بقلم الباحث والمحلل للعالم العربي رافع ابو طريف

رافع ابو طريف

أعلنت حركة حماس الارهابيه، التي تسيطر على قطاع غزة، إبلاغها الجانب المصري رفضها لمبادرة التهدئة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل التي طرحها، بداية الأسبوع، خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب.

تخشى قطر وتركيا العودة القوية لمصر على الساحة الإقليمية بعد تراجع دورها عقب الربيع العربي وسيطرة جماعة الإخوان على الحكم في مصر, يأتي ذلك في وقت كشفت فيه عديد المصادر عن ضغوط قطرية تركية على الحركة، التي تسيطر على القطاع لدفعها باتجاه رفض المبادرة المصرية، دون الأخذ في الاعتبار سقوط مئات المدنيين الفلسطينيين بين قتلى وجرحى، وأكد متحدث باسم حماس أن الحركة أبلغت مصر رسمياً برفضها مبادرة وقف إطلاق النار في غزة.

رفض
وقال المتحدث باسم الحركة، سامي أبو زهري: "خلاصة النقاش داخل مؤسسات الحركة هو رفض المبادرة، ولذلك أبلغت حماس القاهرة، الأربعاء، اعتذارها عن قبول المبادرة المصرية".
وتخوض مصر منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية على غزة مشاورات حثيثة، مع الأطراف الدولية والعربية، لوقف العمليه العسكريه التي فرضتها حماس عندما بدأت بدايتآ بخطف الشبان الثلاثه واتممتها بعدوانها بالقصف الهمجي على المدن الاسرائيليه والمدنيين العزل، توجتها بمبادرة لقيت دعماً دولياً وعربياً متزايداً.

أسباب مبهمة
ولم يوضح أبو زهري أسباب الاعتذار، أو أية نقاط تفصيلية أخرى تتعلق بموقف الحركة من المبادرة، فيما رأى المتابعون للمشهد الفلسطيني أن ذلك يأتي نتيجة الضغوط المسلطة على الحركة من الجانب القطري، الذي يستعد إلى طرح مبادرة جديدة للتهدئة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
ويعتبر هؤلاء أن الخطوة القطرية المدعومة تركياً تأتي في سياق المزايدة على الدور المصري.
وتخشى قطر وتركيا العودة القوية لمصر على الساحة الإقليمية، بعد تراجع دورها عقب الربيع العربي، وسيطرة جماعة الإخوان على الحكم في مصر.

لقاء ومبادرات
وفي هذا السياق تندرج الزيارة غير المعلنة لأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني إلى تركيا، في ساعة متأخرة من ليل الثلاثاء-الأربعاء الماضي، حيث التقى الرئيس عبدالله غول ثم رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان.

ويرجح أن يكون محور اللقاءين المبادرة التي تسعى قطر وتركيا إلى إطلاقها لتكون بديلة عن المبادرة المصرية، وسط غياب فرص نجاحها، في ظل التفاف عربي ودولي حول المبادرة المصرية.
وكان مدير المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، عزمي بشارة، والمقرب من دوائر الحكم في قطر، قد كشف، قبل زيارة تميم إلى تركيا بساعات قليلة، عن اتصالات تجري حالياً بين القطريين والأتراك مع واشنطن وأطراف إقليمية، في إشارة لإيران لتقديم مبادرة للتهدئة خلال الأيام القادمة.
مزايدة
وفي هذا الصدد، اتهم مساعد وزير الخارجية السابق للشؤون العربية هاني خلاف، قطر وتركيا، بالمزايدة على دور مصر في المنطقة، مشيراً إلى أن المبادرة المصرية، التي رفضتها حماس "جديرة بالاحترام"، داعياً قطر وتركيا، لإعادة النظر في مواقفهما تجاه القاهرة.
وتحدثت مصادر عن وجود انقسام شديد بين قادة حماس، بسبب رفض المبادرة المصرية تحت الضغوط القطرية التركية، التي لوحت بقطع أي تمويل مالي في حال قبول الدور المصري.

כתיבת תגובה

האימייל לא יוצג באתר. שדות החובה מסומנים *