موقع اسرائيل بالعربية – صوت الشعب الإسرائيلي
أقلام القراء / الكاتب جمال مزراحي

العلاقة التي تجمع  بين الأخوان المسلمين والحمساويين علاقة مزاوجة متينة منذ القدم, ليس لأنهم فقط  ينطلقون من أيديولوجية ومعتقد مشترك  وإنما مصالحهم وأهدافهم تكاد تكون واحدة في العالم  والمنطقة, فعندما تسلم الإخوان الزعامة في مصر ازداد نفوذ "حماس" بشكل منقطع النظير وخير دليل على ذلك الهجمات التي تعرض لها  الجنود المصريون على الحدود ما بين مصر وقطاع غزة إبان فترة حكم الأخوان والانقلاب التي قادها عبد الفتاح  السيسي, ناهيك عن الدعم المادي و الإعلامي الذي قدم لهذه  الجماعات التكفيرية (ومن ضمنها جماعات السلفية الوهابية التي لا تختلف عن  "حماس" إلا في بعض النقاط القليلة مع الاحتفاظ بوحدوية الجوهر … ).  والأمر الذي يعد اكثر خطورة مما ذكرت هو محاولة سلطة الإخوان  الدائبة لأجل ضم سيناء وجزءا كبيرا من صحراء النقب لحركة "حماس" وأتباعها  مما يعني توسيع النفوذ وتوسيع العمليات التي لا تستهدف فقط جيش الدفاع الإسرائيلي بل حتى الجيش المصري (العربي) تبعا لتقارير مخابراتية  موثوقة  ! .
لكن العملية الانقلابية التي قادها السيسي والتي تعتبر  كنتيجة او تحصيل حاصل لشعور عام بخطر الاسلاميين على الشعب والوطن فسر من قبل المؤيدين للإخوان أنه بمثابة مؤامرة (صهيونية) هدفها الإطاحة  بالشريعة الإسلامية الحاكمة لكن الأيام فندت زيف هذه  الأقاويل لأن السيسي (المتآمر مع الصهيونية  ) يؤيد اليوم  بالخفاء الوجود الحمساوي في غزة  تحت عناوين الوساطة والتهدئة الفضفاضة  التي لم تعد تنطلي على أحدٍ في هذا الزمان! .

الإخوان المسلمون وحماس
اذن اسقاط الحكم  الإخواني لم يكن من قبيل المؤامرة أو ما شاكل هذه الاتهامات (نافذة الصلاحية ),…وإنما  جاء في وقت أدرك فيه  الكثير من المصريين الخطر الذي سيحيق بهم في المستقبل  والذي سيتضمن (في حال  بقاء هذا الحكم) إقصاء الجميع الذين  لا يتفقون على الحكم الاسلامي بشتى الطرق والوسائل القمعية التي يجيدها الإسلاميون بامتياز ! , ومن ثم الإيتاء ب"حماس" ورجالاتها من خارج مصر و منحهم الجنسية المصرية وتفضيلهم على أبناء البلد الاصليين مما سيقود في النهاية الى اقتتال دموي قد يدوم لأمدٍ طويل.
لكن في ظل وجود النظام الجديد و الذي لا نعول عليه ايضا لكنه أخف الضررين على أية حال  من سابقه, استطاع ان يستأصل السرطان الحمساوي في الوقت المناسب الذي لربما  انتشر في جميع  الأرجاء في حال بقاء الإخوانيين في  السلطة لوقت أطول مما قد ينذر  بمزيد من الكوارث والحروب التي ستدور رحاها  على العرب قبل غيرهم.

כתיבת תגובה

האימייל לא יוצג באתר. שדות החובה מסומנים *