الثامن من أيار حسب التقويم المسيحي، الثامن والعشرون من إيار وفق الرزنامة العبرية، يوم تاريخي في مسيرة استعادة سيادتنا على ارضنا التاريخية، يوم وطني قومي اسرائيلي، هو يوم تحرير يروشلاييم او " توحيد يروشلاييم" ، انه يوم العاصمة الذي بدأ احياؤه منذ عام ١٩٦٨.
انه اليوم الذي نحتفل به باستعادة عاصمتنا الابدية يروشلايم من يد المملكة الاردنية الهاشمية بعد احتلال شرقها اضافة الى اراضي يهودا وشومرون، منذ عام ١٩٤٨ وحتى عام ١٩٦٧.
لقد عاث الاحتلال الاردني لشرق ارض اسرائيل خرابا ودمارا، معتمدا سياسة التطهير العرقي بحق ابناء الارض "اليهود"، اذ اقدم على؛ تدمير المباني التاريخية، تأميم ونهب ممتلكات بني يعقوب، تدنيس وتخريب حرمة اموات سلالة داوود_ كما حصل في المقبرة اليهودية القائمة في جبل الزيتون_، تدمير وسرقة اكثر من خمسين كنيس من بينها اشهر دور الصلاة المقدسة في العاصمة "الحوربا" و "جوهرة اسرائيل".
ولم يكتف بذلك، بل حمله كرهه الى ازالة، وبشكل كلي، احياء وقرى يهودية بالجرافات، نذكر منها "قرية شيلواح"، حي "شمعون الحكيم"، "نوا يعقوب"، "عتاروت" والخ.
وقد كان هدفهم واضحا تجسد في ما قاله قائد قوة الجيش الاردني في يروشلايم عبد الله التل : "لقد قمنا بتدمير الحي اليهودي، ولم يبق مكانا الا وقد تأذى بشكل مطلق الامر الذي يجعل عودة اليهود مستحيلة".
لم يكن اليهود وحدهم ضحية الاحتلال الهاشمي، فابناء الطائفة المسيحية نالوا نصيبهم من قسوته وتنكيله، حيث حاول اسلمت الاغلبية منهم ، فعمد الى منعهم من شراء الاراضي بالقرب من الاماكن المقدسة، واضعا رجال دينهم تحت رقابة السلطات الاردنية، مانعا الكنيسة من امتلاك الاراضي في العاصمة، فارضا على مدارسهم ( ١٩٥٥) اعتماد نهج وزارة التربية الاردنية التي جعلت اللغة العربية اللغة الوحيدة المعتمدة، ما اضطر الكثير من المسيحيين، الذين انتموا الى طوائف مختلفة ولم يجيدوا اللغة العربية، الى السير في طريق " العروبة" او الرحيل.
ونتيجة للممارسات العنصرية هذه، اضطرت اعداد كبيرة من المسيحيين في يروشلايم الى الهجرة هربا خلال فترة الاحتلال الاردني.
في عام ١٩٦٧، في حرب الايام الستة، تمكن الجيش الاسرائيلي من تحرير شرقي ارض اسرائيل من ايدي الاحتلال الاردني، وطرده الى شرق نهر الاردن.
فيديو نادر: تحرير وتوحيد العاصمة يروشلاييم، الثامن والعشرون من إيار عام 1967.
وفي عام ١٩٦٨، حددت الكنيست عيد يوم يروشلاييم، جاعلة منه عيدا قوميا، تتجسد احتفالاته بزيارة العاصمة واقامة المهرجانات في كل انحاء الدولة. وفي عام ١٩٩٨ اقر قانون " يوم يرشلايم" وجاء فيه:
"بعد مرور ٣٠ عاما على استعادة السيادة ليروشلايم عاصمة اسرائيل، نعلن رسميا هذا اليوم يوما وطنيا (..) مؤكدا رمزية واهمية هذه المدينة في حياة شعب اسرائيل الذي عاد ارضه من جديد واعلن دولته جاعلا من يروشلاييم عاصمتها الابدية" (ترجمة لا حرفية)
كما لهذا اليوم اهمية عند اليهود، اذ سجل وفاة النبي شموئيل عليه السلام، حيث يقوم المؤمنون بزيارة ضريحه القائم في الجزء الشمالي الغربي للعاصمة.
بارك الله فيكم ياأُسود وياأبطال جيش الدفاع الإسرائيلي ، أسأل الله أن يحفظكم ويحقن دماءكم ويبارك فيكم وأن يُرسي السلام على أرض يروشلايم ، وأن تنتهي المشاكل هذه إلى الأبد