أقلام القراء / مالك بارودي
هل يستطيع جمال أبو لاشين تطبيق المقياس الذي يستعمله مع إسرائيل على المسلمين ورسولهم؟

أقلام القراء

منذ سويعات، قرأت مقالا لـ"جمال أبو لاشين" عنوانه "إسرائيل اليهودية… تكسب الأعداء"، فكتبت تعليقا، لكن لسبب مّا لم تُنشر كلماتي.

كان المقطع الذي أثار في الرّغبة في التعليق هو الآتي: "إن إسرائيل بتعديها على حقوق فلسطينيي العام 1948 أصحاب الأرض الأصليين ومساواتهم بالمستوطنين إنما تنفذ الآراء المتطرفة لليبرمان وزير خارجية إسرائيل الحالي الذي يريد إسرائيل نقية منهم". فقد رأيت فيه مغالطتين، على الأقل: الأولى تاريخيّة والثّاثية أخلاقيّة. لذلك كان تعليقي كما يلي:

ينتقد المسلمون سياسة إسرائيل وبناءها للمستوطنات ويتباكون على الفلسطينيين الذين، حسب رأيهم، يتم إضطهادهم وتهجيرهم وإفتكاك أراضيهم… ونحن نقول لكل مسلم، قبل أن تنتقد ما تفعله إسرائيل على أرض يشهد التّاريخ أنّها كانت لأجدادهم اليهود قبل أن يهجم عليها المستعمرون العرب المسلمون تحت مسمّى "الفتوحات الإسلامية" فيستولون عليها وينهبون ثرواتها، أرجو أن تفتح عينيك وتفكيرك وتفكّر في هذين النّصّين:

"أخرجوا المشركين من جزيرة العرب" (البخاري 2825، مسلم 3089) و"لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى لا أدع إلا مسلماً" (مسلم 3313، أبو داود 2635، الترمذي 1532)… أليس محمّد بن آمنة رائدا في الإستيطان وفي التهجير والإستيلاء على أراضي غيره؟ أليس هذا بالضبط ما تلومون إسرائيل على فعله مع الفلسطينيين؟ هل يصلح إستنكاركم لما يفعله الإسرائيليون وأنتم تقبلون وتُجلّون ما فعله محمد بن آمنة وصحابته وأتباعه مع اليهود في جزيرة العرب؟ أنتظر إجابتك."

وأتت الإجابة بالفعل، فقد تمّ حذف التّعليق ولم يبق منه على صفحة المقال سوى العنوان الذي وضعته له: "الإسرائيليّون والمسلمون"… فشكرا على هذا الجواب الصّريح والبليغ، والذي لن يزيد إلا في تعميق أفكاري وتجذير قناعاتي التي يكفي لأي قارئ أن يطّلع على مقالاتي السّابقة ليدركها بكل تفاصيلها.
وفي نهاية الأمر، لا يسعني إلا أن أقول: لا يستوي الظّلّ والعود أعوج.

 

כתיבת תגובה

האימייל לא יוצג באתר. שדות החובה מסומנים *