هوية يهودي / علاء الصائغ – الولايات المتحدة
الجنس اليهودي

كثيرا ما نرى كتّابنا يمتدحون قوما حتى يوصلوهم إلى أصناف الملائكة ويذمون آخرين حتى يوصلوهم إلى أصناف الشياطين ، وبينَ هؤلاء وهؤلاء نرى بعض المنصفين ، وتزداد نسبتهم وتتناقص طرديا في مناطق التعصب الديني والعرقي ، ولكي أتخذ طريقا لا ينكره أعداء اليهود أصدرتُ هوية اليهودي على لسان ألد أعدائهم من نمرود وفرعون ونبوخذ نصر وحتى يومنا هذا ، علّـني أجد ما يبرر معاداتنا لهم أو على الأقل ما يبرر عدم محبتنا لهم،كانت الحقيقة الأولى عن اليهود والتي تتعلق بجنسهم البشري أشد الحقائق مرارة على أعدائهم، والتي لا نمتلك أدنى شك على ثبوتها، وهي إن الجنس اليهودي هو أرقى أجناس العالم منذ القدم وحتى قيام الساعة، وقبل أن تزدري بكلامي تعال معي لنرى ذلك.

لاخلاف بأن الدين اليهودي هو أول الأديان منذ بدإ الخلق ، فما يعني ذلك؟

– بكل بساطة يعني أن الله وجد فيهم مؤهلات الرسالة الإلهية ، والرسالة الإلهية تحتاج إلى الرقي الفكري لإستقبالها ، أي إن التطور الفكري الذي كان اليهود فيه يفوق ما كان عليه العرب بألفي سنة تقريبا،ولو أن العرب كانوا مؤهلين لتلقي الرسالة السماوية، لبشرهم نبي الله إسماعيل، فإسماعيل كان الإبن البكر لإبراهيم ، فلماذا إعتزل إسماعيل التبليغ بدين الله وهو نبي كما جاء في النصوص القرآنية ؟

الجواب الذي لا مفر منه ، هو إن العرب آن ذاك كانوا أمة أقل مستوى من أن يحملوا الرسالة الإلهية،وأعظم الحقائق ( شاهد من أهلهم ) وهو ما جاء في القرآن،حيث أن القرآن جاء بعشرات الآيات التي يكلم بها اليهود ويذكرهم بفضل الله عليهم ويعيد تذكيرهم بأحكامه، أما الأعراب وكما ذكرنا في الكتاب الأول من هذه السلسلة، أقول أمّا الأعراب فقد كلمهم الله كما لم يكلم الدواب والبهيمة، وهذا ما نجده في الآية)الأعراب اشد كفرا ونفاقا وأجدر ان لا يعلموا حدود ما أنزل الله( – سورة التوبةوهناك آيات أخرى بهذا الصدد ، راجع مبحثنا – من هم الأعراب – الكتاب الأول.

وبعد كل ذلك فإن اليهود تميزوا منذ آلاف السنين عن بقية البشر بالإنتماء الروحي والطابع الديني في تكاتفهم، مما جعلهم أول الأمم وأكثرها تحضراً، فالدستور الإلهي نظّم معاملاتهم وقضى على الطبيعة الوحشية التي إمتاز بها الإنسان قديما،في الوقت الذي كان العرب آن ذاك يُغِير بعضهم على بعض ويسرق بعضهم بعضاً،من هنا جاءت التناحرات بين اليهود والأمم التي نشأت بعدهم، فالطقوس الدينية التي كان على اليهود أن يؤدوها للرب باعدتْ بينهم وبين معظم الشعوب التي من حولهم،عدم أكلهم للذبائح التي تنحر من دون تذكية، صيامهم، صلاتهم، أدعيتهم، معابدهم، معاملاتهم، كل ذلك أبعدهم عن التجانس مع الآخرين، وزرع في أنفس الآخرين الحقد والحسد،فلابد أن هناك الكثير ممن كان يسأل نفسه، لماذا لم يبشرنا الله ويبعث لنا الأنبياء كبني إسرائيل ؟

– في أرض نجد والحجاز حيث كان العرب يعيشون ويعيش على مقربة منهم مجموعة كبيرة من اليهود في حصن خيبر،آمن العرب بما كان يروه اليهود من قصص الأولين، حتى أن أهل قريش إتهموا النبي محمد بأن له معلم يهودي يقوم بتدريسه وكتابة القرآن له، هذا التصور وحده يكفينا للجزم إن الجنس اليهودي ومنذ القدم كان متميزا على من حوله، لذا فإن التناحر بين الثقافة العربية الهشة وبين الثقافة اليهودية المتطورة نشأ قبل ولادة النبي محمد بمئات السنين، وحتى بعد أن أصبح للعرب دين، عادوا يستندون للكتب اليهودية في سد النقص الحاصل في قصص الأنبياء السابقين،وكل هذا كان مخزونا من الحسد باعد شيئا فشيئا بين العرب واليهود.

من كتاب هوية يهودي – الجزء الأول – ( عصر حكومة الأنبياء) علاء الصائغ – الولايات المتحدة

כתיבת תגובה

האימייל לא יוצג באתר. שדות החובה מסומנים *