موقع اسرائيل بالعربية / أقلام القراء
الكاتب: باريس بحري

مازلنا في القضية الأولى من نقاشنا المفتوح :

ابتدء مقالي بالسؤال التالي :

هل سيتجه العراق الى التحول للهوية الدينية الواحدة < الهوية الاسلامية >؟

إن هذا السؤال يطرح سؤالا" ثاني وهو : هل سيؤدي التحول الى هوية دينية واحدة لفسح المجال لسيطرة طائفة واحدة < مذهب يتفرد بالبلد >؟

طبعا" اسألتي افتراضية تتوخى معالجة الواقع من خلال النقاش ، المعالجة تكون من خلال الفكر الفاحص فنحن < وأنا على الأقل > لا نمتلك سلطة سياسية أو دينية أو اقتصادية لتكون معالجتنا بشكل آخر .

مناقشة الوضع العراقي مهمة في هذه المرحلة ، فأنا اعتقد بأن التغيير المرتقب في سوريا سيؤثر بشكل كبير على عموم مجريات الاحداث داخل العراق وبالتالي سيُحدث أنتقالة جبرية في مجمل المنطقة ، ولن تكون ايران بمعزل عن التغيير ، ولست أتجنب القول بأن الشيعة كمذهب سيواجهون رغبة اسلامية عامة تتوخى عزل التشيع العربي عن فلسفة التشيع الفارسي وبالتالي احداث طفرة نوعية عقائدية في المذهب الشيعي العربي أو تغيير مساره وكما حدث في مصر عندما تم تهميش التشيع الفاطمي وأسقاط دولته، وعندها سيتحول التشيع الفارسي لدين آخر له أدبيات مختلفة عن الأصل وينقطع عن الاسلام العربي ، في الحقيقة إن الاسلام ينقسم لثلاث أديان :

1ـ الاسلام السُني بمذاهبه الاربعة .

2ـ الاسلام السلفي الوهابي الجهادي .

3ـ الاسلام الشيعي الفارسي .

والأمر الغائب عن العامة إن التشيع العراقي لا ينتمي للأقسام الثلاث ، فهو ليس تمذهب سلفي ولا سُني ، وهو مذهب محسوب على العرب في نظر التشيع الفارسي ، ومحسوب على الفرس في نظر العرب ، إن الشيعة العراقيين واقعين مابين صراع التطرف القومي مع التمذهب القومي ، وهذا الأشكال الكارثي سيُحل بصدام كارثي يُضعف التشيع والتسلف < السلفية > عموما" مضطرا" الثقافة الاسلامية ومفكريها الدينيين لأنتهاج ثقافة وفكر أكثر هدوءا".

إن تهجير اليهود العراقيين قبل اكثر من ستين سنة وأفراغ البلد من المكون المسيحي في الوقت الراهن يُعتبر أنتحار عضوي متدرج ، ولا يمكن انقاذ العراق من الأنهيار إلا بالرضوخ طوعا" لحقيقة إن بلاد وادي الرافدين ستجف اجتماعيا" كما هو الجفاف في دجلة والفرات مالم تعتبر هذه الأرض حقوق تأريخية يجب أن تُرجع لأصحابها بدل سياسة طرد الأصلاء وتمكين الدخلاء والتي أفضت لعقم شامل أجهض كل ولادة تمر بها هذه الدولة وبالتالي تردي المستوى الاجتماعي والثقافي والعلمي والفني .

إن طرد الأصالة نقمة وليس نعمة .

مازلنا في القضية الأولى من النقاش وكلي أمل بأن ينتبه ذوي الثقافة المنفتحة الواعية لهذه المسألة ويقومون بدورهم المطلوب ، يجب أن ترجع المياه لمجاريها التاريخية السابقة وذلك يحدث بالحوار والخطاب والتوعية والجرأة والكشف .

