"نكبة الشعب الفلسطيني" حقيقة ام كذب؟

مذ سبعين عاما والإعلام العربي يتحفنا، ليلاً نهاراً، بما يسمى "نكبة الشعب الفلسطيني" التي تمخضت، في الاساس،  عن هزيمة الامبريالية العربية العدوانية بعد أن قامت بفتح حرب على جبهات عدة،  بهدف إبادة شعب إسرائيل واحتلال أرضه التاريخية. فشل العدو في تحقيق مراده وعاد ادراجه ذليلاً، خارجاً، من مخططه الاحتلالي والعنصري، بخفي حنين.

في عام 1948، حاولت الجيوش العربية المحتلة منع شعب إسرائيل من استعادة سيادته، وحاولت جاهدة التصدي لإعلان استقلاله_ فقط لأنه غير عربي_  في منطقة تعتبرها الدعاية العربية "ارضاً عربية".

أعلنت  الجيوش العربية الامبريالية الحرب في ذاك العام، كمحاولة منها السيطرة على أرض إسرائيل، وارتكاب المجازر بحق اليهود وتنفيذ سياسة التطهير العرقي بهدف القضاء عليهم، وبالتالي تصبح  الأرض العبرية ووطن الشعب اليهودي، أرضاً ودولة عربية أسوة بباقي الدول العربية الأخرى التي ظهرت في الشرق، اواسط القرن العشرين.

إن الهزيمة النكراء التي منيوا بها، دفع القادة العرب إلى حياكة قصص من خيال الكذب والرياء من أجل  البقاء في حالة حرب، جاعلين من إسرائيل "بعبعباً"، منها يستمدون القوة والاستمرارية في الحكم، وبذلك هربوا من الواقع وحقائقه ليعيشوا في عالم الأوهام والغش نتيجة طموحاتهم الظالمة والوحشية .

" إن الحرب ستكون ضروسا، وسوف تُروى قصة المجزرة كما تروى قصة حروب المغول والصليبين…..“بهذه الكلمات القاسية واللا إنسانية، أعلن عبد الرحمن عزام، أمين عام جامعة الدول العربية، الحرب على شعب إسرائيل في مؤتمر صحفي في القاهرة، ردا على إعلان استقلال اسرائيل في 15 أيار 1948. 

“فلسطين ستمتلئ دما ونارا إذا اخذ اليهود جزءا منها” جمال الحسيني، عضو اللجنة العربية العليا ليشاطرهم فوزي قوقاجي، قائد "جيش التحرير الإسلامي" أو ما عرف حينها بجيش الإنقاذ، بقسمٍ يقضي إلى "رمي اليهود في البحر".

ومن مآذن المساجد صدحت الدعوات للمهاجرين العرب الذين أتوا أرض إسرائيل فترة الحكم البريطاني، إلى الهروب خارج الأرض حتى يتم طرد اليهود واحتلال أرض العبرانيين التاريخية.

 

 

بفضل العلي الكريم، فشل هذا المخطط العنصري، وهرب ستمائة الف من بين المهاجرين العرب الذين أتوا أرض إسرائيل، خلال حكم الامبريالية العثمانية والانتداب البريطاني من بعدها، خلال الحرب الى دول منشأهم و / او الدول المجاورة.

 

صناعة "اللاجيئين الفلسطينيين"

بعد فشل المحاولة الامبريالية العربية والعنصرية لتنفيذ سياسة تطهير عرقي في أرض إسرائيل اليهودية،  بدأ العرب " المساكين" و"المتباكين بامتياز" بالنواح والعويل على مصيرهم المؤسف، متوجهين إلى الدول الغربية لجمع الأموال لتحسين أحوالهم. ابتكروا صناعة تدر عليهم الاموال الغربية، صناعة قوامها الكذب والرياء والخداع، وهي "صناعة اللاجيئين الفلسطنيين"، التي تسحب اموالاً باهظة سنوياً تقدر بمئات ملايين الدولارات من الدول الغربية. 

"اللاجئ الفلسطيني" هو لقب يعطى لكل حامل شهادة من منظمة الاونروا التي منحت " العرب الفلسطنيين" امتياز "بمفهوم اللجوء"، مغايراً عن ذلك المعتمد في العالم. في التفصيل الممل، أروقة المنظمة العالمية تحوي تعريفين لكلمة لاجئ؛

صناعة اللاجيئين الفلسطينيين

تاسست منظمة الانروا نفسها، من قبل اللوبي العربي اللإسلامي في الأمم المتحدة، وذلك بعد أن رفضت  الدول العربية التي أعلنت الحرب عام 1948، استيعاب الاجيئين الفلسطنيين في أراضيها بهدف الاستمرار في استخدامهم لتحقيق مصالحها الخاصة الاقتصادية والسياسية كما تستخدمهم في يومنا هذا. 

وهكذا نتيجة الضغط والتهديدات في عدم مد الغرب بالنفط العربي، تاسست منظمة جديدة للفلسطنيين الذين فروا من أرض إسرائيل في حرب 1948 وهي الاونروا .

 

على من يطل اسم " لاجئ فلسطيني"؟

 ساهم اللوبي العربي الاسلامي بسن قانون داخل الامم المتحدة، يعتبر ان كل من سكن منطقة الانتداب البريطاني لمنطقة فلسطين، التي في الاساس ارض اسرائيل اليهودية، بين السنوات 1946 – 1948، هو "لاجئ فلسطيني" وهذا، دون ان يضطر حامل الشهادة الى اثبات انه ينتمي الى هذه العائلة الي عاشت او ولدت هناك، ما يستحيل التأكد في اذا كان هذا الاجئ فعلا ولد هنا او كان في زيارة مثلا خلال تلك السنوات.

وفي ما يلي تعريف اللاجئ الفلسطيني حسب الاونروا الذي تاسس نتيجة ضغط العربي : 

"عرفت الأونروا اللاجئ الفلسطيني بالشخص الذي كان يقيم في حدود الانتداب البريطاني لمنطقة فلسطين خلال الفترة من أول يونيو/ حزيران 1946 حتى 15 مايو/ أيار 1948 والذي فقد بيته ومورد رزقه نتيجة حرب 1948. وعليه فإن اللاجئين الفلسطينيين الذين يحق لهم تلقي المساعدات من الأونروا هم الذين ينطبق عليهم التعريف أعلاه إضافة إلى أبنائهم".

 

إهمال الإعلام العربي لنكبة الشعب السوري

نتائج حرب عام 1948 (ما يسمي ب"النكبة الفلسطينية") مقارنة بالحرب الحالية الدائرة في سوريا (النكبة السورية) 


وهنا نسال لماذا لا تعمد وسائل الاعلام العربية على تسمية الحرب الدائرة في سوريا بالنكبــــة او اقله بالكــــارثة ؟
هل الدم السوري اقل اهمية من الدم العربي او الدم الفلسطيني؟ لماذا التمييز والتخاذل بقضية الشعب السوري؟ ولماذا لا يستفيد اللاجئون السوريين بالاموال والدعم الذي يلقاه اللاجئون الفلسطنيين منذ 70 عامات؟ لماذا لا تقوم الدول العربية بممارسة الضغط لاقامة منظمة تعنى بشؤون الاجيئين السوريين ؟ الا يحق للاجيئين السوريين ان يتجند احد في خدمة نكبتهم المستمرة؟

 

כתיבת תגובה

האימייל לא יוצג באתר. שדות החובה מסומנים *