موقع اسرائيل بالعربية – صوت الشعب الإسرائيلي
أقلام القراء / الكاتب جمال مزراحي

مصر السيسي  التي أطاحت بالإخوان  المسلمين تصطف اليوم مع "حماس" ذي الجذور الإخوانية ضد اسرائيل تبعا لقاعدة (العدو التقليدي  المشترك), والأغرب من هذا قطر المعروفة  بعدائها الأزلي لمصر ومحاولتها الدائبة  لأجل تسقيطها والتدخل في شؤونها  إتضح اليوم  ان موقفها السياسي مشابه لمصر (السيسية) من بعض الوجوه.

يبدو ان القادة الناطقين بلغة الضاد على اختلاف توجهاتهم ومشاربهم أو بالأحرى  على اختلاف عدائهم المستحكم فيما بينهم يكررون توحدهم كل مرة  ضد الجارة اسرائيل أو ضد العدو التقليدي كما أشرت, وهذا يعطينا صورة واضحة تشبه الكلاب التي تتهارش فيما بينها على الجيف ليل نهار  لكنها سرعان ما تنبذ خلافاتها فجأة  وتتوحد ضد الذئب الذي يمثل بالنسبة إليها عدو تقليديا لا مفر من مواجهته, ولا ننسى قطر التي أيضا تخاف من صحوة الأخوان المسلمين في أرضها قد  حذت حذو مصر في هذا المضمار وهذا الأمر يعطينا صورة أخرى   بأن حماس يبدو إنها  أخطر من كونها منظمة إرهابية –  مشرذمة بل هي أكبر من ذلك بكثير لأنها تضم  في داخلها رجالات كثيرة  من التجار الذين يتنقلون بين البلدان العربية وحتى الأجنبية  ويقيمون المشاريع المالية الضخمة على اختلاف أنواعها, تحت ذريعة أنهم يمثلون  (مقاومة وممانعة) وأوهموا العالم  بأنهم يواجهون عدوا يهدد جميع العرب لكن الحقيقة تقول عكس ذلك تماما  لأن في اسرائيل ستجد مواطنين عرب وان كانوا من الدرجة الثانية, وهذا النظام  معمول في كل الدول التي يوجد  فيها لاجئين ومهاجرين, لكنك بالمقابل لن  تجد في بلد عربي واحد  مواطن اسرائيلي  يمتلك جنسية عربية أو حتى إقامة مؤقتة  وهذا هو الفرق بين الذئب والكلب يا أعزائي !.

أطفال حماس
أطفال حماس

يبدو بأن " نظرية العدو التقليدي" المزعومة لم يخرجوها هؤلاء القوم من رؤوسهم الى اليوم بل لقنوا أطفالهم الصغار على كره وعداء إسرائيل لا لشيء سوى أنهم يتبعون آبائهم في ذلك تبعا للآية التي تقول "إنا وجدنا آبائنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون " ! ,  والغريب بالأمر المثقفين العرب لا يختلفون كثيرا عن الجهلاء والأميين  بل هم أسوء منهم بكثير في آرائهم المعادية لإسرائيل  طبعا وإلا فكيف لهم ان يستمروا بفصول هذه التمثيلية اذا انقطع عنهم الدعم و الغطاء من قبل الأنظمة (الكلاب) …

على شعوب هذه الأنظمة ان ترجع الى  عقولها وتنبذ "نصوص الأقدمين" الهزيلة  جانبا فالتمجيد  بشعارات الماضي والمحاولة البائسة من أجل استحضار  التاريخ كل مرة  لن تتكرر في زمن الدورات المتتالية التي أشار إليها الفيلسوف "إبن خلدون" !, وعليهم أيضا ان يدركوا بأن ترديد نغمات أنظمتهم المستمر  لن ينفعهم  في شيء بل سيبقيهم منعزلين في  سراديب بعيدة  عن الواقع فإسرائيل لا تريد منكم شيئا أيها الناطقين بلغة الضاد  غير الاعتراف بحقها المشروع  الذي طالبتكم به منذ فجر التاريخ هذا ان ظللتم  اسرى للكلاب  والله أعلم  !!.