ان المقالات المدونة في هذه الخانة تعبر عن اراء اصحابها, ولا تلزم الموقع بمحتواها

 

2 תגובות

  1. مساء الخير استاذ باريس وشكرا لك على مقالاتك الرائعة وعلى مجهودك العظيم والمتواصل ..ان مايؤسف له هو الانحدار السريع الذي يواجهه العراق في ظل نظريات اسلامية سلطوية بائسة ..نحن كعراقيين لم نتعود على العيش في بلدنا بمعزل عن المذاهب والديانات الاخرى فقد ولدنا وعشنا وجاورنا اليهودي والمسيحي وكذلك غير العربي ..ان المجتمع المدني الذي تربينا عليه في بغداد كان منفتحا الى ابعد الحدود قبل ان تصلنا تيارات الاسلام السياسي وعصاباته التي حولت ذلك المجتمع الى رمز للتخلف والفوضوية والجهل بعد ان قتلت نخبه او ابعدتهم خارج الحدود ..ان التقوقع على مفاهيم اسلامية لم نكن نعرفها من قبل وعدم تقبل الاخر والجهل بالتاريخ هي التي افرغت البلد من مكوناته الاصيلة ليحل محلها الرعاع والبدو الاجلاف الذين يتسيدون المشهد السياسي والاجتماعي في العراق الراهن .انا برأيي لافرق بين سلفي وشيعي فالكل ينهلون من مصدر محرف واحد وضعه ائمة الظلال الذين يتبعوهم…ان اتصاف العراق بالهوية الاسلامية سيكون بمثابة نهاية بلد وحضارة ..مالذي سوف نجنيه من الهوية الاسلامية سوى مزيد من تقييد الحريات ومزيد من تكفير الاخر والعودة بالبلد الى الوراء بحجة معايشة (( عصور صدر الاسلام)) .. 
    سيدي العزيز : ان حل عقدة العراق يتمثل بخلاصه من الاسلام السياسي برمته والاتيان بوجوه جديدة تتبنى الفكر الليبرالي الحديث ووضع رجال الدين وحصرهم في مساجدهم وحسينياتهم ..شكرا جزيلا لك

  2. مساء الخير استاذ باريس وشكرا لك على مقالاتك الرائعة وعلى مجهودك العظيم والمتواصل ..ان مايؤسف له هو الانحدار السريع الذي يواجهه العراق في ظل نظريات اسلامية سلطوية بائسة ..نحن كعراقيين لم نتعود على العيش في بلدنا بمعزل عن المذاهب والديانات الاخرى فقد ولدنا وعشنا وجاورنا اليهودي والمسيحي وكذلك غير العربي ..ان المجتمع المدني الذي تربينا عليه في بغداد كان منفتحا الى ابعد الحدود قبل ان تصلنا تيارات الاسلام السياسي وعصاباته التي حولت ذلك المجتمع الى رمز للتخلف والفوضوية والجهل بعد ان قتلت نخبه او ابعدتهم خارج الحدود ..ان التقوقع على مفاهيم اسلامية لم نكن نعرفها من قبل وعدم تقبل الاخر والجهل بالتاريخ هي التي افرغت البلد من مكوناته الاصيلة ليحل محلها الرعاع والبدو الاجلاف الذين يتسيدون المشهد السياسي والاجتماعي في العراق الراهن .انا برأيي لافرق بين سلفي وشيعي فالكل ينهلون من مصدر محرف واحد وضعه ائمة الظلال الذين يتبعوهم…ان اتصاف العراق بالهوية الاسلامية سيكون بمثابة نهاية بلد وحضارة ..مالذي سوف نجنيه من الهوية الاسلامية سوى مزيد من تقييد الحريات ومزيد من تكفير الاخر والعودة بالبلد الى الوراء بحجة معايشة (( عصور صدر الاسلام)) .. 
    سيدي العزيز : ان حل عقدة العراق يتمثل بخلاصه من الاسلام السياسي برمته والاتيان بوجوه جديدة تتبنى الفكر الليبرالي الحديث ووضع رجال الدين وحصرهم في مساجدهم وحسينياتهم ..شكرا جزيلا لك

כתיבת תגובה

האימייל לא יוצג באתר. שדות החובה מסומנים *